تناولت الكتب التاريخية والمدرسية قصص كفاح لأبطال باتوا في الذاكرة عبر الزمن، كي يكونوا فخرًا للأجيال القادمة، إلا أن الأمر مختلف مع قصة ثورة وكفاح شعب مركز ديرمواس، تلك البلدة الواقعة أقصى جنوب محافظة المنيا، والتي نسجت تفردها على عرش البطولات بدماء ابنائهم التي غفلت عنه كتب التربية والتعليم، فلم يكن لها نصيب حتى يتعرف أهالي المنيا على تاريخ وقصة عيد المنيا القومي والتي تحتفل به المحافظة غدًا رقم 99.
يقول بهجت أبو زيد، أحد أحفاد "عائلة أبو زيد"، إن الدكتور خليل أبو زيد، ثأر ضد الظلم الذي رأه في بلدته دير مواس، خاصة عقب عودته من الخارج بعد الحصول على درجة الدكتوراة من لندن في دراسته للزراعة.
ولفت الحفيد أن الجد اجتمع بالأهالي كي يضع لهم الأمور نصب أعينهم لما وجده من ظلم للآدمية داخل بلاده ظلمًا لم يراه في بلاد الخارج، موضحًا أنه نما إلى علمه أن رئيس السجون الإنجليزي في طريقه من السودان إلى مصر عن طريق استقلال أحد القطارات فأراد أن يلتقي بهم لكونه الوحيد الذي يتحدث الإنجليزي إلا أنهم لم يتفهموا ما جاء من أجله لرفع الظلم عن بلاده وانتهت الواقعة بمقتل السير "بوب" رئيس السجون الإنجليزية، واستكمل القطار رحلته حتى وصل إلى ملوي، وعقب ذلك تم وضع جثه السير بوب علي كربه كارو وكان ينادي آنذاك المنادي، قائلا: "60 فضة الرطل يا بوب".
واستكمل، "بعد ذلك جاء الإنجليز وعملوا حصارًا على دير مواس، وهجموا على المنازل باحثين عن مرتكبي واقعة مقتل السير بوب، فقام الاهالي بتوجيه نساء دير مواس، إلى مركزي ملوي وأبو قرقاص، بعيدًا عن الحصار، إلا أن الإنجليز تمكنوا من القبض على الدكتور خليل أبو زيد، وعدد كبير من أهالي القرية والتي أجريت لهم محاكمة عسكرية في أسيوط، وأعدم بعضهم، وعلى رأسهم الدكتور خليل أبو زيد، فيما حصل البعض الآخر على المؤبد، وأصبح يوم 18 مارس عيدًا قوميًا لمحافظة المنيا".
وتابع، رغم التاريخ العظيم الذي نسجه أبناء مركز دير مواس إلا أنه ومنذ الثمانينات لم يتم الاحتفال بالثورة مع أبناء الثورة من أهالي دير مواس، ويتم الاحتفال بالمحافظة نفسها التي تبعد عن المركز بعده كيلو مترات فضلا عن تجاهل كتب التاريخ بالمدارس لسرد قصه كفاح أهالي دير مواس، الذين ضحوا بدمائهم كي يحيا الأهالي دون ظلم واستبداد".
ومن جهته يقول "مصطفى مهنى أبو زيد"، أحد أحفاد عائله أبو زيد: "للأسف لم يتم تجسيد التاريخ البطولي لأهالي دير مواس بالكتب المدرسية التي يتناقلها الطلاب بالمراحل التعليمية المختلفة كواقعة دنشواي، التي سجلها التاريخ وتوارثتها الأجيال عبر الكتب المدرسية فواقعة ثوره دير مواس لم تكن أقل أهميه من تلك الثورة".
وأوضح محسن عربي أبو زيد، "أحد الأحفاد"، أن القصر منذ ما يقرب من 10 سنوات مغلق، لكننا كنا على أتم الاستعداد للتبرع بالقصر، ويضم إليه معالم ثوره أهالي دير مواس، في عام 1919، لكن الدولة لم تهتم بالقصر، والحفاظ عليه باعتباره كنز تاريخي فريد من نوعه".
واستكمل، "ثورة أهالي دير مواس، ضحى خلالها الأهالي كي يكون للبلد وضع وكيان، إلا أننا نحتاج إلى تكريم أهالي شهداء ثورة دير مواس، كواقعة دنشواي"، لافتًا إلى أنه للأسف المحافظ يعقد الاحتفالات داخل مدينة المنيا فقط، وينتهي العيد القومي بوضع أكليل من الزهور على النصب التذكاري، ومن ثم الموسيقى العسكرية، ولكن يجب أن يتم تكريم أهالي شهداء ثوره 18 مارس في دير مواس، فهم أساس الاحتفال".
وقال خالد أبو زيد، أحد أحفاد العائلة، إن الدكتور خليل أبو زيد، رمز وطني ولايقل وطنيه عن الزعيم سعد زغلول، والزعيم مصطفى كامل، فلا بد من تجسيد تاريخه البطولي، وتاريخ ثورة أهالي دير مواس، ضد الظلم".
واختتم، قائلا: "إنه لا يوجد أي اعتناء أو اهتمام من قبل الدولة بذكرى ثورة 18 مارس، أو بأحفاد البطل خليل أبو زيد، وأسر شهداء دير مواس، وهذا يعتبر تقصير من التربية والتعليم لعدم سرد تاريخ ثوره أهالي دير مواس بكتب المدارس"، مطالبًا محافظ المنيا، اللواء عصام الدين البديوي، ورئاسه مجلس الوزراء، بضروره الاهتمام بأهالي دير مواس، وأهالي شهداء ثورتنا التي نسجت بدماء أبنائها شنقًا وأن يكون يوم 18 مارس من كل عام، بصمه فخر لأهالي دير مواس".