وجه "باسم التميمي" والد المناضلة "عهد التميمي"، رسالة إلى زوجته ناريمان في عيد الأم، اليوم "يمتزج ألم الحنين إلى زوجتي وابنتي ، الحنين إلى أمي فرحة، التي وافتها المنية قبل ثلاثة أعوام، بعد أن ماتت بالمرض والحزن على شقيقتي باسمة التي استشهدت منذ 25 عاماً، بعد أن قتلها قوات الاحتلال بالضرب عند باب المحكمة، لدى حضورها محاكمتي حينها كنت أسيراً، ومررت بأسوأ تجربة اعتقال في حياتي، حيث أُصبتُ أثناء التحقيق بنزف في الدماغ أدى إلى غيبوبة، صحوت منها مشلولاً، وبقيت عاجزاً عن الحركة لفترة كبيرة".
وصادف يوم خروجي من السجن يوم تشييع جثمان شقيقتي، لقد كانت اللحظات تلك من أشد اللحظات ألماً وحرقة في نفسي. لكنَّ الجرح لم يلتئم بعد، والمأساة لم تنتهِ، فالاستعمار الإسرائيلي باقٍ وجاثم على صدورنا منذ 70 عاماً".
وأضاف "سألتني عهد يوماً: "ما هو الاحتلال يا أبي؟" فأجبتها: "الخوف" لكن عهد استطاعت تجاوزه، فتعبير ابنتي عن رفضها لوجود المحتل سواء بالصراخ بوجه جنوده أو ضربهم ليس شخصيتها الحقيقة فهي حنونة و خجولة، لكنها لم تكن سوي قطة شرسة.
وعبر التميمي عن ذهوله من صمود ابنته أمام المحققين الإسرائيليين، قائلاً إنهم "استخدموا جميع أساليب التهديد والتخويف والترهيب ضدّها، لقد حاولوا جاهدين كسر إرادتها، إلا أن صغيرتي انتصرت عليهم. وقد أدهشتني كذلك الرسالة التي بعثت بها لي عقب زيارة المحامي لها لأول مرة، خلال فترة التحقيق.
وختم التميمي بقوله "إن فلسطين لتفخر أن صورة عهد بشعرها الأشقر المنساب مع انسياب علم فلسطين ستبقى إلى جانب صورة جيفارا، فلتحتفل فلسطين بعهد وأم عهد ولتفخر بكل أمهاتها ونسائها وفتياتها، وكل عام ونحن وأمهاتنا ووطننا وأحرار العالم بكل خير".