النووي العراقي والكيماوي السوري.. هذه حجج أمريكا لغزو العرب.. ما أشبه اليوم بالأمس

كأن الأيام تعيد نفسها، أمريكا تلعب نفس لعبتها السابقة والعالم يشاهد كعادته، وروسيا تلوح بالتدخل من بعيد، ولا حياة لمن تنادي، فالسابق ادعي وزير خارجية أمريكا كولن باول في مجلس الأمن في عام 2003، وجود شاحنات متنقلة في أرجاء العراق ومعامل سرية لإنتاج الأسلحة الكيماوية والبيولوجية، من أجل غزو العراق، وبالرغم من رفض مجلس الأمن في حينها إلا أن أمريكا قامت وحليفتها بريطانيا بعملية الغزو، ولكنهما لم تعثرا على أي مواد كيماوية أو بيولوجية، وبعد ذلك اتضح عدم وجود أي أسلحة كيماوية أو نووية بالعراق، والتاريخ اليوم يعيد نفسه، حيث وجهت كلًا من "أمريكا، فرنسا، بريطانيا"، ضربة عسكرية علي سوريا، بحجة استخدام النظام السوري أسلحة كيماوية ضد الشعب السوري.

ومن جانبه قال الدكتور نبيل مصطفي، أستاذ القانون في أكاديمية الشرطة، اليوم السبت، إن قرار توجيه ضربة عسكرية من جانب كلًا من " بريطانيا، فرنسا، أمريكا" ضد سوريا، يعد قرارًا سافرًا وغير قانوني علي الإطلاق.

وأوضح" مصطفي"، في تصريح خاص لـ" أهل مصر"، أن هذه الضربة العسكرية يجب التصدي لها من خلال اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة وتصعيد الأمر إلي مجلس الأمن والمجلس القومي لحقوق الإنسان، للوقوف للعدوان الثلاثي علي سوريا.

وفي نفس السياق، أكد الدكتور جمال جبريل، أستاذ القانون الدستوري، في تصريح خاص لـ " أهل مصر"، أن ما فعلته أمريكا وفرنسا وبريطانيا يخالف كافة القوانين الدولية وحقوق الإنسان، مطالبًا بضرورة وقف العدوان الغاشم علي سوريا، وذلك من خلال اتباع كافة الوسائل القانونية التي من شأنها وقف هؤلاء الدول المعتدية علي الشعب السوري.

وبدأ العدوان الثلاثي على سوريا عندما نفذت مقاتلات وسفن أمريكية وبريطانية وفرنسية، فجر اليوم السبت، قصفا ثلاثيا استهدف عدة مواقع عسكرية على الأراضي السورية.

وردا على قصف سوريا، فيما أعلنت القيادة العامة للجيش السوري أن الضربة الثلاثية، شملت إطلاق حوال 110 صواريخ باتجاه أهداف سورية في دمشق وخارجها، وأن منظومة الدفاع الجوي السورية تصدت لها وأسقطت معظمها.

من جهتها، قالت وزارة الدفاع الروسية، إن قصف سوريا تم بأكثر من 100 صاروخ مجنح للولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وصواريخ جو أرض استهدف منشآت عسكرية ومدنية في سوريا، وبأنه تم استهداف المنشآت السورية من قبل سفينتين أمريكيتين من البحر الأحمر وطائرات تكتيكية فوق البحر المتوسط وقاذفات " بي-1 بي" من منطقة التنف.

الحرب على سوريا جاءت بعدما أمر الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، في خطاب تليفزيوني، السبت، بتوجيه ضربة عسكرية ضد أهداف لنظام بشار الأسد، ردا على ما وصفه بمجزرة دوما، حيث قتل 78 مدنيًا على الأقل وأصيب المئات، السبت الماضي، جراء هجوم كيميائي اتهمت القوى الدولية، النظام السوري بتنفيذه على مدينة دوما، في الغوطة الشرقية بريف دمشق.

كما أكدت تيريزا ماي، رئيسة وزراء بريطانيا، في كلمة متلفزة ثانية قالت فيها: "إنه لم يكن هناك بديل لاستخدام القوة لردع النظام السوري".

وتزامن ذلك مع إعلان قصر الإليزيه تكليف الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، لقوات بلاده بالتدخل في سوريا كجزء من عملية مع الولايات المتحدة وبريطانيا لمواجهة ترسانة الأسلحة الكيماوية للنظام السوري والحد منها.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً