في ذكرى تحرير طابا يتذكر المصريون بكل فخر تضحيات جيش مصر العظيم الذي رفض الهزيمة علي مر العصور وقاتل جنوده بقلوبهم وعقولهم وضحوا بحياتهم في سبيل والوطن وصون مقدساته ويجب أن يتذكر شعب مصر فريق الدفاع عن طابا الذي ضرب المثل في الوطنية واعمال العقل في مواجهة عدو مراوغ لا يقبل ولا يعرف سوي لغة القوة.
منطقة طابا هي أخر النقاط العمرانية المصرية علي خليج العقبة وهي ذات أهمية استراتيجية وسياحية كبيرة حيث تقع علي رأس خليج العقبة بين سلسلة جبال وهضاب طابا الشرقية من جهة ومياه خليج العقبة من جهة أخري وتبعد عن مدينة شرم الشيخ بحوالي 240 كليو متر باتجاه الشمال وتجاورها مدينة ايلات الاسرائيلية وتمثل المنطقة الواقعة بين طابا شمالا وشرم الشيخ جنوبا اهم مناطق الجذب والتنمية السياحية بجنوب سيناء وشبه جزيرة سيناء، كما تقع طابا في مواجهة الحدود السعودية في الطريق المباشر لقاعده تبوك علاوة علي تمتع أبارها بمخزون ضخم من المياه العذبة.
اللواء خالد فوده محافظ جنوب سيناء، أكد أنه علي الرغم من صغر مساحة طابا الا أنها ذات أهمية استراتيجية وسياحية كبيرة لذا كانت مطمع لكثير من الدول حيث تتميز بالسياحة الأثرية والغوص ويوجد بها قلعة صلاح الدين التي تقع علي جزيرة فرعون الموجودة علي رأس خليج العقبة وتبعد عن ميناء العقبة الأردني حوالي 12 كيلو متر وتبعد عن الساحل الشرقي بسيناء بحوالي 250 مترا ويحدها جنوبا قرية طابا المصرية وتبعد عن مدينة نويبع الي الجنوب بحوالي 65 كيلو متر تقريبا وتمتاز هذه الجزيرة بأن أرضها صخرية يصعب الحفر فيها وكذلك يصعب العيش علي هذه الجزيرة دون استعدادات مسبقة .
وأضاف فوده كما توجد بها "محمية طابا "و تقع في المنطقة الجنوبية الغربية لمدينة طابا حيث تبلغ مساحتها حوالي 3590 كم2 وتضم محمية طابا تراكيب جيولوجية وكهوف وممرات جبلية متعددة .
وقال المحافظ «حريصين علي إقامة الاحتفالات بذكري استرداد طابا التى توافق التاسع عشر من مارس من كل عام حيث تبدأ الاحتفالات بآداء تحية العلم بمنطقة ساحة العلم بمدينة طابا و عزف الموسيقي العسكرية للسلام الوطني وايقاد شعلة النصر في أعلي نقطة بطابا، بالإضافة إلى العروض الفنية والرياضية».
ــ سر العلامة 91
عن سر العلامة " 91 " قال اللواء حمد بخيت، الخبير العسكري، إنه قبل الانسحاب الاسرائيلي من الأراضي المصرية علي خلفية نصر أكتوبر 1973 م ظهرت بوادر المعركة الدبلوماسية، التي خاضتها مصر مع اسرائيل وانتهت برفع العلم المصري في سماء طابا معلنا عودة الأراضي لأصحابها.
وأضاف بخييت أن المعركة بدأت بحالة من الجدال نشبت بين الجانب المصري والاسرائيلي وظهر ما يسمي بأزمة النقطة رقم "91" في المعركة الدبلوماسية التي خاضتها مصر من اجل تحرير طابا بعد أول إعلان رسمي عن المشكلة في مارس 1982 م وقبيل الانسحاب الاسرائيلي من سيناء.
وفاجأت اللجنة العسكرية المصرية وقتها الجميع بالإعلان عن أن هناك مشاكل ونقاط خلاف كبيرة مع الجانب الاسرائيلي حول بعض النقاط الحدودية وخصوصا العلامة 91 الموجودة علي حدود طابا .
وأوضح أن بداية قصة النقطة "91 " ترجع عندما حاول الجانب الاسرائيلي تزييف الحقائق لتغير الملامح الجغرافية للحدود المصرية قبل عام 1967 م حيث أزال (أنف الجبل ) والتي هي عبارة عن العلامة "91" الذي كان يصل إلى مياه خليج العقبة وحفر طريق مكانه يربط بين مدينة ايلات الاسرائيلية ومدينة طابا المصرية.
وبحث الجانب المصري عن العلامة الأساسية للنقطة رقم " 91" التي أزالتها اسرائيل دون جدوى فعادت الدولة المصرية الي المخطوطات القديمة والخرائط التي توثق حدود مصر منذ الدولة العثمانية وتم تشكيل ما عرف بـ "اللجنة العليا لطابا"، والتي ضمت وقتها والكفاءات القانونية والتاريخية والجغرافية .
أمام انكاراسرائيل الحجج التي تثبت أحقية مصر في طابا اضطرت القاهرة إلى الضغط للوصول للتحكيم الدولي في قضية طابا والذي انهي الخلاف بعودة الأرض إلى أهلها ورفع العلم المصري مجددا في سماء طابا في 19 مارس 1989.
نقلا عن العدد الورقي.