نظمت مديرية الأوقاف بالإسكندرية قافلة علماء الأوقاف لتؤدي خطبة الجمعة بمساجد إدارة أوقاف الرمل تحت عنوان " مخاطر الإدمان والمخدرات "، وذلك تنفيذا لتوجيهات الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، بمناقشة القضايا المجتمعية التى تهم الوطن وتساعد على النهوض به.
وقال وكيل وزارة الأوقاف بالإسكندرية، إن الله تبارك وتعالى قد أحل لعباده الطيبات من المآكل والمشارب، وحرم عليهم الخبائث التي تعود عليهم بالضرر في أنفسهم وأموالهم وأعراضهم، مضيفا أنه نهي أيضا الإسلام عن كل ما يؤثر على العقل ويعطل دوره عن التفكير والإبداع.
وأوضح العجمى، مخاطر المخدرات قائلا: "هذه المخدرات سموم قاتلة، فقد ثبت من الأبحاث والدراسات العلمية أنها تشل إرادة الإنسان، وتذهب بعقله، وتحيله بها لأفتك الأمراض، وتدفعه في أخف الحالات إلى ارتكاب الموبقات والإنسان سوف يسأل يوم القيامة عن عمره وشبابه وصحته"، مضيفا: "من هنا فقد جاء تحذير الإسلام من جميع الخبائث والمحرمات، ومنها: إدمان الخمور والمخدرات والأمور المذهبة للعقل والمال والعرض، واعلموا أيها المسلمون أنه مما حرم الله في كتابه، وعلى لسان رسوله، وأجمع المسلمون على تحريمه الخمر، التي هي"أم الخبائث" والإدمان والمخدرات - بجميع أنواعها سواء كانت نباتًا، أو حبوبًا، أو مطعومًا، أو مشروبًا، أو استنشاقًا، أو إبرًا".
وأكد العجمى، على أن الخمور والمخدرات هي الآفة الخطيرة القاتلة التي بدأت تنتشر في الآونة الأخيرة في كافة المجتمعات بشكل لم يسبق له مثيل، حتى أصبحت خطرًا يهدد هذه المجتمعات وتنذر بالانهيار، فالخمر والمخدرات وما كان في معناهما حرام قليله وكثيره، حتى وإن لم يذهب العقل إلا بالكثير منه فقليله حرام.
وتابع: "هل رأيتم صورة المدمنين وهم ميتون أثناء أخذهم للجرعات ولم يتم اكتشافهم إلا بعد أن تعفنت أجسادهم وفاحت الروائح الكريهة منها؟ هل رأيتم تلك الصور التي نشرتها بعض وسائل الإعلام؟ شاب في الثلاثين من عمره زاد الجرعة فانفجر مخه وخرج من أنفه ووجد بعد ثلاثة أيام متعفنا في غرفته؛ أتدرون على أي حال كان؟ وُجد ساجدا! وجد ساجدا على قطعة من المخدرات وقد تحجر الدم في وجهه وصدره فأصبح وجهه أسود كأنه قطعة فحم، والروائح الكريهة العفنة تملأ أرجاء الغرفة، لا إله إلا الله! أي خاتمة سيئة؟ وأي نهاية مؤلمة؟ وأي فضيحة وعار في الدنيا والآخرة؟".
وشدد العجمى، على أنه من أهم أسباب انتشار المخدرات أصدقاء السوء فقد أثبتت الدراسات أن أكثر من ثمانين بالمائة من الشباب الذين يتعاطون المخدرات كان وراءهم رفقاء السوء وإذا جلَستُ مع عشرات التائبين، وقرأت قصص النادمين، وحسرات المدمنين، تجدهم - بلا استثناء - يجمعوا على أن السبب الأول في الوقوع في الهاوية هم جلساء السوء، لكنهم عرفوا بعد فوات الأوان، مضيفا: "كم من الشباب الذين أدمنوا ولم يجدوا مالا لشراء المخدر فكان الثمن أن يحضر للبائع كل يوم مجموعة من زملائه في المدرسة كزبائن! وهذه هي خطوات الشيطان، من مجرد تسلية إلى متعاطٍ إلى مروِّج، والثمن فلذات الأكباد،فليحذر الإنسان من رفاق السوء من أن يصاحبهم".
ولفت إلى أن من أهم أسباب انتشار المخدرات إهمال الوالدين، وسوء التربية، ومن أراد الدليل على إهمال بعض الآباء فلينظر إلى بعض الشباب وهم في الشوارع والأرصفة إلى ساعات متأخرة من الليل فترى أطفالا دون العاشرة وقد سهروا حتى صلاة الفجر، ويقطعون الشوارع على أقدامهم طولا وعرضا بدون حسيب ولا رقيب!، مضيفا أن ذلك الأب الذي يغيب عن أبنائه طويلًا، ولا يتابعهم في ذهابهم وإيابهم، ولا يدري مع من يمشون ويصاحبون ويجيئون ويغدون، لا يلومَنَّ إلا نفسه يوم يقع أحد أبنائه - لا قدَّر الله - في مصيبة إدمان المخدرات وتعاطيها؛ لأنه سبب رئيس يوم أهمل أولاده وأهمل متابعتهم ومراقبتهم حتى حصل ما حصل، وحين يتعلم المراهق التدخين، وهو بداية الطريق، فالأنامل التي اعتادت على سيجارة التدخين لا تصعب عليها سيجارة الحشيش! وهكذا تبدأ النهاية!.فأين آباء وأمهات هؤلاء! فأين الحب والحنان؟! شباب وفتيات تربية أسواق وقنوات، وغناء ومجلات، إنه عقوق للأبناء والبنات، وكما تدين تدان، فتربية الأولاد مسؤولية وأمانة عظيمة.
وأشار إلي أن أول واجب يقع على الأسرة، على كاهل الأب والأم والإخوة في مراقبة الأولاد، ومتابعتهم وتربيتهم منذ الصغر على كراهة هذه القاذورات، ومحاربة هذه المنكرات، وبيان شرور هذه السموم، وآثارها المدمرة منذ الصغر، وتحذيرهم، وبيان آثار أولئك الأشرار في ترويج هذه المخدرات وإيقاع الناس في شركها وفي آثارها.
ووجه العجمى رسالة إلى أفراد المجتمع قائلا: "إن حلَّ ظاهرة الإدمان والمخدرات وعلاجَها لا يقتصر على فئةٍ معينةٍ، وإنما يشمل جميعَ أفراد المجتمع: شبابًا وأسرةً ودعاةً ومؤسساتٍ وحكومةً؛ فإذا كان الطبيب يعطى المريض جرعة متكاملة حتى يشفى من سَقمه - إن قصر فى نوع منها لا يتم شفاؤه - فكذلك علاج هذه الظاهرة يكون مع تكاتف المجتمع بجميع فئاته، فكل فئة لها دور، على الدعاة أن يقوموا بدورهم في المساجد، وعلى الآباء دور كبير في البيت، وعلى المعلمين دور عظيم في المدرسة وعلى الإعلاميين دور خطير في أجهزة الإعلام، ثم الضرب بشدة على أيدي المهربين أيا كان موقعهم وباكتمال الأدوار يرتفع البنيان".