طالبت منظمة "افازا" العالمية لحقوق الإنسان والحفاظ على البيئة أعضائها من كل دول العالم بالتوقيع على عريضة تقدمها للدول المانحة لمصر بربط التمويل المقدم لمصر بإصلاح منظومة السكة الحديد حتى لا تتكرر الحوادث.
وقالت المنظمة في بيان لها اليوم الثلاثاء، إن تصريحات المسؤلين حول السبب الرئيسي لحوادث القطارات يرجع لعدم تطوير السكة الحديد منذ عشرات السنوات، مؤكدة أنه مبرر مرفوض وواجب محاسبة المسؤولين عن عدم تطويرها.
وقالت المنظمة في نص العريضة - حصلت أهل مصر على نسخة منها -: "تتكرر حوادث القطارات في مصر بشكل لا يصدق، وقد صرح وزير النقل الدكتور هشام عرفات مؤخرًا عن عدم تطوير شبكة السكك الحديد منذ العام ١٩٦٥، ويعتبر هذا التصريح، في أي دولة أخرى تحترم مواطنيها، بمثابة إخبار يستدعي فتح تحقيق حول كيفية صرف الأموال المخصصة لهذا القطاع طيلة هذا الوقت، وحياة المواطن المصري وكرامته لا تقل قيمة عن حياة الآخرين.
وأضافت: "حان الوقت كي يتوقف الإهمال والاستهتار بحياة المصريين الذين سقطوا بالمئات على سكك الموت. يقدم المانحين سنويًا ملايين الدولارات للحكومة المصرية لدعم المشاريع الإنمائية وتعزيز الاقتصاد. لكننا نعلم أن وجود شبكة قطارات، تربط البلاد بعضها ببعض من دون أن تتحول عرباتها إلى مقابر جماعية، هو شرط أساسي من أجل ضمان الإنماء وتعافي الاقتصاد.
وأكملت: "دعونا نعمل على بناء عريضة ضخمة يصعب على الحكومة تجاهلها،للمطالبة بإصلاح وتحديث شبكة السكك الحديد في مصر - عندما نجمع عددًا كافيًا من التواقيع سنعمل على تسليمها إلى الجهات المانحة لمطالبتها بوقف الاستثمارات التي تصب في جيوب المسؤولين الفاسدين حتى يتم إصلاح سكة الحديد".
وأردفت قائلة: "أقل ما يمكن وصف منظومة السكك الحديدية والقطارات في مصر بالمتهالكة. ففي وقت انتقل العالم نحو التكنولوجيا في تسيير القطارات، لا تزال مصر تعتمد على الديزل لتسيير القطارات التي تبدو عرباتها متآكلة وغير آمنة، وعلى البشر لتحويل خطوط سيرها على السكة والقيام بباقي المهمات. ما يفسح مجالًا لأخطاء عديدة لن يمكن حصرها بالإهمال فقط".
"تتذرع الحكومة بعدم وجود تمويل كاف لتطوير السكك الحديد. لكن القطارات هي وسيلة مواصلات رئيسية يعتمد عليها ملايين المصريين يوميًا، وواجب الحكومة إيجاد التمويل لا تقديم الأعذار للمواطنين. وعدم تطوير الشبكة منذ منتصف القرن الماضي لا يجب أن يشكل عذرًا لسقوط الضحايا، بل يجب أن يكون مدخلًا لمحاسبة المسؤولين عن هذا التقصير وكشف جوانب الفساد والإهمال المتعلقة به، من أجل وضع آليات لضمان عدم تكرارها"، لا يمكن أن نقف مكتوفي الأيدي عاجزين ونحن ننظر إلى صور الأهالي وهم ينتظرون أمام باب المشرحة للتعرف على أطفالهم وأحبائهم. وقعوا على العريضة الآن وانشروها على أوسع نطاق - عندما نصل عدد كافي من التواقيع سنعمل على إعداد فيلم وثائقي قصير عن سكك الموت في مصر وسنسلمه لكل الدول والمؤسسات المانحة للدولة المصرية لمطالبتهم بربط استمرار التمويل بإصلاح منظومة السكك الحديد، يضيف البيان.
وقالت: "لطالما تحرك مجتمعنا من أجل القضايا المعيشية التي تؤثر على حياة المواطنين بشكل مباشر. دعونا نفعل ذلك مرة جديدة من أجل المصريين الذين يقتلون على قضبان الموت".