بدأ فريق ترميم من وزارة الآثار في أعمال ترميم وصيانة مقبرة حاروا بالأقصر، وذلك بعد الحصول على الموافقة من اللجنة الدائمة للآثار المصرية ببدأ أعمال الترميم بالفناء المفتوح للمقبرة، حيث أن المقبرة تعاني من تدمير بعض أجزاءها وفي حالة سيئة من الحفظ نتيجة لتعرضها لزلزال ضرب المنطقة عام 72 ق.م.
وأوضح غريب سنبل رئيس الإدارة المركزية للترميم بالوزارة، أن الفناء المفتوح للمقبرة تبلغ مساحتة حوالى 20 متر × 16 متر، يوجد على طول الجانبين الجنوبى والشمالي من الفناء رواقان مغطان بسقف يعلوه أربعة دعائم, لم يتبقي منه إلا جدار عليه بعض المناظر المنقوشة، والدعامات الحاملة له.
وأضاف سنبل أن أعمال الترميم لهذا الموسم من المقرر أن تشمل تقوية وتدعيم الجدران وجميع الأجزاء المتبقية من الدعامات حتى الوصول إلى حالة الإستقرار للأجزاء المنفصلة والفواصل والشروخ العميقة والعمل علي ربط الأجزاء المنفصلة معاً للإتمام عملية الإستقرار، بالإضافة إلى استخلاص الأملاح المتزهرة علي السطح وكذلك البللورات الملحية العميقة، وأعمال التنظيف الميكانيكي والكيميائى للإتساخات المختلفة التي تعلو السطح من اتساخات طينية, وفضلات الطيور, ومخلفات الوطاويط وغيرها، وتقوية القشور السطحية.
كان حاروا شخص غامض فى تاريخ مصر القديمة وقد عاش فى القرن السابع قبل الميلاد، عندما كان وادى النيل تحت سيطرة ملوك الأسرة ال25 من النوبين. وكان يحمل لقب الخادم العظيم للزوجة الإلهية العظيمة وهذه الوظيفة سمحت له أن يدير المصادر العظيمة لدولة آمون رع بالكرنك وقد استمرهذا اللقب لمدة ثلاث قرون بواسطة أعضاء الكهنة.
وترجع أهمية حاروا الأساسية فى الثمانية تماثيل التي تمثله بشكل شخصى بأوضاع مختلفة والتى هي محفوظة الآن من ضمن الجموعات المصرية فى شتى أنحاء العالم "القاهرة وأسوان وباريس ولندن".
بدأت الحفائر بمقبرة حاروا منذ عام 1995 بواسطة البعثة الايطالية الأثرية بالأقصر، هذه الحفائر أنتجت معلومات مفيدة تخدم المعرفة بحاروا والحقبة التاريخية التى عاش فيها، والمعلومات توضح أن حاروا لم يكن فقط صاحب مقام رفيع ويحمل سلطة كبيرة ،بل كان الحاكم الحقيقى لمصر الجنوبية كلها ، ويحكم نيابة عن فراعنة الأسرة الـ 25.
أكد ذلك أوشابتى من الحجر جيرى "تمثال جنائزى"، اكتشف عام 1997 داخل المقبرة حيث يُشاهد حاروا وهو يحمل فى يديه المذبة والمنشة، وهذا لقول حقوق الملك وطابع الشعار الملكى . وهناك أشابتى آخر محفوظ فى المجموعة المصرية لـمتحف الفنون الجميلة ببوسطن.