حكم اصطحاب الأطفال للمساجد في صلاة الجمعة

أوضحت دار الإفتاء، أنه لا مانع شرعًا من اصطحاب الأطفال إلى المسجد، بل ذلك مستحب إذا كانوا مميزين؛ لتعويدهم على الصلاة، وتنشئتهم على حب هذه الأجواء الإيمانية التي يجتمع المسلمون فيها للعبادة؛ حتى يكون ذلك مكونًا من مكونات شخصيتهم، مع الحرص على تعليمهم الأدب، ونهيهم عن التشويش على المصلين أو العبث في المسجد، بشرط أن يكون ذلك برفق ورحمة.

وأضافت دار الإفتاء، عبر صفحتها الرسمية، أن تعامل بعض المصلين بعنف مع الطفل، ربما تُوَلِّد عنده صدمةً أو خوفًا ورعبًا من هذا المكان، والأصل أن يتربى الطفل على حب هذا المكان ويتعلق قلبه ببيت الله، كما جاء في حديث السبعة الذين يظلهم الله في ظله، ورجل قلبه معلق بالمساجد، وأن هذا المسجد مليء بالرحمات والنفحات والبركات.

وأوضحت الإفتاء أن العلماء استدلوا على جواز إحضار الأطفال إلى المساجد بأحاديث، منها: ما رواه البخاري ومسلم في صحيحيهما عن أبي قتادة الأنصاري رضي الله عنه: "أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كان يصلي وهو حاملٌ أُمَامَةَ بنتَ زينبَ بِنْتِ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم". قال الحافظ ابن حجر في "فتح الباري": (واستُدِلَّ به على جواز إدخال الصبيان في المساجد).

وأثبتت دار الإفتاء، صحة اصطحاب الطفل إلى الصلاة، بحديث آخر للإمام أحمد وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه وابن حبان والحاكم عن بريدة رضي الله عنه، حيث قال: "كان النبي (ﷺ) يَخطُب، فأقبل الحسن والحسين رضي الله عنهما عليهما قميصان أحمران، يَمْشيان ويَعثُران، فنزل الرسول (ﷺ)، من المنبر فحملهما واحدًا من ذا الشق وواحدًا من ذا الشق، ثم صعد المنبر فقال: اِنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ فِتْنَةٌ).. (إني لَمَّا نَظَرْتُ إلى هذين الغلامين يَمْشيان ويَعثُران لم أصبر أن قطعت كلامي ونزلتُ إليهما)".

وذكرت دار الإفتاء، أنه بناءً على الأحاديث السابقة، أجاز العلماء إحضار الأطفال للمسجد، واستثنوا منهم من كان لا ينتهي عن العبث إذا نُهِيَ عنه، ومع ذلك فلا يكون نصحه إلا بالرفق والرحمة.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً