عام على انتخاب الكاتب الصحفي عبدالمحسن سلامة نقيبًا للصحفيين، بعد معركة داميه جمعته مع النقيب السابق يحيي قلاش، لينتصر بعد حصوله على 2457 صوتًا، مقابل 1890 لقلاش.
البرنامج الانتخابي
بدأ عبدالمحسن سلامة قبل عام في طرح برنامجه الانتخابي علي جموع الصحفيين، وكان بدايته التأكيد على عودة النقابة إلى عصرها الذهبي، مؤكدًا أنه إذا كانت الحكومة تدعم «البطون»، فعليها أن تدعم «العقول» بدعم الورق ومستلزمات الطباعة.
وعد سلامة خلال برنامجه الانتخابي الذي تعيد نشره «أهل مصر» بتوفير حد أدنى يضمن حياة كريمة للصحفي، حيث أكد أنه لا تعارض بين كرامة الصحفي وعيش حياة كريمة، بل هي من أساسيات الكرامة، بالإضافة إلي زيادة بدل التكنولوجيا والمعاشات.
كما تعهد بدعم ومساندة الصحفيين المحبوسين على ذمة قضايا رأي ونشر، بالإضافة إلي إنشاء مستشفى استثماري خارج مبنى النقابة، ليكون أفضل من مشروع العلاج بالنقابة.
كما وعد بإنشاء جمعية تعاونية للإسكان قريبة مما حدث في الأهرام، لتكون قادرة على الحصول على الأراضي والقيام بالبناء؛ لحل مشكلة الإسكان، وموافقة وزارة الشباب والرياضة على تخصيص 500 عضوية مجانية للصحفيين بمركز شباب الجزيرة، وتخفيض رسوم الدخول لـ 50٪، وفتح أبواب المركز الأوليمبى بالمعادي للصحفيين وأسرهم.
كما وعد نقيب الصحفيين بحل مشكلة الصحف المغلقة في موعد أقصاه 6 أشهر، متعهدًا بتعديل قانون النقابة الذي لم يعد يناسب العصر أو النقابة، والتصدي للفصل التعسفي الذي يتعرض له الصحفيين والذي يرجع مسؤوليته على مجلس النقابة لإهماله التصدي للمشكلة منذ البداية.
كما وعد النقيب بإصدار قانون حرية تداول المعلومات، وتنقية القوانين من المواد السالبة للحريات، ووضع ميثاق شرف صحفي جديد، وتفعيل لجان التأديب والتحقيق، وسرعة إصدار الجزء الثاني من قوانين الإعلام، وتفعيل الاتفاق الذي كان بين النائب العام الاسبق والنقابة لتحويل كل قضايا الصحفيين للنقابة أولًا للبت فيها وإرسال النتائج للنائب العام، ومساندة الزملاء المتهمين في قضايا نشر والدفاع عنهم.
«أهل مصر» طرحت تساؤلًا علي أعضاء الجمعية العمومية للصحفيين بعد عام من تولي عبدالمحسن سلامة منصب النقيب.. كيف تري آداء النقيب وما تحقق من وعوده الانتخابيه؟
اختلف الصحفيين، بين تيارين بعضهم أكد أن النقيب نجح في تحقيق إنجازات ملموسة وواضحة علي أرض الواقع أهمها زيادة «بدل التدريب والتكنولوجيا» والحصول على أرض لـ«مستشفي الصحفيين» بالإضافة لعودة العلاقات القوية مع مؤسسات الدولة المختلفة.
الفريق الآخر أنتقد تحركات النقيب ووعوده الانتخابية التي وصفها كثيرًا بأنها «فشنك»، مؤكدين أن النقيب «باع الوهم» وتاجر بطموحات شباب الصحفيين، وأنشغل بإدارة مؤسسة الأهرام علي حساب النقابة.
إعادة العلاقات مع الدولة
في البداية، قال عادل خشبة عضو الجمعية العمومية للصحفيين، إن النقيب يخطو بخطي سريعة في إعادة دور النقابة بعد أعوام من الصراعات مع مؤسسات الدولة والتخاذل والتباطئ في الدور الحقيقي لصاحبة الجلالة نحو الصحافة والصحفيين.
وأضاف خشبة في تصريحات خاصة لـ«أهل مصر» أن المجلس الحالي يسعي جاهدًا لتفعيل ما وعد به في برنامجه الانتخابي، وخاصة ملف «الصحة والإسكان» عبر لجانه النقابية، وكذلك دوره في فرع ونادي النقابة بالإسكندرية.
زيادة البدل
وأشار عضو الجمعية العمومية للصحفيين، إلى أن النقيب نجح في تحسين أوضاع الصحفيين من خلال زيادة بدل «التدريب والتكنولوجيا» الذي يتقاضاه الصحفيين بأكبر زيادة شهدتها النقابة، مضيفًا أن النقيب سعي لإلغاء قرار منع البدل عن من يتم فصله من صحيفته.
مركز التدريب
محمود طلعت- عضو الجمعية العمومية، قال إن هناك وعود كثيرة في برنامج النقيب سعي خلال عام واحد لتحقيقها، يأتي في مقدمتها زيادة بدل التدريب والتكنولوجيا، والعمل قريبًا علي خروج «مركز التدريب» بأحد أدوار النقابة ليكون الأول في الشرق الاوسط، بالإضافة إلي عودة الود بين مؤسسات الدولة والنقابة.
التنازل عن البلاغات
وتابع في تصريحات خاصة لـ«أهل مصر» أن النقيب له دور واضح للجميع وليس للصحفيين فقط في التوسط لدي بعض الشخصيات التي اتهمت بعض الصحفيين وحصلوا علي احكام قضائية باته التنفيذ، ونجح في اقناعهم بالتنازل عنها، مؤكدًا أن النقيب وعد بتطوير مشروع العلاج وهو ما يلمسه الصحفيين حاليًا.
مستشفى الصحفيين
وأوضح أن النقيب عبدالمحسن سلامة نجح في تقديم اصحاب الشهادات «المزورة» للنيابة، مع خطوات تنفيذية ملموسة والحصول علي أرض لبناء «مستشفي الصحفيين» وهذا سيكون أكبر انجاز، مع اتخاذ خطوات جادة لإعداد قانون النقابة الجديد.
فكر أكثر من خدمات
وعلي الجانب الآخر، قال محمد أبو عقيل الصحفي بجريدة المصرية، إن الحقيقة نقابة الصحفيين كانت تحتاج إلى فكر أكثر من خدمات، والتي شكلت محور اهتمام الصحفيين؛ مشيرًا إلي أن النقيب عبدالمحسن سلامة ظن أن مهمة النقيب توفير سلع غذائية أو وحدات سكنية.
وأضاف في تصريحات خاصة لـ«أهل مصر» أنه لا أحد ينكر أن كل تلك الأشياء«الخدمات» مهمة للصحفي لكنه يحتاج بالمقام الأول إلى مجموعة من التشريعات التي تحفظ حقه وتساعده على بناء حياته الوظيفية.
خرابة
محمد حنفي الطهطاوي عضو الجمعية العمومية للصحفيين، قال إن عبد المحسن سلامة نقيب الصحفيين فشل في تحقيق طموحات أعضاء الجمعية العمومية، وحول النقابة لـ«خرابة»- على حد تعبيره.
باع الوهم
وأضاف في تصريحات خاصة لـ«أهل مصر» أن نقيب الصحفيين باع الوهم وتاجر بطموحات الجماعة الصحفية، ولم يحل مشكلة لزميل، وأنشغل بإدارة مؤسسة الأهرام علي حساب النقابة.
وأكد أن العام الذي مر علي انتخاب النقيب برهن علي فشله وعدم قدرته علي إدارة هذا الصرح العريق كسابقه يحي قلاش، الأمر الذي أغضب جموع الصحفيبن، مشيرًا إلي أنه في حالة ترشحه لفترة ثانية العام المقبل سيكون نجاحه أمر صعب، لأن التجربة اثبتت فشله في إدارة ملفات الصحفيين- علي حد تعبيره.
تجاهل استغلال الصحف
وأشار إلى أن النقيب تجاهل استغلال الصحف لأعضاء النقابة والاستهانة بعملهم؛ وفي نظره أبناء المهنة هم «صحفي المؤسسات القومية»؛ وللحياد زيادة بدل التدريب والتكنولوجيا هي الحسنة الوحيدة له منذ تولي منصبه؛ مقابل التخلي عن الدور الرقابي للنقابة على الصحف؛ امتهان كرامة الصحفي؛ ضعف الأجور المتقاضاه؛ استباحة التحايل على المتدربين واستغلاهم.
وعود فشنك
أميرة الشريف عضو الجمعية العمومية، قالت إن النقيب عبد المحسن سلامة قبل فوزه وعد الصحفيين بـ«البساط السحري»، ولكن للأسف كانت «وعود مزيفة- فشنك» علي حد تعبيرها.
واستكملت تصريحاتها لـ«اهل مصر»: «بعد تمكنه من الفوز محققش ولا حاجة ولا خدم الصحفيين بأي شئ .. ولا حتي بيهتم بمطالب الصحفيين وكل هدفه الصعود لتولي المناصب الأعلي. حتي لما زود البدل كانت الزيادة رمزية جدًا لإثبات أنه حقق بعض وعوده الانتخابيه، خاصة أن الصحفيين بظروفهم الصعبة شاغلهم الأساسي "زيادة البدل"».
عضوية لكل من هب ودب
وأكدت الشريف أن النقيب لم يوفر أي غطاء حماية للصحفيين أثناء عملهم، موضحة أن النقابة تحتاج شخص جدير بيها، وبتولي هذا المنصب، خاصة وأن النقابة أصبحت تعطي عضويتها لـ«كل من هب ودب» واكثرهم لا ينتمون للصحافة بشيئ
غير مرضي
وأوضح تامر محمود عضو الجمعية العمومية، أن أداء نقيب الصحفيين بعد مرور عام علي توليه المنصب «غير مرضي بالمرة» خاصًة مع تزايد أعداد الصحفيين داخل السجون، بالإضافة إلى أنه «مفيش جديد في مشاكل الصحفيين مع جرائدهم بالعكس فيه رعونة وتخاذل في حلها» علي حد تعبيره.
وأشار في تصريحات خاصة لـ«أهل مصر» إلى أن زيادة «بدل التدريب والتكنولوجيا» هو الحسنة الوحيدة، لكنها لا يمكن أن «تعدل الميزان»، لو تم وضعها في كفة مع أمن وسلامة صحفي واحد، بالإضافة إلي وعوده الانتخابية عن تحسين أجور الصحفيين.. للأسف جميعها وعود انتخابية بدون تنفيذ.