بعد الانتخابات الرئاسية 2018.. واشنطن تحاول كسب "ود" مصر بالتدخل في أزمة سد النهضة.. السودان تقدم فروض الطاعة لرفع العقوبات عنها.. وفد أمريكي في الخرطوم يُحضّر لقمة 4 أبريل الثلاثية

كتب : سها صلاح

كشفت صحيفة "عرب نيوز" السعودية بنسختها الإنجليزية عن تحركات جديدة لحل أزمة "سد النهضة"، حيث بدء وفد أمريكي رفيع المستوى جولته التي بدأت من الخرطوم 27 مارس الماضي، وستذهب إلى أثيوبيا خلال الأيام القادمة.

وقالت الصحيفة أن مصر طلبت من أمريكا التدخل بشكل مباشر للضغط على الجانب الأثيوبي على الالتزام بالتفاهمات التي تم التوصل إليها، حيث يناور الجانبان السوداني والأثيوبي للتملص من الاتفاق الذي عقد في أبريل الماضي.

وقالت الصحيفة أن هناك تحولاً في الموقف الأمريكي خاصة بعد مخاوف واشنطن من التقارب المصري الروسي، حيث تحاول إدارة "ترامب" كسب ود مصر مرة أخرى خاصة بعد العرس الديمقراطي التي شهدته خلال الانتخابات الرئاسية 2018، وتأكدها من تفويض الشعب المصري للرئيس السيسي لقيادة البلاد لولاية ثانية.

وأثرت التغييرات التي حدثت في البيت الأبيض من إقالات أجراها الرئيس الأمريكي وخاصة بعد رحيل وزير الخارجية ريكس تيلرسون الذي كان يساند أثيوبيا والسودان في تحالفهم ضد مصر، أما "مايك بومبيو" فيرى أن على اثيوبيا الالتزام بالاتفاقيات.

وتأتي زيارة الوفد الأميركي التي بدأها الاثنين لتشمل لاحقا مصر وإثيوبيا، قبل انعقاد اجتماع هام في الخرطوم يومي 4 و5 أبريل المقبل، يضم وزراء الخارجية والريّ ومديري أجهزة المخابرات في كل من مصر وإثيوبيا والسودان، لبحث كيفية تطبيق توصيات اللجان الفنية في التعامل مع سد النهضة دون الإضرار بمصالح أي دولة.

ويؤثر سد النهضة، الذي شرعت إثيوبيا في بنائه وأوشكت على الانتهاء منه، على حصة مصر من مياه نهر النيل البالغة 55.5 مليار متر مكعب.

وترى القاهرة أن عمليات التخزين التي تنوي أديس أبابا تدشينها قريبا تمثل خطرا على أمنها المائي بسبب ما يتوقعه الخبراء من تأثير على كمية مياه النيل القادمة إليها، بينما تقول أديس أبابا إن السد ليس له تأثيرات على دولتي المصب (مصر والسودان)، ويحقق منفعة كبرى لها ولدول الجوار، وهو ما تتبناه أيضا الخرطوم.

وطالبت مصر عدة مرات بضرورة دخول طرف دولي محايد للقيام بدور الوسيط عقب فشل الجولة الأخيرة من المفاوضات في نوفمبر الماضي، واقترحت أن يلعب البنك الدولي هذا الدور، لكن إثيوبيا لم تتجاوب مع الفكرة.

وقالت الصحيفة أن التدخل الأميركي في الأزمة ليس بديلاً عن البنك الدولي التى طلبت مصر تدخله العام الماضي، لأن موقف واشنطن سياسي في المقام الأول، بينما تدخل البنك الدولي فني.

وقبل أسابيع تحدثت صحيفة بوست جازت الأميركية عن أهمية تدخل امريكا في حل معضلة أزمة سد النهضة.

وقالت إن هناك إمكانية لحل واحدة من كُبرى المُشكلات المائية في العالم، لكنها أضافت أن حل الأزمة يستدعي العمل على تحسين طرق التشاور بين مصر وإثيوبيا والسودان حول سد النهضة، لأن الدول الثلاث في حاجة إلى نهر النيل الذي يمكن تقسيم مياهه بطريقة تصب في صالح الجميع.

وجدير بالذكر أن الولايات المتحدة لعبت دورا محوريا في تهدئة التصعيد الذي جرى بين الخرطوم والقاهرة في الفترة الماضية، وأجبرت الخرطوم على محاولة حل المشكلات عبر القنوات السياسية المباشرة.

وأوضحت الصحيفة، أن امريكا تمتلك أوراق ضغط كثيرة على إثيوبيا والسودان، فهي راعي اقتصادي مهم لأديس أبابا، بالإضافة إلى الأحلام المتزايدة عند نظام عمر البشير بتطبيع العلاقات السياسية معها، بعد نجاح السعودية والإمارات في التدخل العام الماضي لرفع العقوبات الاقتصادية على بلاده، لذلك قد يكون مضطرا إلى إثبات حسن نواياه.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً
عاجل
عاجل
غزيرة تؤدي لـ تجمعات المياه.. التنمية المحلية تحذر من سقوط الأمطار على المحافظات