"زي ماكانوا بيناموا مع بعض فى الدنيا، نزلوا المقبرة مع بعض، ويعوض علينا ربنا"،.. بهذه الكلمات سرد والد شقيقتين توفيتا إثر استخدامهما زيتًا للقضاء على حشرات الرأس في اطفيح بالجيزة، لـ"أهل مصر" قصة مصرعهما.
فعلى بعد 500 متر من مركز أطفيح، التابع لمحافظة الجيزة، تقع قرية القبابات، والتى يشتهر أهلها بالطيبة والفطرة، والترابط الأسرى.
التقت محررة "أهل مصر "سعيد عبدالله" والد الفتاتين، والذي يعمل عاملًا بمصنع طوب ويقطن بالقرية في مسكن بسيط، يحيط به الحزن والسواد على فقدان نجلتيه "سمر" 11عاما و"هند" 16عاما.
ويقول والد الفتاتين، إنه فى يوم الواقعة، سأل زوجته هل تم إزالة حشرات " القمل" من رأس البنات فجاوبت الزوجة لا، فقال إنه سيذهب لشراء دهان لإزالته".
وخرج "الأب" يبحث عن الدواء، وأثناء سيره استوقفه محل للعطارة، وصاحبه "حسين فاروق"، فدخل وسأل عن دواء لإزالة حشرات الرأس، فأعطاه عبوة بلاستيك مدون عليها صورة واسم وتليفون العطار والعنوان، ووصف له طريقة الاستعمال، وذهب العامل إلى زوجته وأعطاها العبوة.
بدورها قالت والدة الشقيقتين، والتي تعمل بمصنع ملابس، وتصحب بناتها معها للعمل كى تساعدهم فى المعيشة، خاصة أن نجلتها الكبر يتقدم لها عرسان وتحتاج لجهاز ومصاريف، لـ"أهل مصر"، إنها يوم الواقعة عادت بعد الانتهاء من العمل، وقامت بتحضير الإفطار لبنتيها لأنهما كن صائمتين.
وانتظرت الأم عودتهما من العمل، وعندما حان أذان المغرب، تناولوا الإفطار وعقب الإفطار دخلت فتاة تلو الأخرى للاستحمام، وطلبت الأم من بناتها أن تمشط لها رأسهما وبالفعل قامت بدهان الرأس من الزجاجة التى قام الأب بشرائها، وعقب فتحها شموا رائحة نفاذة لايستطيع أحد شمها.
وسألت زوجها قائلة: "الزجاجة دى لإزالة الحشرات ياسعيد"؟ فاجاب "نعم"، وقامت بدهان الرأس ثم غسلت يدها وطلبت من نجلتها غسل الأوانى، وعندما دخلت الفتاة بالمطبخ شعرت بحالة إعياء شديدة، خرجت على إثرها خارج المنزل لاستنشاق الهواء لعدم قدرتها على التنفس، وبعدها دخلت الطفله الأخرى فى حالة إعياء أيضًا.
وتابعت: "قام الأب بالاتصال بالعطار من الرقم المدون على الزجاجة، وقال له انت اعطتنى أيه بناتى بتموت"، فطلب منه الحضور إلى محل العطارة، وأسرع الأب بطفلته الصغيرة إلى العطار وحاول إعطائها محلول ملحى رفضت الطفلة تناوله وأسرعا بالشقيقتين إلى المستشفى، وتم نقلهم إلى مستشفى السموم ولكن القدر أخذ الفتاة الكبيرة، وتم نقل الصغيرة الى مستشفى القصر العينى، وعقب وصولها ماتت الطفلة، فنصح الأطباء بأخذ المجنى عليهما وتحرير محضر بالوفاة وعقب علم العطار بوفاة البنات فرا هربا".
وقالت "عمة" الفتاتين: "كسرونا وحرقونا عايزة الحكومة تاخد حقنا".