زلزال "آبرام" يهز الكنيسة المصرية.. المحظور في أزمة "مطران الفيوم".. وسر عودة "الأسقف المستقيل"

بعد أيام من قرار البابا تواضروس بإستبعاد الأنبا آبرام، مطران الفيوم، وتنصيب الأنبا إسحق أسقف عام الفيوم بديلا له، الأسقف المستبعد سرعان ما عاد إلى إيبارشيته معللا إختيار التوقيت بذكرى مرور 33 عام على عيد رهبنته والذي يوافق 23 مارس الجاري، و رغم المحاولات المضنية التي مارستها كافة الجهات الكنسية إلا أن الأنبا آبرام قرر أن يعتكف بالدير ويستكمل خدمته بالصلاة بالدير والتخلي عن عمله بالفيوم، رافضا كافة الضغوط من شعبه لاقناعه بالعودة و تمسك بقرار الإستمرار في الإعتكاف بالدير.

أسباب خفية كانت سببا في تراجع الأسقف عن إستقالته بعد 7 أشهر من إعلان قراره، أبرزها إصدار البابا تواضروس، بطريرك الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، لقرار بشلح الاسقف المستقيل لإستمرار عناده ومخالفته للقانون الكنسي الذي يحرم تقديم أسقف لإستقالته وهو الأمر الذي حرك المياه الراكدة في القضية بعدما نصحه بعض المقربين بالعودة سريعا قبيل المجمع المقدس في مايو المقبل.

الأسقف المستقيل بدأ في تنظيم إيبارشيته من جديد، بعد عودته بساعات حيث بدأ في إعداد قوائم رهبان تحت الإختبار إستعدادا لرسامتهم عشية صلوات أسبوع الآلام التي سيترأسها.

الأزمة بدأت بتقديم الأنبا إبرام، مطران الفيوم، إستقالة رسمية حررها بخط يده ووجهها إلى بطريرك الكنيسة القبطية البابا تواضروس الثاني، حيث تنحى فيها عن قيامه بمهام برعاية مسيحي الفيوم وإدارة كل شؤون الايبارشية، جاء ذلك بعد إعلان إستبعاد الأنبا إبرام من الإشراف على دير توماس السائح، و أرجعها البعض لخلافه مع البابا تواضروس حول المعمودية في المجمع المقدس قبل الأخير.

اللافت في الأمر أنه منذ 2000 عام لم يتقدم أسقفا للكنيسة القبطية الأرثوذكسية بإستقالته بإرادة منفرده لاعتبار أنها تكليف وليس وظيفة وبالتالي يترتب على ذلك التصرف محاكمة كنسية قد تصل إلى إقامة جبرية داخل الدير مدى الحياة أو تراجع الأسقف عن قراره خاصة أن الأنبا إبرام قدم إستقالة موجهه إلى بطريرك الكنيسة ولم توجه إلى المجمع المقدس، وهو أمر مخالف بحسب قوانين الكنيسة.

محاولات عديدة لإثناء الأسقف عن قراره، أهمها قيام البابا تواضروس بزيارة الأسقف في قلايته بدير الأنبا بيشوي بوادي النطرون، والذي إستغرقت ساعة كاملة لكن دون جدوى، أعقبها قيام وفد كنسي من كبار أساقفة المجمع المقدس بزيارة الدير وهم الأنبا موسى أسقف الشباب، والأنبا رافائيل سكرتير المجمع، والأنبا زوسيما أسقف أطفيح، والأنبا إسحق أسقف عام الفيوم، إلا أن الأنبا إبرام رفض مقابلتهم، وأيضا زيارة الأنبا باخوميوس قائم مقام الكنيسة سابقا ورئيس لجنة الإيبارشيات بالمجمع المقدس.

سرية كبيرة أحاطت بالنبأ رغم ذياعه داخل الكنيسة خاصة بعد رفض أسقف الفيوم إبداء أسباب واضحة إلى الدوائر المقربة منه عن أسباب إستقالته إلا أن البعض أرجعها إلى إصرار إعلان البابا تواضروس المعمودية المشتركة مع الكنيسة الكاثوليكية ضمن قرارات المجمع المقدس في نوفمبر المقبل، وأخرين يسندوا الأمر إلى إستبعاد نيافته من الإشراف على دير الأنبا توماس السائح، ردود الفعل الغاضبة دفعت أقباط الفيوم إلى تنظيم مظاهرات داخل الإيبارشية لمطالبة أسقفهم بالتراجع عن قراره وأيضا توقيع إستمارات لرفض تنحيه حيث إختلف شكل هذه الإستمارات بين الكهنة والرهبان وأخرى للمكرسات وأيضا إستمارات لأقباط الفيوم.

الأمر دفع الأنبا إبرام لنشر تعليق عبر صفحته الرسمية على موقع التواصل الإجتماعي الفيس بوك:" أرجو من الأحباء في الفيوم أن يقبلوا إعتذاري وأرجو السماح في كل من أخطأت في حقه أو يشعر بأي زعل مني لأي سبب، ومن كل قلبي في سماح وحل وبركة لكل من تكلم أي كلمة في حقي والرب يغفر لنا جميعا ويعطينا حياة توبة مقدسة تمجد إسم الرب".

كان ضمن تلك المحاولات هي زيارة الأنبا باخوميوس رئيس اللجنة الثلاثية التي شكلها البابا تواضروس، للبت في طلب إستقالة الأنبا إبرام أسقف الفيوم، والتي رفضت الإستقالة ومنحت الأسقف الفرصة للتفكير والتراجع عن قراره.

من جانبها قالت الكنيسة القبطية الأرثوذكسية عن الاستقالة، "الأنبا إبرام تقدم منتصف الشهر يوليو الماضي بخطاب موجه إلى البابا تواضروس الثاني، طلب فيه السماح له بخلوة مفتوحة يقضيها بقلايته في دير القديس الأنبا بيشوي بوادي النطرون ، كما أفصح خلاله عن رغبته الشديدة في الاعتكاف والوحدة الرهبانية بعد أن خدم إيبارشية الفيوم أكثر من 33 سنة، وعلى إثر ذلك عقد قداسة البابا ثلاثة اجتماعات لبحث هذا الموضوع، مع نيافة الأنبا صرابامون أسقف ورئيس دير القديس الأنبا بيشوي بوادي النطرون ثم مع وكيل مطرانية الفيوم والأب الراهب المسؤول عن دير القديس الأنبا أبرام بالفيوم والمدير المالي للمطرانية الفيوم، و المكرسة المشرفة علي الخدمات بالدير وذلك بحضور أربعة من الآباء الأساقفة من بينهم نيافة الأنبا رافائيل سكرتير المجمع المقدس".

وأضاف القس بولس حليم، المتحدث الرسمي للكنيسة، أنه في الاجتماع الثالث للبابا تواضروس مع نيافة الأنبا آبرام لمناقشة طلبه، أعرب خلاله قداسة البابا عن محبته ومحبة أعضاء المجمع المقدس لشخص نيافته، وفي نهاية اللقاء أصر نيافته على رغبته في الاعتكاف كما ذكر أن هناك أيضا بعض الأسباب الصحية التي تؤثر على قدرته على العمل الرعوي، وسبق هذا سعي من عدد من الآباء أعضاء المجمع المقدس لمقابلة نيافته بالدير إلا أنه اعتذر عن استقبال أي منهم، وبناء على كل ما سبق قرر قداسة البابا إحالة طلبه إلى اللجنة المجمعية لشؤون الإيبارشيات لدراسته واتخاذ اللازم.

ومن ناحيته أكد أحد رهبان إيبارشية الفيوم، الذي تحفظ على ذكر اسمه، أن الأنبا إبرام يتمتع بصحة جيدة ولا يعاني سوى من أعراض الشيخوخة لذا فارجاع سبب التنحي لمتاعب صحية هو أمر عار تماما من الصحة.

نقلا عن العدد الورقي.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً