حرب الاتصالات تحسم معركة "سيناء2018".. أجهزة الثريا سلاح الإرهابيين لمحاولة اعتراض اتصالات "قوات التطهير".. وخبراء: الجماعات الإرهابية تلجأ لمواكبة التطور التقني في ظل تفوق الجيش

توغلت تكنولوجيا الاتصالات اللاسلكية بقطاعات واسعة حتى صار يعتمد عليها الإرهابيين والجماعات التكفيرية في التواصل فيما بينها كإحدى الآليات المتقدمة لمواجهة القوات المسجلة في محاولة أخيرة لاستعادة أنفاسها للتواجد خوفا من دحرهم وإبادتهم في ظل عمليات المكافحة التي يتم شنها ضدهم وأخرها خلال العملية الشاملة "سيناء 2018" والتي يتم تنفيذها بالتعاون مع وزارة الداخلية للقضاء على العناصر التكفيرية في شمال ووسط سيناء وعلى الشريط الحدودي.

وأشار بيان للقوات المسلحة خلال العملية إلى ضبط عدد ضخم من أجهزة الاتصالات وخوادم اللاسلكي والحواسيب بحوزة العناصر الإرهابية أو خلال المداهمات التي تتم على مدار أيام العملية وتدمير مركز إعلامي به الكثير من وسائل الاتصال اللاسلكية، إضافة إلى رصد مركز إرسال يوجد أعلى أحد الجبال وتستخدمه الجماعات التكفيرية في تسهيل عمليات التواصل فيما بينها من خلال تكنولوجيا الأقمار الصناعية.

وبدء الإرهابيون في مواكبة ثورة الاتصالات التي فرضها تطبيقات الجيل الرابع بعد أن كانوا يعتمدون على تهريب المكالمات الدولية جددوا أدوات تواصلهم مستخدمين تقنيات أجهزة الثريا التي تعمل كمتتبع للأصول المتحركة حيث أكد الخبراء الأمنيين على دور "الثريا" في السماح بجمع البيانات من عدة نقاط مختلفة في وقت واحد بما في ذلك معلومات الموقع والإشارات المستمدة من أجهزة الاستشعار الخارجية والأجهزة الطرفية والمدخلات التي تم جمعها من المركبات أو المعدات الثقيلة حتى تطورت حلولها الفترة الماضية لتصبح تعمل بوضع مزدوج عبر الاتصال بالشبكات الأرضية والفضائية .

وتُمكن أجهزة الثريا الإرهابيين من إتاحة تقنيات الـ«هوت سبوت» في المناطق المتواجدين بها في مساحة دائرية نصف قطرها 100 قدم بما يسمح باتصال نحو 10 أجهزة من الهواتف الذكية وأجهزة اللاب توب والهواتف اللوحية بما يتيح الوصول السهل والآمن إلى شبكات الإنترنت فضلا عن صغر حجمه مما يسمح بحمله بسهولة في أي مكان.

وقال المهندس عادل عبد المنعم، رئيس لجنة أمن المعلومات بغرفة صناعة تكنولوجيا وعضو الاتحاد الدولي للاتصالات أن أجهزة الثريا تضمن للجماعات الإرهابية الحفاظ على الاتصال تلقائيا بين المناطق التي تغطيها شبكات GSM وتلك التي تقع خارج حدودها خاصة تحت التغطية القوية والآمنة لشبكة الثريا الفضائية.

موضحا أن تلك الخاصية تسهل دعم تطبيقات التواصل الآلي الذكي وإنترنت الأشياء والتي تتيح الاتصال الأمثل استنادا إلى أفضل شبكة متاحة.

وأكد عبد المنعم في تصريحاته أن الجماعات الإرهابية تلجأ لمثل تلك التقنيات الحديثة لعدة مزايا أهمها ارتفاع سرعتها في التواصل وصعوبة اختراقها من الأجهزة المضادة وانخفاض التكلفة الإجمالية لها على المستخدم، إضافة إلى أن الجهاز ذو بنية قوية ومبنية لتحمل الظروف البيئية القاسية مثل التواجد بالصحراء والجبال، مطالبا بضرورة تشديد الرقابة على تلك الأجهزة لأنه لابد أن يتم التشويش عليها وتعطيل إشاراتها على أقل تقدير.

وكشف وليد حجاج، خبير أمن المعلومات أن الجماعات الإرهابية لم تعد تستغني عن شبكات الإنترنت في القيام بأنشطتها الإجرامية، إذ باتت أكثر وسائل الاتصال التي يحرص الإرهابيون على استخدامها لممارسة أعمالهم لما يحققونه عبرها من مزايا مثل عدم وضوح جرائمهم وصعوبة الكشف عن الأساليب الإجرامية التي اتبعت فضلا عن عدم إمكانية الحصول على أدلة مادية لوقوعها، وتوافر المساحة لاقتناص الفرص لارتكاب هذه الجرائم بجانب صعوبة تحديد هوية مرتكبي تلك الجرائم أو إخضاعهم لقانون دولة ما خاصة عندما يتواجد الإرهابيون في أماكن بعيدة عن الحواجز السياسية والجغرافية، ما تسبب في زيادة مطردة للاعتماد على تقنيات الهوائيات واللاسلكي من قبل الإرهابيين.

ولفت الخبير أن عدد المواقع الإلكترونية ومنتديات التواصل التي تستخدمها الجماعات الإرهابية لم يتعد 20 موقعا قبل عام 1998 لكنه قفز بشكل ضخم ليتجاوز الآلاف من المواقع في الوقت الحالي .

وأضاف حجاج الملقب بـ«صائد الهاكرز» في تصريحاته أن الجماعات الإرهابية طورت من عملياتها الفترة الماضية حيث أصبحت تعتمد على تجميع مصادر اتصالاتها في نقطة واحدة فوق أعلى المرتفعات والقمم الجبلية والتي تكون غالباً في اتصال جيد مع إشارات القمر الصناعي وتردادتها وهو ما لوحظ خلال العملية الشاملة "سيناء 2018" الجارية الآن .

نقلا عن العدد الورقي.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً