بعد الاضطرابات التي طرأت على الكنيست الإسرائيلي من استقالات وزراء، استنكارًا منهم لتعيين «ليبرمان» وزيرًا للأمن، اضطر الأخير لبث رسائل للقيادة العسكرية داخل الكنيست لنيل استعطافهم وولائهم.
نشرت صحيفة "يديعوت احرونوت" العبرية قيام ليبرمان بث رسائل للقيادة العسكرية وذلك قبل توليه منصب وزير الأمن رسميًا بأيام قليلة، حيث التقى في الأونة الأخيرة بمجموعة القيادات العسكرية الإحتياطية، وصرح لهم: "سأكون وزيرا رسميا ومسؤولا" مما دفع الضباط إلى تصديق حديثه.
وأشارت «يديعوت احرونوت» إلى أنه على ليبرمان العمل العاجل على تشكيل طاقم مهني، واختيار مدير للوزارة، وناطق باسمها. وبالفعل قام بعقد لقائات مع قيادات احتياطية وجهات امنية سابقة، وبالرغم من تصرفه بشكل مسئول إلا أن الجهات الأمنية لديها تشكك ما إذا كان سيلتزم بوعده أم لا وتقول " الأيام ستثبت".
وذكرت الصحيفة أن ليبرمان سيبدأ بجولة لقاءات مع القيادة العسكرية ورئيس الأركان والجنرالات الكبار، ومدير عام وزارة الامن الجديد، الجنرال (احتياط) «اودي ادم»، وذلك بعد الدخول الرسمي الى منصبه.
وقالت الصحيفة أن ليبرمان عيين الجنرال (احتياط) «اودي ادم» خلفًا للجنرال (احتياط) «دان هرئيل»، بعد ترشيح أغلبية الشخصيات التي اجتمعت مع ليبرمان له حيث قالت ان «آدم» هو الاختيار الصحيح لمنصب المدير العام، وانه سيعمل جيدًا اذا ابقاه في منصبه، ولم يقم بإجراء تغيير شخصي او سياسي في الوزارة.
ونشرت الصحيفة نبذة عن «آدم»" عمل 58 عامًا لدى الجهاز الأمني، وبعد عشر سنوات من حرب لبنان الثانية قدم استقالته من منصبه كقائد للواء الشمالي. والمراسم القصيرة التي جرت في مقر وزارة الأمن في تل ابيب، جرت لأول مرة في غياب وزير الامن، وهو منصب سيبقى شاغرا حتى دخول ليبرمان، في الاسبوع المقبل.
ذكرت تصريح شهود عيان شاركوا في المراسم عن وصف حالة موقع مكتب وزير الامن الجديد حيث قالوا: " أن الطابق الرابع عشر، الذي يقع فيه مكتب الوزير، بدا "حزينا وكئيبا اكثر من أي وقت مضى". وقالوا انه "لم يتبق تقريبا حتى الصور على الحائط".
وواصلوا أن هذه المرة من المرات النادرة التي لم يجر خلالها التقييم الأسبوعي للأوضاع بمشاركة الوزير واعضاء هيئة القيادة العامة. وبدل ذلك اجرى رئيس الأركان غادي ايزنكوت تقييما في مكتبه، ومن جانبه قام رؤساء المكاتب بتقديم تقاريرهم الى السكرتيرين العسكريين لرئيس الحكومة ووزير الامن الجديد.
وساد بين الحضور شعور بالخيبة، حيث تساءل العديد منهم لماذا لم يحضر رئيس الحكومة، بصفته وزير الامن عمليا، لاستقبال «آدم» ووداع «هرئيل».
وقال هرئيل في كلمته: "دخلت الى منصبي قبل حوالي ثلاث سنوات، الى شرق اوسط مختلف تماما. خلال السنوات الثلاث الأخيرة انقلبت حياتنا. حدث تغيير داخلي كبير في اسرائيل، ايضا بالنسبة لوزارة الأمن وللأمن كله. وفي المقابل تواصل وزارة الأمن اداء مهامها ومهام قومية ايضا".
وأضاف: "الانقلاب الذي حققناه مع وزارة المالية يعتبر في نظري التغيير الأكثر اهمية. الاتفاق المتعدد السنوات الذي ينظم لأول مرة ميزانية الامن يسمح بتطبيق "خطة غدعون" واستمرار تطبيق المشاريع الضخمة للجيش".
ووعد آدم في كلمته بتناول العصا ومواصلة العمل بأفضل شكل مهني وجيد، بحيث تكون المهمة الاساسية دعم احتياجات الجيش.