"كل سنة وأنتي طيبة يا ست الحبايب"، قد تكون هذه الجملة كافية وكفيلة بإسعادهم، جملة تتردد عبر شفاة أبنائهم تحمل بين حروفها معانٍ كثيرة، نظرات تغمرها السعادة تنضج من وجهوهن عند سماع هذه الكليمات البسيطة، ولكن هناك أخريات ينتظرن تلك العبارة وهن على يقين أنهن لن يسمعوها مثلما اعتدن، فقد غاب صاحب القول وتركها تنتظره في هذا الوقت من كل عام.
ذكريات تداهم أمهات الشهداء، كان الفقيد يفاجئها كل عام، ويعدها بأداء مناسك العمرة هدية عيد الأم، بينما احتفل أحدهم بعيد الأم رغم انشغاله بالتحضير لزفافه، وفي هذه المناسبة اخترقت "أهل مصر" ممكلة الأسرار لتكشف آخر ما قاله أبطال مصر قبل لقائهم ربهم شهداء للوطن.
"لو بإيدى أجيبلك الدنيا كلها".. هذه العبارة كانت آخر جملة وقعت على مسامع والدة الشهيد محمد أيمن شويقة، بصوت بطلها، كان هذا الحديث الأخير الذي جمعها به قبل لقاء ربه بأيام، أعرب هذا البطل عن حبه لها فكان يريد أن يجمع لها الدنيا وما فيها.
أرسلت والدة الشهيد رسالتها إلينا قائلة : النهادرة جانى فى المنام عيد عليا ، مش راضى يسيبنى لانه عارف انى هستناه ، دمعت عيناها ولكنها تذكرت الوصية الشهيرة "لو قالولك عنى إنى شهيد .. أوعي تدمعي وأفرحي يا ماما".
"كل سنة وأنتي طيبة يا أم الشهيد".. عبارة فاجئتها في يومًا ما، قالها الشهيد مجند على الزهيري، في آخر، إجازة جمعته بأسرته قبل وفاته بيومين، كان عيد الأم على مشارف الوصول ولكنه كان يشعر أنها اللحظات الأخيرة".
"لما قالي يا أم الشهيد حسيت إني مش هاشوفه تاني، لو كان بإيدي ماكنتش سفرته، ولكني مستنية اليوم اللى هاشوفه فيه".
"الوردة بتاعت كل سنة هاتجيلك مع زميلى لأنيى مش نازل إجازة"، رغم وجوده بالخدمة العسكرية حرص الشهيد فادي منتصر، على تقديم هديته المعتادة لها، طلب من زميله أن يقدمها لها وأن يحادثه تليفونياً ليهنئها".
حديث والدته كان مملوء بالمفاجئات، فقالت:" ده مش ابني كان زوجى وصاحبي وكل اللي ليا، لم تلتفت إلينا وبدأت في توجيه رسائلها لبطلها، "إنت واحشني أوي يا فادي ومش هنسى أعملك العمرة اللي أنت عايزها، ربنا يرحمك".