ads

السيسي يوبخ نتنياهو بسبب ليبرمان

بعد تعيين «ليبرمان» كوزير للأمن الإسرائيلي، وبعد إثارة ثورة من الغضب والزعر بين دول العالم لما له من خلفية معادية للسلام منذ ظهوره على الساحة السياسية وترأسه لحزب «إسرائيل بيتنا»، خاصة أن هذا التعيين جاء بعد حديث الرئيس عبد الفتاح السيسى عن السلام الدافئ وإعلان دعمه لمبادرة حل الدولتين، التى دعا لها الرئيس الفرنسي فرانسوا هولند.

وعلى هامش هذا الحدث، أراد رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، طمئنة العالم من قراره، وإدعائه بسعيه لتحقيق السلام.

وبحسب صحيفة «معاريف» العبرية، التي قالت أن «نتنياهو» أجرى مكالمة هاتفية مع الرئيس المصري «السيسي» حيث نشرت تفاصيل المكالمة، كما ألقى الضوء عليها المحلل السياسي بالصحيفة العبرية «بن كاسبيت».

وذكر «بن كاسبيت» أن نتنياهو يسعى بكل الطرق طمأنة السيسي وذلك بعد تعيين «ليبرمان» وزيرًا للأمن، ولكن بدت هذه المحاولة دون فائدة حيث استشاط «السيسي» غضبًا من تصرفه، ووبخه.

من جانبه أشاد «نتنياهو» بكلمة رئيس «السيسي» الأخيرة حول السعي لتحقيق السلام في المنطقة، مؤكدًا على أن حكومته تؤيد حل الدولتين وتحقيق مبادرة السلام العربية، وأضاف أنه على استعداد تام لإعادة إحياء المفاوضات مع الدول العربية من جديد.

كما يشار إلى أن نتنياهو أ علن، الإثنين الماضى، في خطاب مشترك بالكنيست، مع وزير أمنه الجديد أفيجدور ليبرمان أنه يبارك خطاب الرئيس عبد الفتاح.

وفيما يلي نص مقال «بن كاسبيت»، حسبما نشر فى الصحيفة العبرية:

"في منتصف الأسبوع الماضي، وعندما اتضح أن أفيجدور ليبرمان وحزبه”إسرائيل بيتنا” سيدخل الحكومة بدلا من إسحاق هرتسوج و”المعسكر الصهيوني” رفع نتنياهو سماعة الهاتف واتصل بالرئيس المصري عبد الفتاح السيسي. كانت مكالمة ليست بالسهلة.

استشاط السيسي غضبا. فقد تجند بكل ثقله، لتمهيد طريق هرتسوج لحكومة نتنياهو- وبدلا من ذلك حصل على ليبرمان، الذي هدد بقتل إسماعيل هنية في غضون 48 ساعة. لم يخش السيسي على حياة هنية، لكنه كان جزءا من خطة دولية واسعة تمحورت حول هرتسوج، وابتكار ونفوذ توني بلير واستعداد الدول العربية السنية لدفع ثمن علني مقابل تنازلات إسرائيلية.

قال نتنياهو للسيسي "أنا ملتزم بكل ما تعهدت به"، وأضاف "لست بصدد التراجع عن أي شيء. أنا على استعداد للتقدم للأمام".

لم يستوعب السيسي، وسأله "تتقدم للأمام؟ مع ليبرمان؟ إلى أين؟"، أوضح نتنياهو لمحدثه أنا ليبرمان ليس كما يعتقد الجميع، فهو ملتزم بالعملية السلمية، والاستقرار، والتحرك الإقليمي. نتنياهو سبق واخترع مسألة التحرك الإقليمي في حملته الانتخابية السابقة، قبل أن تحل بحزبه التحقيقات الشرطية.

لم يهدأ السيسي. وقرر الحكم على نتنياهو بأفعاله وليس بوعوده. بالأمس، سلم نتنياهو البضاعة. جيد. ليس في الحقيقة بضاعة ملموسة، بل تصريح إسرائيلي أولي، وتاريخي، على شاكلة نوع من الاعتراف الغامض بمبادرة السلام العربية (التي يجب تحديثها) كأساس للمفاوضات بين إسرائيل والفلسطينيين.

اقتفى ليبرمان أثره. وكوني لا أذكر أن مبادرة السلام العربية تحوي بندا حول قتل "هنية"، فإن أمامنا على ما يبدو ليبرمان جديد. فقط في دولتنا المستحيلة يمكن لخطة سلام صيغت على مقاس هرتسوج أن تحاك بعد يومين على أفيجدور ليبرمان.

علام تعهد نتنياهو؟ في إطار الخطة الدولية، تعهد أن تتخذ إسرائيل على الأرض خطوات تجسد التزامها بحل الدولتين، وأن تعلن اعترافها بمبادرة السلام العربية كقاعدة للتفاوض (مع مراعاة التعديلات). التعهد الثاني نفذه تقريبا، بينما الأول غامض بشدة.

علام تعهد العرب؟ هذا أمر مثير للاهتمام: تعهدوا بالبدء في خطوات تطبيع بشكل متزامن مع تقدم العملية. إلى يومنا هذا وافقت الدول العربية على التطبيع فقط في النهاية، بعد تحقيق التسوية (أي ولا مرة). الآن، في المبادرة المصرية، هم مستعدون أولا لتنفيذ الخطوات المطلوبة منهم بشكل مواز لخطواتنا. هل يتحقق ذلك في الحقيقة؟ من الصعب التصديق.

أخطر نتنياهو ليبرمان، خلال حديثهم مؤخرًا، بأن إسرائيل مهددة بفعل «إعصار سياسي» ملموس. هذه صيغة بيبي (نتنياهو) لـ«التسونامي السياسي» الذي كان يحذر منه إيهود باراك، يعرف رئيس الوزراء ما يخشاه. سيكون أوباما حرًا ومتطلعا للانتقام بين نوفمبر ويناير.. الخطر حقيقي".

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً