ads

بالصور.. «السحيمى» قصر لا يعرفه المصريون

هناك العديد والعديد من القصور والأماكن السياحية التي توجد في مصر، ولكن معظمنا يجهل تاريخها وأماكنها، بالرغم من روعة جمالها، بل نرى السائحون مقبلين عليها فى الوقت الذى يجهلها المصريون.

من بين هذه الأماكن «قصر السحيمي» وفيما يلى عرض لتفاصيله تاريخيًا وهندسيًا:

موقع القصر وتاريخه:

قصر السحيمي هو بيت عربي يغلب عليه طابع المعمار الشرقي الراقي، يقع في الدرب الأصفر من منطقة الجمالية، المتفرع من شارع المعز لدين الله الفاطمي، في قلب القاهرة.

تم بناء هذا البيت في عام ( 1058هـ - 1648م)، وقد سمي هذا البيت باسم صاحبه وهو الشيخ «محمد بن أمين السحيمي باشا» قائد الجيش في ذلك الوقت،والذي ينتمي إلى عائلة السحيمي وهي خمن إحدى العائلات الكبرى في القاهرة والأسكندرية والمنوفية، وقد أضاف على بناء القصر الكثير من الفنون المعمارية الجذابة.

ويقول المهندس «أسعد نديم» المشرف على البيت، إن عمر البيت لا يتجاوز 350 سنة إلا أن موقعه كان عامرًا بالمباني منذ العصر الفاطمي وقد وجد من خلال حفريات قام بها مشروع توثيق وترميم البيت (1994 م إلى 2000 م) في أرجاء المنزل أن البناء الحالي يقوم فوق أنقاض وبقايا مبان أقدم منه قد ترجع إلى العصر الفاطمي حيث كان المكان موقعا للمنحر (المذبح).

وتم ضمه إلى الحكومة المصرية لقائمة الآثار المحمية ويستخدم الأن كنموذج للمعمار العربي الشرقي الأصيل، ومركزًا للإبداع الفني.

مساحة البيت وتقسيمه:

تبلغ مساحة البيت حوالي 2000 متر مربع، ويتكون من قسمين، القسم القبلي وهو الأقدم، بناه الشيخ عبد الوهاب الطبلاوي عام 1648 م، والقسم البحري بناه الحاج إسماعيل شلبي عام 1699 م.

والبيت يمثل نموذجًا للبيوت العربية التقليدية ولكن بشكل مختلف، يتم الدخول إلى البيت من خلال المجاز الذي يؤدي إلى الصحن الذي توزعت فيه أحواض زرعت بالنباتات والأشجار. تفتح غرف البيت على الصحن.

وقد تأثر بنائه بالعمارة العثمانية التي كانت تخصص الطابق الأرضي للرجال ويسمى السلاملك والطابق العلوي للنساء ويسمى الحرملك، فنجد أن الطابق الأرضي من البيت مخصص لاستقبال الضيوف من الرجال وليس فيه أي غرف أو قاعات أخرى.

تقسيمات وغرف البيت

1- الطابق الأرضي:

في القسم القبلي نجد قاعة واسعة منتظمة الشكل تنقسم إلى إيوانين يحصران في الوسط مساحة منخفضة عنهما يطلق عليها الدرقاعة وقد رصفت بالرخام الملون. يمتد حول جدران الإيوانين شريط من الكتابة يحتوي على أبيات من نهج البردة.

ويتكون سقف القاعة من الخشب المكسو برسومات وزخارف نباتية وهندسية ملونة. كانت هذه القاعة تستخدم كمجلس للرجال.

وللبيت إيوان أخر مفتوح على الصحن ويتوجه نحو الشمال ليستلم هواء البحر البارد صيفا يسمى المقعد وله سقف خشبي أيضا يشبه القاعة. كان المجلس يستخدم شتاء والمقعد يستخدم صيفا.

أما القسم البحري فيتكون من مجلس آخر يشبه القبلي في التصميم، أي مكون من إيوانين ورقاعة إلا أن هذا المجلس أكبر حجما وبه تفاصيل معمارية أدق وأكثر فخامة وفي وسطه حوض ماء من الرخام المذهب وبه فسقية على هيئة شمعدان، مما يدل على أنه صمم وكأنه صحن مسقف.

القسم البحري به إيوان أيضا ويعلو الإيوان مشربية مصنوعة من خشب العزيزي. سقف هذا الإيوان مكون من الخشب تتوسطه قبة صغيرة بها فتحات ليدخل منها الهواء والضوء تسمى الشخشيخة مصنوعة من الخشب أيضا، مزخرفة من الداخل ومغطات بالجص من الخارج.

في المجلس أكثر من كوّة في الجدران وضعت عليها خزائن من الخشب المشغول بالنقوش الهندسية والنباتية.

بعد المجلس غرفة لقراءة القرآن فيها كرسي كبير من الخشب المشغول. ينزل من سقف هذه الغرفة مصباح من النحاس يضئ بالفتيل المغموس بالزيت.

2- الطابق الأول

في الطابق الأول غرف العائلة، وهي عبارة عن قاعات متعددة تشبه قاعات الطابق الأرضي إلا أن بها شبابيك كثيرة مغطاة بالمشربيات تطل على الصحن وبعضها على الشارع ولا يوجد إيوان في الطابق الأول. مما يجدر ذكره أن الغرف لم تكن تميز غرف للنوم أو غيره باستثناء بعض الغرف المحددة.

توجد إحدى الغرف في الطابق الأول، في القسم البحري، تزينت جدرانها بالقيساني الأزرق المزخرف بزخارف نباتية دقيقة وفيها أواني الطعام المصنوعة من الخزف والسيراميك الملون والمزخرف حيث يبدو أنها كانت تستخدم لإعداد الطعام. بجوارها غرفة صغيرة جدا غير مزخرفة تستخدم للخزن.

لم يكن في البيت أسرة بل أن العائلة تنام على مرتبات من القطائف المزخرفة أيضا. في البيت حمام تقليدي عبارة عن غرفة صغيرة مكسوة بالرخام الأبيض لها سقف مقبب به كوات مربعة ودائرية مغطاة بالزجاج الملون. في الحمام موقد لتسخين الماء وحوض منحوت من قطعة واحدة من الرخام المزخرف بالإضافة إلى خزان للماء.

3- الصحنان

للبيت صحنان، صحن أمامي بمثابة حديقة مزروعة يتوسطه ما يسمى بالتختبوش، وهو دكة خشبية زينت بأشغال من خشب الخرط. في هذا الصحن شجرتان زرعتا عند بناء البيت، زيتونة وسدرة. الصحن الخلفي به حوض ماء وساقية للري وطاحونة تدار بواسطة الحيوانات. كان الصحن الخلفي للخدمة. وللبيت ثلاثة آبار.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً