تزامنًا مع اقتراب "يوم اليتيم" أول أيام الجمعة بشهر أبريل المقبل، تأتي الذكرى الـ41، رحيل العندليب الأسمر "عبد الحليم حافظ"، ذلك المطرب الذى صار أشهر "يتيم" فى تاريخ الفن، وهذا ما دعى الكاتب "طاهر البهي" لتأليف كتاب بعنوان "اليتيم .. عبد الحليم حافظ".
"حليم" أو "العندليب" المطرب و"المغنواتى"، الذى تناغمت على صوته أبيات الحب، وفتح بصوته دروب العشق للمحبين، ذالك الذي اتسع قلبه لحب الجميع بحنانه ورقته، ودفء مشاعره، الذي كان يبذر الحب ويجنيه برغم افتقاده له لوفاة والديه صغيرًا.
حيث توفيت والدته بعد ولادته بأيام، وقبل استكمال عامه الأول توفي والده ليعيش يتيم "الأم" و"الأب"، بعدها عاش في بيت خاله الحاج "متولي عماشة"، برفقة أشقائه الخمسة، ولكنه كان يرتاد ملجأ قرية الحلوات طوال النهار، لأن الملجأ كان المقر الوحيد للألات الموسيقية في القرية، وهناك تعلم "حليم" عزف الموسيقى ومهارات الغناء.
كان حليم ابن "القدر"، فمثلما حُرم من حنان الأم وأمان الأب، حُرم أيضًا من نعمة الصحة حيث كان يعاني من الآم البلهارسيا منذ طفولته، لذالك كان صوته دائمًا مليء بالحزن والشجن، بالرغم من امتلاكه للشهرة والمال وحب الناس له، ألا أنه ظل حزينًا ينزف حبًا وعذابًا، فبالرغم من إصراره على الحياة حُرم من كل لذاتها.
فلم يكن أقوى من المرض، ولم يعطف عليه الموت، كان يملك كل شيء إلا القدرة على ملىء الفراغ الكبير الذي تركته وفاة والديه، ليتركاه فريسة للمرض لينهي حياته في هذا اليوم 30 مارس.
فبالرغم من مرور 41 عامًا علي رحيله، لكنه سيظل النغم الحلو الذي كلما سمعناه يشدو، يغمر قلوبنا عطف وشجن ورقة، وسيظل الناس تتذكره ويداوم على حبه أجيالا بعد أجيال.