كشف نائب رئيس الوزراء التركي بكر بوزداغ أمس الخميس، أن الاستخبارات التركية أجرت عمليات سرية في 18 دولة، اعتقلت خلالها نحو 80 تركيا تلاحقهم بتهم التورط بمحاولة الانقلاب عام 2016.
وقال بوزداغ في مقابلة تلفزيونية مع قناة "خبر ترك" إن وكالة الاستخبارات التركية " احتجزت وأعادت" المتهمين المرتبطين برجل الدين المقيم في الولايات المتحدة، فتح الله غولن، في عمليات سرية في 18 دولة. ولم يحدد بوزداغ أسماء الدول التي أجريت فيها هذه العمليات، باستثناء تلك التي أصبحت المعلومات حول الاعتقالات فيها معروفة للجميع، وبينها بلغاريا وماليزيا وكوسوفو.
كما نشرت وسائل الإعلام التركية تقارير غير مؤكدة حول اعتقالات أخرى من هذا النوع في أفغانستان وباكستان والسودان. وشدد بوزداغ أيضا على أن مثل هذه العمليات ستستمر.
وجاءت تصريحات بوزداغ بعد أن نظمت تركيا سرا ترحيل 6 أتراك من إقليم كوسوفو، بتهمة دعم محاولة الانقلاب. وأفادت وكالة "أناضول" التركية بأن الاستخبارات التركية استخدمت طائرات خاصة لنقل المعتقلين إلى تركيا.
من جهته وصف الناطق باسم الرئاسة التركية إبراهيم قالن هذه العملية بأنها مثال للتعاون الدولي مع تركيا في حملتها ضد شركاء غولن، غير أن هذه الخطوة أغضبت رئيس وزراء كوسوفو، راموش هاراديناي، ما أسفر عن فتح تحقيق في ملابسات الاعتقالات وإطاحته بوزير الداخلية ورئيس المخابرات لعدم إبلاغه بها، وأثارت أيضا انتقادات من جماعات حقوق الإنسان.
من جانبها وصفت منظمة "التحالف من أجل القيم المشتركة"، التي أسسها غولن في الولايات المتحدة، تصريحات بوزداغ بأنها "اعتراف صارخ" بما سمته انتهاك القانون الدولي واحتقار السيادة الوطنية.
وردا على أسئلة صحيفة "نيويورك تايمز" قال المدير التنفيذي للمنظمة ألب أسلاندوغان: "بدلا من الشعور بالخجل من مثل هذه العمليات فإنهم يفتخرون بها". وأضاف: "نحن لا نشعر بالدهشة من مثل هذه التصريحات من قبل نظام أردوغان، فالمهم هناك هو السؤال، عما إذا كانت الدول ذات السيادة ستسمح بهذه العمليات في أراضيها والإصغاء لمطالب الحاكم التركي الاستبدادي".
وتتهم تركيا غولن بتدبير محاولة الانقلاب التي أسفرت عن مقتل أكثر من 250 شخصا، بينما ينفي غولن هذا الاتهام. واعتقلت أنقرة أكثر من 38 ألف شخص لصلاتهم بغولن، كما فصلت أكثر من 110 آلاف موظف منذ محاولة الانقلاب الفاشلة في صيف عام 2016.