في ذكرى يوم الشهيد المصري، والموافق 9 مارس من كل عام، ذكرى استشهاد الفريق عبدالمنعم رياض رئيس أركان حرب الجيش المصري، والذي استشهد على الجبهة في مثل هذا اليوم من عام 1969، يذكرنا هذا اليوم بأبطال آخريين ضحوا بحياتهم من أجل تراب مصر الغالي قبل وبعد حرب أكتوبر، وإلى الآن ومن أبرزهم...
-الشهيد محمد زرد.. "رافع العلم على خط برليف":
بعد عبور القوات المسلحة المصرية لقناة السويس اضخم مانع مائي عرفه التاريخ وقف خط برليف المحصن حاجزًا أمام عبور القوات المصرية إلى قلب سيناء إلا أن الهجوم اسقط كل هذه الحصون إلا نقطة واحدة بقيت مستعصية على السقوط فى أيدى القوات المصرية.
وكانت هذه قوية ويبدو انها كانت مخصصة لقيادات إسرائيلية معينة، وفشلت المجموعة المصرية فى اقتحام هذه النقطة المشيدة من صبات حديدية مدفونه فى الارض، ولها باب صغير تعلوه فتحة ضيقة للتهوية، وكان يقلق المجموعة المكلفة بالتعامل مع هذا الحصن ان الاعلام المصرية أصبحت ترفرف فوق جميع حصون برليف بعد سقوطها عدا هذا الموقع الصامد الذى فشلت معه كل الاساليب العسكرية للفرقة المواجهة له.
وجرى العقيد محمد زرد مسرعاً ليتحاشى الرصاص الإسرائيلي، والقى بقنبلة عبر فتحة التهوية وبعد دقيقتين دلف بجسده إلى داخل الحصن من نفس الفتحه وسط ذهول فرقته التى كان قائدا لها ، وخلال انزلاقه بصعوبة من الفتحة الضيقة وجه له الجنود الإسرائيليين من داخل الموقع سيل من الطلقات النارية اخرجت احشائه من جسده.
وقبل أن يفارق الحياه لمس علم مصر وهو يرتفع على خط برليف.
-الشهيد محمد حسين محمود سعد
أول شهيد مصري فى حرب اكتوبر حسب إشارات التبليغ من الوحدات الفرعية
ولد عام 1946م ودرس فى معهد قويسنا الدينى،وعين بعد التخرج باحثا اجتماعيا بوحدة طوخ بالقليوبية،انضم إلى القوات المسلحة عام 1968 م كجندي استطلاع خلال السنوات السابقة على حرب اكتوبر، وعندما جاءت لحظة العبور كان ضمن قوات الجيش الثالث التي نزلت إلى سيناء.
-الشهيد أحمد حمدى
فجر نفسه في كوبري الفردان حتى لا يتمكن العدو من المرور عليه في حرب 1956 "العدوان الثلاثي"، وكان صاحب فكرة إقامة نقاط للمراقبة على أبراج حديدية ولم تكن هناك سواتر ترابية، واختار هو مواقع الابراج بنفسه.
وجد حلاً للساتر الترابي، وقام بوحدات لوائه بعمل قطاع من الساتر الترابي، وأجرى عليه تجارب التى ساعدت فى التوصل الى الحل الذى استخدم فعلا.
وعندما حانت لحظة الصفر يوم 6 أكتوبر 1973 طلب اللواء احمد حمدي من قيادته التحرك شخصيا الى الخطوط الأمامية ليشارك افراده لحظات العمل فى اسقاط الكبارى على القناة الا ان القيادة رفضت انتقاله لضرورة وجوده فى مقر القيادة للمتابعة والسيطرة اضافة الى الخطورة على حياته فى حالة انتقاله الى الخطوط الأمامية تحت القصف المباشر،لقد كان على موعد مع الشهادة.
ولد فى 20 مايو عام 1929، وكان والده من رجال التعليم بمدينة المنصورة، التحق بالقوات الجوية، ومنها نقل الى سلاح المهندسين عام 1954،حصل على دورة القادة والأركان من اكاديمية "فرونز" العسكرية العليا بالإتحاد السوفيتي بدرجة امتياز.
ضابط شهيد.. شفيق متري سدراك
حصل على وسام نجمة سيناء عندما قلد الرئيس السادات أبطال القوات المسلحة الشهداء والأحياء أوسمة النصر فى مجلس الشعب يوم 19 فبراير 1974.
بعد حرب 1967 تمركز مع قواته بالقطاع الأوسط، وشارك معها في معارك حرب الاستنزاف، وسجل بطولات متعددة في بورسعيد والدفرسوار والفردان وجنوب البلاج.
استشهد اللواء شفيق متري سدراك في اليوم الرابع للحرب 10 أكتوبر 1973 وهو يقود أحد ألوية المشاة المدرعة التابعة للفرقة 16.
-إبراهيم الرفاعي.. أسطورة العمليات الخاصة
عندما أتت حرب اليمن تولى خلالها منصب قائد كتيبة صاعقة، وفي يوم 5 أغسطس 1968 بدأت قيادة القوات المسلحة في تشكيل مجموعة صغيرة من الفدائيين للقيام ببعض العمليات الخاصة في سيناء، باسم فرع العمليات الخاصة التابعة للمخابرات الحربية والاستطلاع، وكانت أولى عمليات هذه المجموعة نسف قطار للعدو عند "الشيخ زويد" ثم نسف "مخازن الذخيرة" التي تركتها قواتنا عند انسحابها من معارك 1967.
وفى عام 1968 أسر الرفاعي ومجموعته أصحاب الفضل أول ضابط إسرائيلي وهو الملازم، دانى شمعون، والعودة به إلى القاهرة دون إصابات.
وقالت صحيفة يدعوت أحرنوت الإسرائيلية تعقيباً علي هذه الفرقة " المجموعة 39 التي قادها الرفاعي معروفة لجيش الاحتلال و أطلقوا عليها "الشياطين المصريين"، و كانت الفرقة الوحيدة التي سمح لها الرئيس جمال عبد الناصر بكسر اتفاقية "روجرز" لوقف إطلاق النار، وهم أول من ألفوا نشيد الفدائيين المعروف بين رجال القوات المسلحة".
وأضافت الصحيفة العبرية من خلال وثائق إسرائيلية أن الفريق أول عبدالمنعم رياض قال لإبراهيم الرفاعي "إسرائيل نشرت صواريخ في الضفة الشرقية،عايزين منها صواريخ يا رفاعي بأي ثمن، فعبر برجالة قناة السويس واستطاع أن يعود بثلاثة صواريخ.
وفي يوم مقتل الفريق عبد المنعم رياض طلب عبد الناصر برد سريع، فعبر الرفاعي القناة واحتل برجاله موقع المعدية 6 ،الذي أطلقت منه القذائف التي كانت سبباً في استشهاد الفريق رياض، وأباد 44 عنصرًا إسرائيليًا.
حتى إن إسرائيل من هول هذه العملية وضخامتها تقدمت باحتجاج إلى مجلس الأمن في 9 مارس 1969، يفيد بأن جنودهم تم قتلهم بوحشية،ولم يكتف الرفاعي بذلك بل رفع العلم المصري على حطام المعدية 6، بعد تدميرها وكان هذا العلم يرفرف لأول مرة على القطاع المحتل منذ 67، ويبقى مرفوعاً قرابة ثلاثة أشهر.
بدأت معركة السادس من أكتوبر المجيدة، ومع الضربة الجوية الأولى وصيحات الله أكبر، انطلقت كتيبة الصاعقة التي يقودها البطل في ثلاث طائرات هليكوبتر لتدمير آبار البترول في منطقة بلاعيم شرق القناة.
وفي 18 أكتوبر طلب الرئيس أنور السادات من إبراهيم الرفاعى أن يعبر القناة حتى يصل لمنطقة "الدفرسوار" التي وقعت فيها الثغرة ليدمر المعبر الذي أقامه العدو ليعبر منه إلى الغرب،واستطاع هو ومجموعته بالفعل تفجير المعبر ووقف الزحف الإسرائيلى إلى منطقة الدفرسوار.
واستطاع الرفاعي أن ينهي المذابح التي ارتكبها الإسرائيليون في هذه المنطقة لدرجة أن أرييل شارون، الذي كان قائد المجموعة الإسرائيلية، ادعى الإصابة، ليهرب من جحيم الرفاعي بطائرة هليكوبتر، ما دفع الجنرال، جونين، قائد الجبهة في ذلك الوقت إلى المطالبة بمحاكمته لفراره من المعركة.
روى أحد قيادات المجموعة، ويدعى أبوالحسن لحظات استشهاد الرفاعي، قائلًا: "كان الرفاعي عادة ما يرتدي حذاء ذا لون مختلف عن بقية المجموعة عندما رأى زملاؤنا حذاءه أبلغوا باللاسلكي أنه أصيب وسمعهم اليهود وعرفوا الخبر وكانت فرحتهم لا توصف حتى إنهم أطلقوا الهاونات الكاشفة احتفالاً بالمناسبة وذهبنا به لمستشفى الجلاء وحضر الطبيب وكانت الدماء تملأ صدره وقال لنا (أدخلوا أبوكم) فأدخلناه غرفة العمليات ورفضنا أن نخرج فنهرنا الطبيب فطلبنا منه أن ننظر إليه قبل أن نخرج فقال: أمامكم دقيقة واحدة فدخلنا إليه وقبلته في جبهته وأخذت مسدسه ومفاتيحه ومحفظته ولم نستطع أن نتماسك لأننا علمنا أن الرفاعي استشهد وكان يوم جمعة يوم 23 رمضان وكان صائماً".
الشهيد إبراهيم عبد التواب.. "قائد ملحمة الصمود"
نجح العقيد أركان حرب الشهيد إبراهيم عبد التواب ورجاله من مشاة الأسطول في اجتياز البحيرات المرة لاقتحام نقطة كبريت، الساعة 4 ونصف في السادس من أكتوبر.
في ليلة 23 أكتوبر استشهد محمد أمين مقلد، وأصبح منذ تلك اللحظة العقيد إبراهيم عبد التواب قائدًا للنقطة التي دمرت القنابل جزءًا كبيرًا منها .
وفي يوم 14 يناير 1974 حرك العدو عرباته المدرعة في اتجاه الموقع ووقف القائد المصري عند الحد الأمامى للموقع وهو يوجه المدفعية بنفسه، أطلق العدو دانة مدفع استقرت إحدى شظاياها فى جسده.