"حرمنى الله نعمة الأبناء مرتين".. كانت تلك هى كلمات الأم المكلومة التى حرمها الله نعمة الأطفال مرتين وذاقت مرارة الشعور بعذاب السيدة العاقر والأم الثكلى فى ذات الوقت.
تسلط "أهل مصر" الضوء على إحدى الحالات الإنسانية التى تستغيث بمسؤلى التضامن الاجتماعى بمحافظة قنا، لاستعادة أطفالها الذين كفلتهم من دار الأيتام بعد أن سلبهم إياها القدر ومسؤلى مؤسسات رعاية الأطفال الأيتام.
البداية حين تزوجت، أم فارس، من أشرف محمد، المقيمان في مركز قنا، وشاء الله أن يحرمها نعمة الأطفال والأمومة، فشاورت زوجها فى مسألة كفالة طفل يتيم يكون لهم به الأنس فى الدنيا، والجنة فى الآخرة ، ولم يعترض الزوج ووفقهم الله فى تبنى طفل ذكر وطفلة أنثى من إحدى مؤسسسات رعاية الأطفال الأيتام
تحولت حياتهم الصامتة والفارغة إلى حياة مزهرة مليئة بالبهجة بعد أن دخلها الطفلين، "فارس" و "بسمة " كما أطلقوا عليهما، وملأت السعادة أركان المنزل المتواضع بعد أن عوضهم الله نعمة الحرمان من الأطفال.
وبعد مرور 10 أعوام .. انقلبت على الأب والأم نوائب الحياة حين طالبت صاحبة المنزل المقيمان به "الشقة" السكنية خاصتهما، لتزويج نجلها به، ونظرا لضعف ظروفهم المادية، وعدم قدرتهما على تحمل الإيجار الجديد، رفض الأب و الأم ، فما كان من صاحبة المنزل إلا محاولة الانتقام منهما، فقامت بالإبلاغ عن قيامهما بتعذيب الأطفال، واختلقت قصص عارية من الصحة حتى تكسر قلب والدة الطفلين بالتبنى.
وقال الزوج والذى وصل للعقد الخامس من عمره ، إن الله قد أنبت حب الطفلين فى قلبه وكبر على مدار الـ10 سنوات التى أقام فيهما الطفلين بالمنزل، لافتا إلى أنه لم يشعر يوما واحدا أنهم أطفال بالتبنى، ولكن كان يشعر بأنهم أولاده من صلبه، وكان لا يستطيع النوم إلا بوجودهما فى حضنه وبجواره.
ونظرا لصعوبة استخراج أوراق الميلاد، فقد قام الأب بالتبنى بكتابة الأطفال باسمه حتى يتمكن من إدخالهم المدارس، موضحا أنه غير متعلم، وجاهل بحكم الدين الذى يحرم كتابة الأطفال بالتبنى باسمه، وقد حرص على تعليمهم تعليما جيدا، واستقدم مدرسين خصوصى إلى المنازل حتى يلقى الأطفال تعليما جادا ويتفوقون، ولكن الفرحة لم تكتمل.
فقد تفاجأ الزوجين بلجنة تطلب تسلم الأطفال، مهددين الأب بالحبس فى حالة رفض التسليم، وقد تم إيداع الطفلة فى دار أيتام بمركز نجع حمادى شمال محافظة قنا، و إيداع الطفل دار "مؤسسة أحمد جبرة " بنجع حمادى ، وبعد شهر ذهب الزوج لزيارة الطفلة والتى بكت بكاء شديد طالبة العودة لمنزلها الذى عاشت به 10 سنوات.
وحزنا على فقدان الأطفال مرضت الزوجة مرضاً شديداً، وحزن الأب وأصبح قليل الحيلة لا يملك حلا لمرض زوجته، ولا لاسترجاع الأطفال.
وطالب الأب والأم مسؤلى التضامن الإجتماعى بالتدخل لاسترجاع الأطفال وشهادات ميلادهم، حتى يتمكنوا من الذهاب للمدارس ويحظون بحياة آدمية طريمة وسط أب وأم يكافحان لإسعادهم.