عُرف كارتييه Cartier بأنه "صائغ المُلوك وملك الصاغة" وعلى الرغم من القائمة الطويلة من الملوك والأميرات التي كان لدار كارتييه نصيبا كبيرا في صنع المجوهرات الملكية الخاصة بهم، إلا أن قلادة الأمير الهندي بهوبندر سينج، مهراجا باتيالا، ظلت الأجمل في تاريخ الدار الفرنسية العريقة.
تعد قلادة باتيالا، ذات جمال نادر وتصميم استثنائي وقلادة لا مثيل لها، وصممت من قبل دار كارتييه بناء علي طلب الأمير بهوبندر سينج مهراجا باتيالا في عام 1928، وهي واحدة من أكثر القطع باهظة الثمن من المجوهرات من أي وقت مضى.
وتتألف قلادة باتيالا من خمسة صفوف متدلية من سلاسل البلاتين مرصعة بالألماس، بأحجام مختلفة، يصل آخرها إلى الخصر، وتحتوي على 2930 ماسة، وتزن حوالي 962.25 قيراط، وفي واسطة الصف الأخير من القلادة تتدلي ماسة "دي بيرز" الصفراء النادرة المعروفة، والتي اكتشفت عام 1888 من قبل شركة دي بيرز، وقد اشتراها المهراجا من شركة دي بيرز للألماس عندما عرضت بباريس بداية القرن الماضي، ويبلغ وزن هذه الماسة 234 قيراطا، وهي سابع أكبر ماسة تكتشفها دي بيرز.
وقد تقلدها المهراجا لمدة عشر سنين، وبعد وفاته تقلده ابنه المهراجا "يادافيندرا" الذي تولى الحكم من بعده، ومع استقلال الهند عام 1947 ذابت دويلات المهراجات في الجمهورية الجديدة، ومن ثم اختفت القلادة عن الأنظار، ولم يعرف إلي أين ذهبت، إلى أن ظهرت القلادة مرة أخرى فى عام 1998 في إحدى متاجر المجوهرات بلندن، حيث نجح مدير متحف «كارتييه»، "اريك نوسبوم"، في العثور عليها والدخول في مفاوضات استمرت عشر سنوات مع ورثتها، بعدها تمكنت الدار الفرنسية من شراء القلادة من عائلة باتيالا ومن ثم إعادة ترميمها لتعود إلى جمالها السابق.
.