مازال الإهمال الطبي يمثل كابوسًا حتى أصبح مسلسل لا ينتهي.. "غادة " 32 سنة، أوهمتها طبيبة أختفى من قلبها كل معاني الرحمة والإنسانية، بأن لديها ورم خبيث بالرحم ولابد من إجراء عملية استئصال للورم سريعًا، أسودت الدنيا في عيون ربة المنزل لكنها احتسبت أمرها لخالقها وقررت الخضوع للعملية، وبعدها تدهورت صحتها، فحملتها أسرتها إلى مستشفى المطرية، وهناك كانت المأساة "ماكانش عندك ورم ولا حاجة دا كان حمل في 15 يومًا".
جملة صعق بها أطباء المطرية غادة وأسرتها، ازدادت الحالة سوءًا وكافح الأطباء لإنقاذ حياتها، لكن قضاء الله نفذ ولفظت الزوجة الشابة أنفاسها الأخيرة.
"غادة" وقبلها الكثيرات ذهبن ضحايا لطبيبة عديمة الرحمة والضمير صاحبة مركز للنساء والتوليد، في هليوبليس، حتى أكد جميع الأهالي بأن غادة الضحية رقم 11 لهذه الطبيبة عديمة الخبرة، وبرغم تحرير عدة شكاوى ضدها، إلا أن وزير الصحة لم يتخذ ضدها أي قرار صارم وهي جريمة لا تقل عن جرائم عزرائيل الطب.
والد الضحية يحكي لنا قصتها: "منذ أقل من شهر شعرت ابنتى "غادة " بتقلصات بسيطة جدًا وغثيان مستمر، فأشار عليها أخواتها لأن تذهب للطبيبة، وتستشيرها في هذا الأمر وخصوصًا وأن ابنتى الأخرى لديها ميعاد كشف عند هذه الطبيبة، وبعد إلحاح شديد منا، ذهبت مع أختها للكشف، وبعد إجراء الكشف عليها، صدمتنا جميعًا وأوهمتنا بأن "غادة "لديها ورم خبيث ولابد من إجراء عملية اسئصال سريعًا حتى لا ينتشر الورم في جسدها".
وأضاف الأب: "انتابت غادة حالة من الرعب والخوف الشديد وخصوصًا على أطفالها الصغار، وكانت رافضة هذه العملية رفضا تماما، وفي نفس اليوم تلقينا عدة اتصالات من الدكتورة تلح فيها علينا بأن نأتي سريعًا لاستئصال هذا الورم، وطمأنة غادة، وقالت لـها متخافيش الموضوع سهل.. وسريعًا ذهبنا إليها وكنا في حالة ذهول من عدم مطالباتها بأى تحاليل وأي إشاعات".
وأردف، سريعًا دخلت معها غادة لإجراء العملية، وبعد أقل من 15 دقيقة خرجت الطبيبة، وطمأنتنا على صحتها ونجاح العملية، وأمضت زوج إبنتي على ورقة تخلى فيها مسؤليتها مستغلة انشغاله في تعب زوجته بعد إجراء العملية، فلم يأتي في مخيلتنا بأنها دمرت حياتها في خلال هذه الدقائق البسيطة".
واستكمل والد الضحية: "وبعد إجراء هذه العملية بساعات، الألم لم يترك ابنتي وظلت تتعاطى مسكنات وتعاني من ألم ومغص شديد لا تتحمله، حاولنا الاتصال بالدكتورة أكثر من مرة لكنها كانت تتهرب من اتصالتنا دائمًا وأخيرا ذهبت ابنتى الصغيرة لها داخل المركز وأصرت على الدخول لها، وقال لها أختي لا تتحمل التعب والألم بعد إجراء العملية، وطلبت منها العينة التي قامت باستئصالها لكنها رفضت إعطائها العينة وقامت بإعطائها حقنة مسكنه بـ100 جنيه، واكتشفنا بعد ذلك بأن ثمن الحقنة لا يتجاوز الـ5 جنيهات".
وأضاف" لجأنا لمستشفى المطرية بعد يومين من إجرائها للعملية وبعد معاناه شديدة وألم لا تتحمله غادة مطلقًا، وأصبحت ألمها ووجعها يسمع بيه الجيران ، وبعد تهرب الدكتورة من مقابلتنا، كانت الكارثة الكبرى بعدما فاجئنا مجموعة من الدكاترة بعد إجراء الكشف عليها، أكدوا لنا بأن غادة لم يكن بداخلها أي ورم خبيث مطلقًا بل كانت حامل في 15 يوما، والعملية التى قامت بإجرائها تسببت في إصابتها بقطع في الأمعاء والقولون بالإضافة إلى خدش في الرحم واستصال جزء من الجنين، وكل هذا تسبب في تسمم شديد في الدم.. وأجروا لها عملية استمرت خمس ساعات كمحاولة منهم في إنقاذها لكن كانت حالتها خطيرة جدًا، وحجزت في العناية المركزة لمدة 15 يوما لكن بلا تحسن وبالنهاية وافتها المنية وانتقلت لمقابلة رب كريم ".
وأضاف، "المحزن أن إدارة مستشفى المطرية رفضت إعطائنا أي تقارير تشرح فيه حالة الضخية غادة، وواجهنا منهم تعنت شديد ورفض تمام باستلام أي تقارير، وعندما تقدمت بتحرير محضر ضد الطبيبة تفاجئنا بأن غادة لم تكن الضحية الأولى لها بل حرر ضد هذه الطبية 11 محضرًا من قبل ولم يتخذ ضدها أي إجراء صارم".
وأكدت والدة الضحية، "بعض الناس المقربة لهذه الطبيبة أكدوا لنا بأنها ليست طبيبة لكنها كانت تعمل ممرضة بمستشفى "مصر الطاهرة"، كما أن هذا المركز ليس له ترخيص، ومنذ دخول ابنتي غادة العناية المركزة وهي تحاول معنا بشتى الطرق على مساومتنا على أموال باهظة حتى لا نحرر أى محضر ضدها ولا نثير حولها الشكوك حتى لا نقطع رزقها في المنطقة".