اعلان

جمعة الكاوتشوك.. فلسطين تلقن إسرائيل درسا في الحرية.. "المرايات والإطارات" سلاح المحتجين في وجه قناصة الاحتلال.. 3 شهداء و252 مصاباً.. و"تل أبيب": الغزاوية سيحرقوننا أحياء وفقدنا السيطرة على غزة

كتب : سها صلاح

كوتشوك وقناصة.. بتلك الكلمتين استعد الجانب الفلسطيني والاحتلال الإسارئيلي لمواجهة بعضهم البعض في استمرار لمسيرات العودة التي سميت اليوم بـ"جمعة الكوتشوك"، واكنت قد انطلقت الجمعة الماضية في ذكرى يوم الأرض.

وفي جمعة الكاوتشوك بدأت المسيرات بعد صلاة الفجر اليوم، في مخيمات العودة، المقامة في محافظات قطاع غزة الخمس، في ظل تواصل الاستعدادات لجمعة "الكاوتشوك" وتأبين شهداء مسيرة العودة، الذي أرتفع عدد شهدائها منذ الجمعة الماضية إلى 22 شهيداً وأكثر من 1500 إصابة.

-المرايا في مواجهة القناصة:

وبمأ أن الجيش الإسرائيلي استخدم القناصة في "مسيرة العودة الكبرى"، قرر سكان غزة أن يستخدموا في جمعة "الكاوتشوك" مرايا لعرقلة رؤية جنود الجيش الإسرائيلي، وإشعال إطارات لإطلاق دخان كثيف وعرقلة عمل القناصة، لهذا أطلق عليها "جمعة الكاوتشوك".

وبدأ شبان فلسطينيون منذ أمس يتجولون في شوارع القطاع ويجمعون الإطارات القديمة والمرايا المكسورة.

-الأنونيموس:

وشنت يوم أمس مجموعة من القراصنة تدعى "أنونيموس" هجوم سايبر على عدد من المواقع الإسرائيلية، من بين المواقع التي تضررت هناك موقعا بلديتا هرتسليا وإيلات، ومواقع مستشفيات، في الصفحة الرئيسية من هذه المواقع كتب "القدس عاصمة فلسطين" وظهرت في الخلفية صورة من الأحداث في غزة.

-التوك التوك لنقل الإطارات:

تسابق مئات الشباب الفلسطينيين في جمع ونقل إطارات المركبات المطاطية، ووضعها على طول السياج الفاصل، تمهيداً لإشعالها خلال مسيرات اليوم، ليشكل الدخان الأسود الكثيف المنبعث منها عائقاً للرؤية أمام الجنود الإسرائيليين خلال المواجهات.

وشارك معهم أصحاب عربات الكارو و"التوك توك" لنقل الإطارات إلى شرق غزة قرب السياج الفاصل مع إسرائيل.

-تحذيرات إسرائيلية:

حذرت تل أبيب من أنها ستبقي على الأوامر التي أصدرتها إلى جنودها في 30 مارس الماضي، بإطلاق النار إذا حصلت استفزازات على الحدود، بعد أسبوع دموي قتل فيه الجيش الإسرائيلي 21 فلسطينياً، بينهم اثنان.

وقال وزير الدفاع الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان إنه "إذا كانت هناك استفزازات فسيكون هناك رد فعل من أقسى نوع، كما حدث الأسبوع الفائت"، مضيفاً: "لا ننوي تغيير قواعد الاشتباك".

وفي سياق متصل، قدمت "حماس" مبالغ مالية تتراوح بين مئتين وثلاثة آلاف دولار لأهالي القتلى والجرحى الفلسطينيين خلال الاحتجاجات الأخيرة.

من جهتها دعت أطراف دولية كيان العدو إلى ضبط النفس، اذ كانت منظمة "بتسيلم" لحقوق الإنسان في "إسرائيل" قد ناشدت جنود الاحتلال رفض الأوامر والامتناع عن إطلاق النار على المتظاهرين السلميين.

وقالت المنظمة في بيان لها إنه "من غير القانوني أن يتم إطلاق النار على متظاهرين عزل، ومثل هذا الأمر غير قانوني بالمرة".

في الجهة المقابلة، ناشد متحدثون باسم حكومة وجيش الاحتلال "منظمة الصحة العالمية" منع ما اعتبرها كارثة بيئية ستتسبب بها مسيرات العودة.

-الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة:

كما دعت المفوضة العليا للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية فيديريكا موجيريني "إسرائيل" إلى ضبط النفس تجاه المظاهرات السلمية في قطاع غزة.

وأضاف الاتحاد الأوروبي إنه "ينتظر من الجانب الصهيوني احترام المظاهرات السلمية واستخدام القوة المناسبة"، مؤكداً على حق سكان غزة في تنظيم مظاهرات سلمية، وضرورة ابتعادهم في الوقت نفسه عن الاشتباكات.

دعا مبعوث الأمم المتحدة لعملية السلام في الشرق الأوسط نيكولاي مالدينوف قوات الاحتلال إلى "ممارسة أقصى حد من ضبط النفس"، كما دعا الفلسطينيين إلى تجنب الاحتكاك بالسياج الحدودي في غزة.

أما الولايات المتحدة فقد دعت الفلسطينيين إلى عدم الاقتراب من الحاجز الحدودي مع "إسرائيل".

-الإعلام العبري:

شف الإعلام العبري التحضيرات التي تقوم بها قوات الاحتلال الإسرائيلي لمواجهة الاحتجاجات في جمعة الكاوتشوك الفلسطينية.

ويتمركز جنود الجيش الإسرائيلي وقناصته على سواتر ترابية قرب السياج الفاصل للتصدي للشبان في جمعة الكوشوك، حيث أحضر قوات الاحتلال مراوح عملاقة لتشتيت الدخان من مواقع القناصة، مؤكدين أنهم كل هذا لن يجدي نفعا "سيحرقوننا أحياء".

وقالت صحيفة يديعوت أحرنوت العبرية، أن الريح سيدفع الدخان الكثيف من حرق الإطارات في غزة نحو "إسرائيل"، لذا هناك عشرات من سيارة الإطفاء و الإسعاف تنتشر بكثافة في "تل أبيب" لمواجهة النيران و إصابات الاختناق.

وأكد موقع واللا العبري، أن أهل غزة اختاروا توقيت إشعال الإطارات بعد الظهيرة بعد متابعة حركة اتجاه الريح التي ستكون شرقية ما يدفع الدخان نحو مستوطنات غلاف غزة.

وكتبت صحيفة "هآرتس" العبرية عبر موقعها الإلكتروني، أن تقديرات الجيش الإسرائيلي تشير إلى أن 50 ألف فلسطيني سيصلون اليوم الجمعة الى مكان المظاهرة على السياج الحدودي مع قطاع غزة .

الخبير "الإسرائيلي" في الشؤون العربية يوني بن مناحيم، نوه إلى، أن الفلسطينيين الذين ينظمون مسيرات العودة يسعون لأن تكون نموذجا جديدا من الانتفاضة، وهي استراتيجية جديدة تقوم على "تسخين الحدود" في قطاع غزة لإلغاء صفقة ترمب، والتقارب بين إسرائيل والدول العربية.

المراسل العسكري في القناة العبرية الثانية "أور هيلار" أشار إلى، ان المتظاهرين في غزة عادوا إلى العصور الوسطي، فهم يستخدمون المنجنيق لرمي الصخور على الجنود، مضيفاً الجيش الاسرائيلي يدفع بتعزيزات لعشرات سيارات الإطفاء قرب السياج الأمني مع قطاع غزة.

-الجزائر تضمد جراح الفلسطينيين:

في جمعة الكاوتشوك، وسط خيام مسيرات العودة بقطاع غزة رفرف العلم الجزائري بجانبه لافتة "نقطة طبية" لاستقبال المصابين في انتفاضة جمعة الكاوتشوك.

وجهز الهلال الأحمر الجزائري مستشفى ميداني شرق قطاع غزة، لتقديم الخدمة الإنسانية والاسعافات الأولية للمصابين الفلسطينيين لتخفيف معاناتهم وآلامهم الشديدة.

وعلى الجانب الأخر أنشأ الهلال الأحمر الفلسطيني، 5 مستشفيات ميدانية متنقلة قبالة خيام العودة في كافة محافظات قطاع غزة للتعامل الميداني مع المصابين في الجمعة الثانية من مسيرة العودة الكبرى.

منسق الطوارئ في محافظة غزة بالهلال الأحمر الفلسطيني محمد أبو مصبح أكد أن الهلال الأحمر رفع حالة التأهب للدرجة الثانية لتقديم الإسعاف الأولي للمصابين قبل توجههم إلى المستشفيات.

حيث استدعى الهلال أكثر من 200 متطوع متخصصين في مجال الإسعاف والأولي و58 سيارة اسعاف في كافة محافظات قطاع غزة لعلاج المصابين.

وأشار إلى أن الهدف من المستشفيات الميدانية هو التخفيف من معاناة المصابين ومنع مضاعفات الإصابات وتثبيت النزيف والكسور والإراحة وتخفيف العبء على المستشفيات من خلال التعامل الأولي مع المصابين وتنظيم حالتهم ليكونوا جاهزين للتعامل المباشر في المستشفيات.

ويتظاهر الفلسطينيون للجمعة الثانية على التوالي ضمن مسيرة العودة الكبرى قرب الحدود بين قطاع غزة والأراضي المحتلة تأكيداً على تمسكهم بحق العودة إلى ديار أجدادهم التي احتلها "الإسرائيليون"، مما أدى لاستشهاد 20 مواطناً أعزلاً وإصابة أكثر من 1500 مصاب دون أن يشكلوا أي خطر على جنود الاحتلال.

-شهداء ومصابين:

أعلنت السفارة الفلسطينية في القاهرة نقلاً عن وزارة الصحة الفلسطينية استشهاد شاب ثاني في مواجهات جمعة الكوتوشك برصاص الاحتلال الإسرائيلي بقطاع غزة وهو" أحمد نزار حمزة" محارب 29 عام شرق خانيونس، وكان الشهيد أسامة خميس قديح محارب ٣٨ عام شرق خانيونس، لقي حتفه صباح اليوم.

وارتفع أعداد المصابين لـ150 مصاب في مواجهات مع قوات الاحتلال الإسرائيلي.

-جيش الاحتلال يفقد السيطرة:

ي جمعة الكاوتشوك أعلنت القناة العاشرة الإسرائيلية أن قوات جيش الاحتلال الإسرائيلي يفقد السيطرة على حدود قطاع غزة بسبب الدخان الناتج عن حرق الإطارات المشتعلة.

ونجح الشباب الفلسطيني في جمعة "الكاوتشوك" في إثارة رعب قوات الاحتلال الإسرائيلي حيث أكدت السفارة الفلسطينية في القاهرة على أن الدخان الكثيف يمنع الرؤية بشكل كامل لجنود الاحتلال حيث اضطروا لوضع الكمامات على حدود قطاع غزة.

وجدد الاحتلال إطلاقه الرصاص وقنابل الغاز تجاه المتظاهرين السلميين المشاركين بمسيرة العودة شرقي مخيم البريج بالمحافظة الوسطى.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً