قال الدكتور معتز بالله عبد الفتاح، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، إن التجربة النهضوية التي تشهدها مصر ليست على هوا الغرب وأمريكا، لافتًا إلى نظام الرئيس الأسبق حسني مبارك، اعتمد عليهم اعتمادًا شبه كامل في التسلح، والمساعدات الاقتصادية، ونقل التكنولوجيا، وأصبح العالم بالنسبة لهذا النظام يساوي الغرب وأمورًا أخرى هامشية، وهو ما انعكس في الفترة التي تلت ثورة 25 يناير، ثم ثورة 30 يونيو، حينما عبّر المشير عبد الفتاح السيسي، عن إرادة الشعب المصري، دون استشارة من الغرب، ما أحدث لهم صدمة.
أضاف عبد الفتاح، خلال حواره مع الإعلامي عمرو أديب، ببرنامج "كل يوم"، عبر فضائيتي "أون لايف - أون E"، مساء الاثنين، أن "الغرب يريد الفشل للتجربة المصرية لأن قوة مصر تعني أن هذه المنطقة عصية على التبعية، وفقًا لنظرية التبعية العالمية، بحيث يكون هناك توابع لمركز واحد عالمي يتم التنسيق من خلاله، وهذا ما حاول عبد الناصر الانقضاض عليه، بحيث يكون للدول العربية والإفريقية كيانها وإرادتها، لذا تحالفوا ضده"، موضحَا أن هناك درجات للتحالف والعداء، والدولة الحالية لم تصل لمرحلة من العداء مع الغرب تجعل مصلحتهم في تدمير مصر، ولكن المرحلة الحالية لمصر مع الغرب هي "عدم صداقة".
تابع: "مصر بالنسبة لهم دولة كافية خيرها شرها، يعني مابتقولش دولة عربية واحدة ذات رسالة خالدة، ومش بنقول إن الحرب اللي في اليمن دي حربنا، ولا اللي في سوريا، إحنا بنقول عايزين نعيش وبس"، لافتًا إلى أن "التجربة النهضوية لمحمد علي وعبد الناصر ضُربت سريعًا لأن الدولة أصبحت قوة إقليمية"، موضحًا: "الغرب مديلك مساحة متخرجكش عنها.. مديلك ثوب حديد لو عضلاتك برزت عنها هيضربك".
واصل: "الحرب الإعلامية ضد مصر لأن الدولة تتبنى سياسات ضد مصلحة الغرب، لا تتفق مع مصلحته أو إطاره النظري، الصين فضلت تُتنقد انتقادات مشابهة حتى أصبحت عصية على النقد".