تزامناً مع احتفالات عيد اليتيم الذي يقام أول جمعة من شهر إبريل، رصدت كاميرا أهل مصر، مأساة الأيتام الذين يعيشون في حياة مليئة بالظروف القاسية لا يجدون مأوى ولا يتلقون أي رعايةٍ، في حياتهم بعد فقدان أي من الوالدين، ويصبح أمامهم أمرين إما الاستسلام والاعتماد على الغير، أو التحدي والإصرار على استكمال الحياة رغم صعوبتها.
فليس كل من يعيش في مؤسسات لرعاية الأيتام هم فقط الأحق بالشفقة وتقديم العون لهم، فهناك من يعيشون في أشباه بيوت يعانون من صعوبات الحياة التي لا تنتهي رافضين أن يشعر بأوجاعهم أحد، حاملي أوجاعهم على أكتافهم منتظرين الجزء من الله والفوز بالجنة فقط.
حنان محمد، فتاة تبلغ من العمر ما يقرب من 30 عاماً، رفضت الزواج، بعد تدهور الحالة المعيشية للأسرة عقب وفاة والدها مرض والدتها وأختها الأكبر منها وأصبحت هي الأب والأم لأفراد الأسرة، فكانت تبلغ من العمر 18عاماً حين توفى والدها ورفضت أن تلتحق بالتعليم الجامعي لاستكمال مراحل التعليم بحثه على وظيفة لتوفير دخل آخر يساند معاش والدها الذي لا يكفي مصاريف علاج مريض واحد في الأسرة.
وقالت حنان: "عشت أيام ما يعلم بيها اللي ربنا بعد وفاة والدي ومرض أمي وأختي وأنا لوحدي مفيش قريب ولا غريب يساعدني في المصاريف ولا حتى في نقل أختي وامي المستشفى، كان أمامي حل من اتنين إني اريح نفسي أتجوز علشان يبقي في رجل يشيل عني الحمل وارتاح أو اكون أنا الراجل والأب في البيت اتحمل كل الصعوبات لوحدي ، لكن كان لازم اتحمل وأفضل جنب أهلي لإن ملهمش غيري".
وأضافت أن قبل وفاة والدها كان الحمل أقل من الآن، مشيرة بنبرات مليئة بالحزن: "الأب سند واللي تفقد والدها فقدت الحياة كلها "، وتابعت أنها كانت تتميز بحسن الخط والكتابة وقامت بإعطاء دروس تحسين الخط لأبناء الجيران لتحسين مستوى المعيشة في البيت.
واستكملت أن ليس فقط من يعيشون في مؤسسات لرعاية الأيتام هم فقط الأحق بالشفقة وتقديم العون لهم، فهناك الكثير من الأيتام في بيتهم لا أحد يعلم بيهم منتظرين تقديم العون لهم بأقل الأشياء وهي الكلمة الطيبة وليس الصدقة بالأموال.
وأكملت أنها برغم تلك الظروف الصعبة التي تعاني منها ومرض أسرتها بالكامل والعيش في منزل مهدد بالسقوط ، إلا أنها تحمد الله على كل هذا، صابرة على كل هذا منتظرة الجزاء من الله، مستكملة: " لكن للأسف مفيش حد بيسيب حد في حالة صاحب البيت عاوز يخلي البيت علشان يبني برج لأن نظام الإيجار اللي احنا بندفعها قديم ، مفيش مكان تاني نعيش فيه أنا وأهلي، دار الأيتام أحسن مننا لإنهم عايشين في مكان محتويهم".
ووجهت رسالة للجهات المعنية بالأيتام والفقراء والطبقة المتوسطة في المجتمع أن تقوم بحصر الفئات التي تعاني في الحياة دون أن تشعر بما حولها بالمعاناة وأن لا يقوم والاستسهال في حصر الأيتام والمحتاجين فقط الذين يعيشون في دار رعاية للأيتام.