مذبحة لايقبلها عقل تلك الي تجري فصولها بمدينة المنصورة عاصمة محافظة الدقهلية، عقب الإهمال الممنهج للكنوز والمبان الأثرية التي أوشكت عل الاختفاء لتصبح خسارة لاتعوض وجريمة في حق التراث وتاريخ مصر.
كانت البداية بإعلان عن بيع "القصر الأحمر" فى مدنية المنصورة، لصاحبه اسكندر باشا، الذى يرجع تاريخ إنشاءه إلى العشرينيات من القرن الماضي، إذ تم بناؤه على الطراز القوطي الإسباني، وله برج يعلوه سقف مخروطي مُغطى بالقرميد القشري، وظل القصر أحد أبرز التحف المعمارية الجميلة التي اشتهرت بها المنصورة حتى منتصف الثمانينيات من القرن الماضي.
وأكد عدد من أهالى مدينة المنصورة على أنه تم بيع القصر الأحمر منذ عشرات السنوات وقام مالكوه بإعلان بيعه من أجل الحصول على الأموال .
كما أزال أهالي منطقة النجار بمدينة المنصورة، «مسجد النجار»، الذي تم بناؤه في عام 1708 م، أي منذ ما يقارب 310 أعوام، وذلك بعد ميل المئذنة الخاصة به، وأصبح يشكل خطورة على السكان.
وأكد أحمد خاطر أحد أبناء المنطقة، أن الهيئة الهندسية بالأوقاف أقرت خطورة المسجد على السكان المحيطين به، وتم هدم أجزاء منه لبناء مسجد بالجهود الذاتية، مضيفا أن المسجد التاريخي تم هدمه بعد انهياره أثناء إجراء ترميم له.
وأشار أن أهالي المنطقة الذين سعوا من أجل الهدم، كان الهدف هو بناء مسجد من جديد بالتبرعات الأهلية، لكنهم واجهوا عراقيل أثناء إنهاء إجراءات تراخيص الهدم، كما أكد أن أهالي المنطقة كانوا يعلمون أن عمر المسجد الذي تخطى 310 أعوام، موضحا أنه كان لا ينال الاهتمام من المسؤلين.
من جهته أكد الشيخ طه زيادة، وكيل وزارة الأوقاف بالدقهلية، أن مسجد النجار كان يشكل خطورة على السكان المحيطين به، ولم يكن أثريا كما أشيع، وهو كباقي جميع المساجد الخاصة بالمديرية.
كما أكد "طه "على أن أهالي منطقة النجار تقدموا بطلب لهدم المسجد وبنائه بالجهود الذاتية وبعد معاينة الإدارة الهندسية، أكدت أن المسجد أصبح خطرا داهما على السكان بعد ميل المئذنة الخاصة به، ولا يصلح للترميم كما أكد أن المسجد كان لا بد من إزالته للحفاظ على أرواح المواطنين.
لم يختلف الأمر كثيرا فى مدرسة «على مبارك الثانوية» بمدينة دكرنس، التى تم إنشائها منذ عام 1911، أى ما يقرب من 107 عاما، ولم يقوم المسؤلين بتطويرها حتى الآن .
وقال محمد السيد، أحد أبناء مدينة المنصورة إن محافظة الدقهلية مليئة بالكثير من المبانى التراثية التى تخطت ال100 سنه ويتم إزالتها دون الإهتمام من المسؤلين، مؤكدا على أن تلك الأماكن فى الدول الأخرى يتم تقديسها والإهتمام بها.
كما أكدت سمية الخياط، موظفة على أن القصر الأحمر يعد تاريخا عظيما لمدينة المنصورة بأكملها، وتعليق لافتة عليه ببيعه شىء لا يصدقة أحد، مؤكدة على أن القصر صار ملكا لأحد الأشخاص بعد شرائه من ورثة من كانوا يمتلكونه، وانتقدت الخياط تهاون الحكومة في ترك مبنى مميزا في شكله ورسوماته الفريدة دزن الاستفادة منه في جذب السياحة والحفاظ على المبني التاريخي وترميمه عقب شراء من ورثته.
ومن ناحيته أكد محمد سعد، أحد الأثريين فى المنصورة على أن القصر الأحمر من أحد المبان التراثية التى لابد من الحفاظ عليها من أجل الاستفادة منه من أجل السياحة والحفاظ على التراث.
كما أكد على أن المسؤلين لم يهتموا بتلك الكنوز ويتحدثون فى تصريحاتهم على استمرار انجازاتهم الوهمية فقط .