افتتح، اليوم الثلاثاء، معرض الآثار الإسلامية المؤقت، بمتحف الأغاخان بمدينة تورنتو بكندا، والذي سيستمر، حتى شهر يوليو من العام الجاري تحت عنوان "عالم الفاطميين".
وفي بداية الافتتاح وجه "هنري كيم" مدير متحف أغاخان بكندا، الشكر إلى وزارة الآثار لإتاحتها الفرصة للمتحف لعرض هذه القطع الأثرية و السماح للشعب الكندي بالاستماع بمشاهدتها مما يؤكد على تحقيق الترابط و التعاون المثمر بين "مصر وكندا" في مجال العمل الأثري، مشيداً بمجهودات مؤسسة الاغاخان للخدمات الثقافية بمصر وتنسيقها لإقامة المعرض.
وأضاف "هنري كيم" أن المتحف يضم مجموعة من القطع الاثرية التي تبرز مدي تألق الفنون والتراث الإسلامي، ٍموضحاً أنها تسلط الضوء على المساهمات الفنية والفكرية والعلمية للحضارة الإسلامية.
وأعرب البرنس "آمين اغاخان" رئيس مجلس إدارة المتحف بكندا، عن سعادته البالغة لإقامة هذا المعرض، مقدما الشكر للدكتور خالد العناني وزير الآثار ووفد الوزارة بكندا و اشار إن العصر الفاطمي شهد تنوعا فى العديد من المجالاتً حيث تأسست أعظم فترات العلوم والفنون والثقافات فى هذا العصر.
وأكدت "اليزابيث دودز ويل" حاكمة مقاطعة أونتاريو بكندا، على أهمية إظهار الحضارات والثقافات المختلفة فى بلاد اونتريو، موضحاً أنها فرصة عظيمة لاستمتاع شعب مقاطعتها بتلك القطع الفريدة من العصر الفاطمي.
وقال الدكتور مصطفى أمين، رئيس بعثة الإثار المصرية بكندا ومساعد وزير الآثار للشئون الفنية، إن افتتاح معرض عصر الفاطمن بمتحف اغاخان بتورنتو يعكس مدى التعاون الثقافي بين البلدين، مضيفاً أنه يمكن الاستمرار فى المزيد من الفاعليات المتشابهة فى الفترة المقبلة، مؤكداً على أن المعرض يضم مجموعة غير عادية من الأعمال الأثرية للعصر الفاطمي، داعياً الحضور إلى زيارة مصر لمشاهدة المجموعات الكاملة داخل متحف الفن الإسلامي.
وأضاف الدكتور أمين، خلال كلمتة التي ألقاها فى افتتاح المعرض، أن متحف الفن الإسلامي فى مصر، يعد من أهم وأعظم متاحف العالم التي تعرض الفن خلال العصور الإسلامية المختلفة، لما يحتوية على قطع أثرية نادرة ليست مقتصرة على مصر وإنما على العالم الإسلامي أجمع.
وأوضح مساعد وزير الآثار للشئون الفنية، إن فكرة إنشاء متحف للفن الإسلامي فى مصر كانت فى فترة حكم الخديو إسماعيل، وذلك لتوضيح من خلال المقتنيات الأثرية كيف تحولت القاهرة إلى مركز سياسي وثقافى ودينى فى عصر الامبراطورية الفاطمية، كما أن تأسيس الجامع الأزهر هو من أشهر العمارة الهندسية التى يمتاز بها العصر الفاطمى، مشيراً إلى أن الفاطميون أسسوا موقعا مميزا لتعلم الفنون ذات القيمة العالية والتى جذبت جميع المواهب والقدرات الفنية للتعلم فى مصر، كما اشتهر الفن الفاطمى بالتركيز على فنون النسيج والزجاج والحفر على الرخام والكريستال.
وأشاد الدكتور أمين، فى ختام كلمته بدعم الرئيس عبدالفتاح السيسي والحكومة المصرية للجهود والمشروعات المبذوله لاستكمال العديد من المشروعات الأثرية التى توقفت لسنوات عديدة وعلى سبيل المثال ترميم قصر البارون، والمتحف اليونانى الرومانى والمعبد اليهودى بالإسكندرية، وكذلك استكمال مشروع منطقة الأهرامات، كما تم افتتاح عدد من المتاحف الأثرية من أهمها متحف مطروح وتل بسطة وملاوى بالمنيا وجارى افتتاح متحف كفر الشيخ، وتجرى الاستعدادات على قدم وساق لافتتاح المتحف الكبير بداية عام 2019.
ومن جانب آخر، قال الدكتور أسد الله سوران شيرفانى، مدير الأبحاث العلمية لمؤسسة اغاخان للخدمات الثقافية، إن العصر الفاطمى لم يكن به أى تحيز دينى بل كان متواجد موظفون ووزراء من اليهود والمسيحين ولم يكن هناك أى صورة للاضطهاد الدينى بل كان يمتاز العصر بالتسامح الشديد، مضيفاً أن الفاطميون كان لديهم أسلوب فريد فى الفنون من الممكن ملاحظتة على الصور التى كانوا يقدموها، فقد كان الرسم به جزء من الكوميديا التى تختلف عن العصور الأخرى، كما أوضح عن مدى أهمية الصور المختلفة التى استخدمها الفاطميون فى التعبير سواء على الأطباق الخزفية أو الألواح الرخامية أو الخشبية بما فيها من عمق يمكن أن يتم التفكير به على أكثر من وجه وعلى سبيل المثال استخدام الحيوانات بشكل خرافى وكذا استخدام الأجسام الحيوانية بوجوه آدمية.
وأعرب شريف عريان المدير التنفيذي بؤسسة اغاخان بمصر، عن سعادته بنجاح المعرض الذي تم تنسيقة وتحضيرة على مدار عام، منذ بداية اختيار القطع الأثرية ويليها توقيع البرتوكول الخاص بالمعرض مع وزارة الآثار المصري، ثم موافقة المهندس شريف إسماعيل رئيس الوزراء، إلى أن أنتهت رحلته اليوم ليبدأ مرحلة جديدة من التحدي والنجاح.
وقدم السفير معتز الزهران، سفير جمهورية مصر العربية بكندا، الشكر لمؤسسة اغاخان ودعمها للحضارة المصرية القديمة وذلك لإتاحة الفرصة لأمريكا الشمالية بأكملها بمشاهدة معرض عصر الفاطميون لمدة أربعة أشهر ليتعرفوا من خلالها على دور مصر وأهميتها، وأن يقومون بزيارتها لمشاهدة الحجم الأكبر من هذه التركة الثمينة.