قال الدكتور معتز عبد الفتاح، أستاذ العلوم السياسية، إن هناك 3 معايير من خلالها يُمكن الحكم بأن "جيش" أي دولة قوي، أولها أن يكون جيش وطني يُعلي المصلحة الوطنية على الانقسامات الطائفية والعرقية، وثانيها أن يكون جيش مهني يلتزم بالضوابط والقواعد العالمية في التدريب والتسلح، وثالثها أن يكون جيش غير مسيس لا يتبنى أجندة حزبية يعتبر نفسه مدافعا عنها، لافتًا إلى أن هناك سيناريوهات حدثت لدول عربية توضح "ماذا يحدث عندما يضعف الجيش؟".
أضاف عبد الفتاح، خلال تقديمه برنامج "الطريق إلى الاتحادية"، المُذاع عبر فضائية "أون لايف"، مساء الجمعة، أنه "في السودان سيطرة إسلاميون على الجيش ثم على الدولة ولكن عمر البشير جنبهم ذلك مع بداية الألفية الجديدة، وهناك أيضًا في اليمن أقلية فرضت سيطرتها على الدولة بسبب ضعف الجيش، وهناك في العراق استعانة الدولة بمواطنين وفصائل مسلحة لمساندة الجيش، بينما الجيش السوري استعان بقوى أجنبية حينما لم يستطع الحفاظ على الدولة، وهناك في لبنان حزب الله استقل بمساحة جغرافية من الدولة بسبب ضعف الجيش، وفي ليبيا انقسم الجيش إلى ميليشيات تابعة لفصائل سياسية متصارعة، وكادت الدولة أن تنتهي".
تابع: "احمدوا ربنا على جيشنا، وافتكروا إن اللي هيقوّم البلد ده أهلها، واللي هيوقعها لا قدر الله برضو أهلها، مفيش حد أقوى مننا، إحنا اللي بنضعف ونُضعف أنفسنا وغيرنا يستغل ضعفنا، اللي هيقوّمنا إحنا، كل أشقائنا دول مروا بفترات صعبة كادت الدول أن تسقط فيها، ووقعت بالفعل في غالبية هذه الدول، السودان فقط من أنقذت نفسها.. احمدوا ربنا على جيشنا".