سعيكم مشكور يا سادة .. كحكمكم ع الزور وسادة، اتكتم نفسي وصوتي .. دوستوا ع الأنفاس زيادة، قمة الإحباط راكبها .. قلبي واقف .. قلبي واقع، دمي متجمد وساقع.. وانتم في غاية السعادة، كانت إحدي القصائد الشعرية للراحل عبد الناصر علام، شاعر العامية الذي فارق الحياة علي فراش المرض بمعهد أورام سوهاج.
«شفت عساكر دورية بتدور على الحرامية.. حرامية عيني عينك، وشايفهم أو شايفنك» قصيدة ألقاها الشاعر الكبير الراحل عبد الناصر علام في حضور الخال عبد عبد الرحمن الأبنودي بلغة أهالى الصعيد، كشاعر يعزف على نغمة خاصة، لا تشبه غيره.
إلقاء علام لقصيدة «الخرس المبّاح» نال إعجاب الأبنودي وذلك في سنة 2002 حينما إستمع الشاعر الراحل عبد الرحمن الأبنودي، لقصيدة علام على منصة الأمسية الشعرية المقامة ضمن فعاليات معرض القاهرة للكتاب.
علام شاعر استطاع ان يحفر اسمه بين الشعراء الكبار وكان صوتا متفردا لا يشبه أحدا، قمة شاعريته تكمن في موهبة متفردة قريبة من الناس تعبر عن آمال الناس وآلامهم.
عبد الناصر علام، يعمل مدرساً في مدرسة ابو بكر الصديق الإعدادية بمركز نجع حمادي في قنا، غير أن الشعر ناداه فاستجاب، وكان ديوانه الأول "انقذنى" الذى نشره فى عام 1997 هو بداية العلاقة مع الوسط الثقافى الذى احتفى به، ما شجع علام كثيرًا على الاستمرار وإنتاج المزيد.
و نشر علام ديوانه الثانى "دلوقتى أقدر" عام 1999، وبعد سنتين فاز بجائزة المجلس الأعلى للثقافة لشعر العامية 2001، وتوالت دواوينه لتشكل تجربة تحمس لها العديد من الشعراء والمثقفين.
عبد الناصر علام، الذي أسماه العديد بـ"الجنوبي" كان رجلا ودودا طيب الصحبة حلو اللسان، صاحب اليد المرسومة بأصابعها الخمس على وجه المعنيّين برعاية الأدباء والمثقفين، الرجل الذي عانى وقاسى في سرير المرض، ولم يلتفت إليه إلا قليل من أصدقائه ومعارفه .
شاعر العامية، عبد الناصر علام من الشعراء الذين يتبنون القضايا الجماهيرية العامة ويمتلكون القدرة على مخاطبة قطاع عريض من الناس، وذلك بحسب فتحى عبد السميع، الشاعر القناوي.
وفي السياق ذاته واوضحت ريم عبد الناصر علام، نجلة الشاعر الراحل، ان الشاعر الكبير كان عاني مؤخراً للمرة الثانية من المرض، وتم نقله لمستشفي اورام سوهاج منذ الشهر الماضي، مشيرا الي ان المرض اشتد عليه منذ اليوم مما أدى إلى وفاته بالمستشفي.
يذكر أن الشاعر عبد الناصر علام، احد كبار شعراء العامية، والذي احتفى به الشاعر الكبير الراحل عبدالرحمن الأبنودي، وله العديد من الدواوين الشعرية، وحصد عدة جوائز من المجلس الأعلى للثقافة، وأقليم جنوب الصعيد، ووسط الصعيد.