يحتفل المصريون منذ آلاف السنيين بعيد "شم النسيم" حيث يعود للعصر الفرعوني، ولا زالت طقوس احتفالهم بهذا اليوم مستمرة لم تنتهي وأهم ما يميز احتفالهم بهذا اليوم أكل "الفسيخ"، الذي ينتشر تناوله بين المصريين ولا تخلو مائدة من وجوده في هذا اليوم.
وفي الإسماعيلية التي تعد واحدة من أشهر المحافظات في صناعة الفسيخ، شهدت أسواق الفسيخ ثباتا في الاسعار حيث تراوح سعر الكيلو ما بين 70 إلى 100جنيه للكيلو من الإحجام المختلفة.
ويقبل أهالي الإسماعيلية والقادمين من المحافظات الأخرى لقضاء أعياد شم النسيم على شراء الأسماك المملحة والفسيخ من أسواق الإسماعيلية نظرا لشهرة المحافظة بإنتاج الأسماك.
وطرح تجار الفسيخ بالإسماعيلية كميات إضافية بمناسبة احتفالات شم النسيم التي يرى فيها التجار الموسم الحقيقي لبيع الفسيخ.
وفي هذا السياق، يقول التجار في سوق الفسيخ بالإسماعيلية إن الأسعار لم ترتفع عن العام الماضي بنسبة كبيرة، ويستغرق فترة بقاء الفسيخ في التمليح عشرة أيام.
وعملية تمليح -تفسيخ- السمك يتم إعدادها بطريقة سهلة حيث تغسل كميات الأسماك الطازجة وتعرف بلونها الوردي ثم توضع بعدها في مصافي كبيرة مصنوعة من السلك الضيق لتصفى من المياه وضمان جفافها تماما لفترة قد تصل ليوم ثم يتم تغطيتها بأقمشة قطنية خفيفة الملمس ليسمح للهواء بالمرور للأسماك ويمنعها من التعرض للملوثات الخارجية.
وعقب التأكد من جفاف الأسماك يتم حشوها بالملح الممزوج بالشطة والبهارات المخصصة للأسماك، كما يمكن إضافة عشب الزنجار وهو مادة عشبية تمنع نمو البكتريا داخل السمك، ثم يتم رص عدد من الأسماك داخل أكياس بلاستيكية شفافة ويتم رصها بالتوازي ثم يتم وضعها في براميل خشبية محكمة الإغلاق.
و أفضل الأوقات لأكل الفسيخ تكون بعد بدء تمليحه بنحو شهر تقريبا إلا أن فترة الصلاحية قد تمتد لستة أشهر وما يزيد عن هذه الفترة يعد خطرا على صحة من يتناوله.
ويقول حسن هديهد، أحد اصحاب محال بيع الفسيخ بمحافظة الإسماعيلية: "اختيار نوعيه السمك للتمليح هو أهم شئ فسمك التمليح يختلف عن غيره حيث يفضل أن يكون طازج وغير مثلج، وبعد اختيار نوعية السمك المناسبة يتم تركة لتصفيه الدماء منه ثم يغسل جيدا ويتم تمليحة ثم يوضع في براميل خشبية، لمدة لا تزيد عن خمسة عشر يوما".
وأضاف: "الأقبال علي شراء الفسيخ هذا العام يعد اقبالا ملحوظا ويزداد خلال يومي الجمعة والسبت والأحد قبل شم النسيم".
أما سيد محمد، أحد مواطني الإسماعيلية، فيقول: "نجهز لهذا اليوم الذي تنتظره الأسرة الإسمعلاوية من العام للعام حيث، يلتقي الأقارب ويجتمعون علي مائده الفسيخ، وهي عادة لا يمكننا أن نقطعها".
ويستمر بيع الفسيخ طوال العام في المدن الساحلية بصفة خاصة إلا انه يكثر الإقبال عليه في احتفالات شم النسيم وعيد الفطر المبارك، ويقوم عدد كبير من المصريين بعمل الفسيخ داخل منازلهم لضمان جودته وجودة الأسماك إضافة إلى فارق السعر لان الفسيخ المنزلي لا يكلف سوى ثمن شراء الأسماك فقط.
ويتم شن حملات على محلات الأسماك الطازجة والمملحة بجميع أنواعها قبل شم النسيم وذلك حفاظاً على سلامة المواطنين وعدم تعرضهم لمخاطر التلوث.
ويقول عماد حجازي المتحدث الرسمي بأسم مديرية التموين والتجارة الداخلية بالاسماعيلية " ان مديرية التموين بالمحافظة تعمل بكافة طاقتها لضبط الأسواق خلال فتره ما قبل احتفالات شم النسيم ، وتابع حجازي أن نبيل الغريب مدير مديرية التموين بالمحافظة قد أصدر قرار بوقف جميع الأجازات للمفتشين التموينين خلال شم النسيم ، بالاضافه الي تكثيف الحملات التموينية علي الاسواق من الرقابة التموينية والتجارية لضبط الاسعار ، وأضاف انه تم ضبط كميات من الفسيخ منتهي الصلاحية وغير صالح للاستخدام الادمي بواسطة مباحث التموين بالاسماعيلية برئاسة العقيد دكتور ولاء رضوان ، واحيلت القضية للنيابة لمباشرة التحقيق واتخاذ الاجراءات القانونية اللازمة.
وتقول وزارة الصحة إن التسمم بالفسيخ يكلف الدولة 75 ألف جنيه لعلاج المريض الواحد، ونصحت من يتناول الفسيخ بأن يتناوله على هيئة قطع صغيرة، على أن يتم قليها في الزيت لمدة لا تقل عن 10 دقائق.