دفعت حياتها ثمنا للوفاء والإخلاص لزوجها المتوفي والذي تركها لمسئولية تربية الأبناء وتوفير الرعاية ولقمة العيش لهم؛ فكانت الأم والأب في آن واحد.. هكذا عانت "عزة صابر زكريا كامل" بعد وفاة زوجها إبراهيم الدسوقي أحمد محمد، حتى نجحت في تحقيق حلمها بتعليم الأبناء، وحصدت سنوات صبرها، تفوق أبنائها وحصولهم على مؤهلات عليا، وتعيين بعضهم في بنك التعمير والإسكان وبنك فيصل الإسلامي.تروى "الأم المثالية": "بدأت مأساتي حين توفى زوجي وكان عمري 26 عاما، وكان لدي من الأبناء ياسمين 8 سنوات، أحمد 6 سنوات، ومحمد 4 سنوات، وكان والدهم يعمل في شركة مصر للسياحة بالنظام المؤقت وحصل على عقد عمل كسائق بالمملكة العربية السعودية، وقرر العمل خارج البلاد لتحقيق مصدر رزق لهم وفي أول عمل له هناك توفي إثر وقوع حادث ودفن بالأراضي السعودية".واستطردت: "ربنا كبير وأحن عليا وعلى أبنائي من أي حد وأنا لا أنكر فضل والدي ووالدتي لوقوفهما إلى جواري، مضيفة أنه بعد سنوات من وفاة زوجي، لحقه والدي وبقيت والدتي، التى وقفت إلى جواري ولم تتركني، وعقب ذلك قررت العودة إلى عملي كمدرسة، واستلمت العمل في إحدى مدارس مركز مطاي؛ فكنت استيقظ في الساعة السادسة صباحا أسافر مستقلة القطار أمارس عملي، وأؤدي رسالتي، وأعود لابنائي أبدأ مذاكرة لهم".وتابعت: "للأسف في بلدنا يبتعد البعض عن الزوجة الأرمله دي معاها تلاته فيخيل لهم أن الأرملة لما بتلجأ لحد بتكون محتاجة منه حاجة مادية أو غير مادية لكن الحمدلله أنا لم أحتاج إلى أحد"، مشيرة إلى إنه "بعد ذلك قررت شراء ماكينة خياطة لضعف الراتب ومعاش جوزي كان معاش مؤسسة بلغت 65 جنيه فاحتجت إلى مصاريف الأطفال والدروس والحمد لله ربنا قدرني وجبت ماكينة الخياطة، وبدأت عملي في المساء عقب أن انتهى من المذاكرة لابنائي وأتمم عشائهم أسهر الليل أعمل على ماكينة الخياطة، وأنام ساعتين واستيقظ مبكرا كي استقل القطار لأذهب إلى عملي في مطاي".وأشارت إلى إن "من المواقف التي أوجعتني كثيرا في حياتي حينما خرج أحد ابنائي ليجلب لي طلبا؛ فأحد أصحابه كان يمزح معه؛ فقام بضربه باستخدام العصا على رأسه؛ وللأسف أثر ذلك على نجلي، ولم يتمكن من السير على قدميه ولا يتكلم، ولم أكن أعلم ما السبب، وذهبت إلى عدد كبير من الأطباء الذين طلبوا مني السفر إلى القاهرة لعلاجه لكن إمكانياتي لم تكن تسمح لي بذلك؛ فقررت الاستمرار في البحث عن علاج لنجلي هنا في المنيا وللأسف قالوا لي إن ابنك هنسيبه لما يموت فلم نعلم ما هو مرض ابنك، حتى ظهر أحد الأشخاص وساعدني بالسفر إلى القاهرة والمساهمة في علاج نجلي؛ فذهبت إلى والدتي ووالدي وطلبتهما ببيع كل ما أملكه لكى أعالج ابني".واستكملت: "وبالفعل سافرت إلى مستشفى عين شمس التخصصي 30 يوم حصلوا خلالها على 18 ألف جنيه؛ لكنني لم أقم بتسديد الـ1000 جنيه الأخيرة؛ فقاموا بتوقيف عسكري على أنا ونجلي وخلونا نمنا على الأرض بدلا من السرير، مما أثر ذلك في مواطن قبطي وقدم لي المبلغ وانقذني، وقمت بسداد المبلغ له في وقت لاحق، لافتة إلى إنني اليوم افخر بنجلي بعد أن تم شفاءه وبما حققته لابنائي لا سيما بعد توظيفهم في بنوك كبيرة". وأضافت: "أملي الوحيد الذي أطالب به الرئيس عبد الفتاح السيسي هي زيارة بيت الله الحرام، والأرض التي دفن بها زوجي منذ 23 عاما لم أراه".
كتب : فريدة كساب