يجلسون فى الشوارع والطرقات وأمام المنازل، جمعتهم الجيرة فى الخير والبلاء، دعواتهم تسابق السماء لعل الله يستجب فى رفع البلاء الذى أحل بهم، بعد أن كانوا أمنين مطمئنين فى بلدتهم الصغيرة.منذ عشرات السنوات، يستيقظون جميعًا فى الصباح الباكر ليذهب الرجال إلى أراضيهم الزراعية لمباشرة أعمالهم، فى حين تساعدهم نساءهم فى تدبير نفقات المنزل، لكن لم يكن هذا اليوم عاديًا بالنسبة لأهالى القرية جميعًا، فقد أدوا صلاة الجمعة فى المسجد الكبير بقرية 17التابعة لمركز الحامول فى كفر الشيخ، وكعادة أهل الريف خرجوا فرحين متفائلين، لكن فجأة تحولت تلك الفرحة لصراخ وعويل، إذ بإحدى السيدات تصرخ من شدة اشتعال النيران فى أحد المنازل القريب من المسجد، ليهرول الرجال والأطفال والسيدات مسرعين نحوه، ليتمكنوا من إخماد النيران ويعود كل منهم لمنزله ولا يكاد الرجال يستريحون مما حل بهم إلا وتجدد الصراخ مرة أخرى لاشتعال النيران فى منزل أخر.لم يكن فى مخيلة أهالى القرية أن النيران ستشتعل فى بعض المنازل تلقائيًا لكن هذه الظاهرة تجددت لـ 6أيام متواصلة، لم يذق الأهالى خلالهم طعم النوم خائفين من تجدد النيران أو امتدادها للمنازل فى أى لحظة، فمنهم من قام بتحميل أثاث منزله على عربات ونقله إلى قرى مجاورة، وأخرون فضلوا أن يقوموا بتشوين الأثاث داخل دار مناسبات المسجد ظنًا منهم أنه فى مكان أمن لكن دائما تأتى الرياح بما لا تشهتى السفن فالنار التهمت الأثاث داخل مضيفة المسجد، وسببت الرعب للاهالى والأطفال.يقول حسني جمال أحد سكان القرية، اشتعلت النيران فى منازل الأهالى دون سبب، والتهمت جميع أثاث منزلى، وفوجئت باشتعال النيران دون وجود سبب كما اشتعلت فى عدد من منازل أهل القرية".أضاف حسني: "جاء مشايخ عديدة منهم من قرأ القران، ومنهم من قال إنه هنك جان ويحتاج إلى مصالحة، ونحن مازلنا حائرون ولا نعرف الحقيقة، وهناك شيوخ طلبو مبالغ مالية 20 و40 ألف جنيه حتي يذهب البلاء عن هذه القرية".وتابع فوزى رمضان فتوح، أحد المتضررين "النيرات التهمت بعض من أثاث منزلي.. جاي من الأرض فوجئت بالبيت يشتعل بالنار دون سبب والناس تحاوطه من كل جانب، كما اشتعلت فى عدد من منازل القرية، مما جعلني فى حالة انهيار من الموقف، كما تسببت فى حرق المراتب والفرش".ومن جانبه قال علاء حسنين المعالج الروحانى الذي استدعاه أهالي القرية، إن سبب حرائق منازل قرية 17 التابعة لمركز الحامول فى كفر الشسخ، قد يكون ضرب أو قتل قطة، والجن من فعل ذلك وليس أحد من الأهالى، مؤكدًا أن الجن يتشكل وحدث ذلك فى غزوة الخندق أيام الرسول الكريم.وأضاف أن الجن لا يعتدى على الإنسان إلا إذا ااعتدى عليه، وأن هذا البلاء سيزول بأمر الله، مشيرًا إلى أنه تفقد عددا من المنازل وبدأ جلسات علاجية لرفع هذا البلاء عن أهل القرية، لأن له تجارب متعددة فى محافظات الصعيد ومحافظة الشرقية وكفر الشيخ وأتى متطوعًا لإنهاء الأزمة، وأنه قدم وصفه لإنهاء تلك المعاناة".
كتب : كمال عبد الرحمن