حالة من الجدل الكبير تشهدها صناعة الجلود خلال الفترة الماضية، من بينها إلغاء اجتماع وزارة الصناعة، الذي كان مقررا عقده مع أصحاب المدابغ داخل مقر اتحاد الصناعات المصري، خلال الأسبوع قبل الماضي بحضور عدد من أصحاب البنوك، من أجل مناقشة مستقبل الصناعة، والمشاكل التي تواجها، والاستفادة من التيسيرات المالية اللازمة.
وجاء إلغاء الاجتماع ليكون صدمة كبيرة لدي العاملين بمدابغ سور مجري العيون، والراغبين في الانتقال لمدينة الروبيكي، مع توثيق وتوفيق أوضاعهم المالية والإدارية، وتعاني منطقة الروبيكي من عملية بطئ الانتهاء من الوحدات لبدء العملية التصنيعية، وهو ما أكد عليه العديد من الصناع داخل المدينة الصناعية، والذي سيتم الانتهاء من المرحلة الأولي بشكل كامل داخل المدينة، كما أنه جاري تنفيذ وإعداد المرحلة الثانية من المدينة الصناعية، من أجل انتقال عدد أخر من المصنعين للجلود داخلها خلال المرحلة الثانية.
ضغوط الصناع
من جانبه قال عبد الرحمن الجباس، أحد المصنعين داخل المدينة الصناعية بالروبيكي وعضو اتحاد الصناعات المصرية، أن السبب وراء إلغاء الاجتماع الأسبوع قبل الماضي، جاء بسبب عدد من المصنعين الذين أذاعوا عن عقد جمعية عمومية داخل مقر اتحاد الصناعات من أجل مناقشة مشاكل القطاع والانتقال للروبيكي، ولأجل الضغط على وزارة الصناعة لمزيد من تقديم التسهيلات، والاستفادة من التيسيرات البنكية التي تقدمها البنوك في تلك المنطقة، وهو الأمر الذي قامت على أثره إلغاء وزارة الصناعة لعقد اللقاء.
عدم توثيق الأوضاع
أشار عضو إتحاد الصناعات، إلي أن نحو 40% من العاملين بمنطقة سور مجري العيون هم وراء تلك الأزمة، لأنهم لا يرغبون في توثيق أوضاعهم، باعتبارهم يعملون بشكل غير رسمي، حيث يستأجرون بعض المدابغ ويقومون بعملية الإنتاج، ثم يطرحون منتجاتهم داخل الأسواق، حتي لا يغضون لالتزامات الدولة، مشيرا إلي أنهم لا يرغبون في الانتقال لمدينة الروبيكي، نظرا لأن الانتقال لها سنفرض عليهم توثيق أوضاعهم، والعمل بشكل رسمي، وهو ما يمثل تقديم التزامات الدولة، وهو ما يرفضون العمل خلاله.
وأشار الجباس، إلي أن نسبة 80% من العاملين بمنطقة سور مجري العيون لم ينتقلون لمنطقة الروبيكي، وأن من انتقلوا للمنطقة يمثلون نحو 20% سواء عبر المرحلة الأولي والثانية، والذين سيمثلون نحو 100 مدبغة فقط، وأن هؤلاء يمثلون نحو 80% من إنتاج الصناعة، نظرا لأنهم حصلوا على توسعات كبيرة بمنطقة الروبيكي، كما أنهم يمثلون كبار المصدرين والمصنعين، مشيرا في الوقت ذاته، إلي أن نحو 20 فقط من أصل 70 مدبغة يعملون بمنطقة الروبيكي حتي الآن، والباقي جاري الانتهاء منها ودخولهم للانتهاء منه نهاية شهر رمضان المقبل.
بطئ الإجراءات
وأضاف عضو الاتحاد أن ما تم تصديره حاليا من منطقة الروبيكي يمثل نحو 700 مليون جنيه، وهي نسبة جيدة ولكن ليست المنتظرة، حيث أن الصناع في منطقة الروبيكي واجهوا عدد من التحديات في بداية الانتقال، وبطئ الإجراءات التي تتبعها وزارة الصناعة المنتظرة .
تحديات كبيرة
من جانبه قال جمال السمالوطي رئيس غرفة دباغة الجلود، إن صناعة الجلود تمر بتحديات كبيرة، من بينها صعوبة الحصول علي التيسيرات المالية، والتي تمثل أحد المشاكل الرئيسية، والتي يجد فيها المصنعين أزمة كبيرة من أجل توفير التيسيرات المالية المتاحة لهم، ولأجل انتهاء إعدادهم لمنطقة الروبيكي.
وأشار السمالوطي، إلي أن تهريب المنتجات الصينية وتوريدها للسوق المحلي يمثل أزمة كبيرة للصناعة المحلية، نظرا لتراجع أسعارها عن المنتجات المحلية، وهو ما يجعل المستهلكين داخل الأسواق يتجهون نحو المنتجات الأقل سعرا بسبب الظروف الاقتصادية التي يمر بها الوضع المجتمعي، والظروف المعيشية السيئية، وارتفاع سعر المنتج المحلي.
توفير الخدمات
من جانبه قال محمد مهران رئيس شعبة دباغة الجلود بالغرف التجارية بالقاهرة، وعضو اتحاد الصناعات المصرية، إن ما تم إنجازه داخل المنطقة الصناعية، جيد حتي الآن، حيث أن نسبة التصدير ارتفعت بنسبة تتراوح بين 10 إلي 20% عن العام الماضي، مشيرا إلي أن الانتقال في البداية كان يواجه العديد من المشاكل منها صعوبة توفير الخدمات والمرافق للوحدات الإنتاج، ولكن هيئة التنمية الصناعية ووزارة الصناعة، عملت على إنهاء تلك الأزمة، وتوصيل الخدمات والمرافق للوحدات الإنتاجية، بدلا من تواجدها في بداية المنطقة الصناعية.
وأشار مهران، أن الرسومات الهندسية والتجهيزات، ووضع المعدات داخل الوحدات، كانت تمثل أزمة كبيرة نظرا للتكلفة العالية لها، وهو ما تم الانتهاء جزء منه خلال الفترات الماضية، مشيرا إلي أن الوحدات الإنتاجية تتراوح ما بين نحو 300 إلي 6500 متر مربع، حيث أنه تم توفير التوسعات اللازمة للمدابغ، ولكن توفير التمويل المالي، والاستفادة من مبادرة البنك المركزي، كانت تمثل مشكلة للصناع، من أجل الاستفادة منها، والتي تبلغ الفائدة عليها نحو 5% للصناعات الصغيرة، و7% للصناعات المتوسطة، فهناك بعض البنوك تعاونت، والبعض الأخر لم يوفر التمويل حتي اليوم، من بينها البنك الأهلي وبنك مصر.
قيود كبيرة
أضاف رئيس شعبة دباغة الجلود، إلي أن بعض القيود التي تفرضها البنوك كانت أحد الآليات التي مثلت صعوبة كبيرة للمصنعين للحصول على التمويل المالي اللازم، وهو الأمر الذي طالب به العديد من المصنعين، سواء من انتقلوا للروبيكي، أو من لم يتم انتقالهم حتي اليوم.
نقلا عن العدد الورقي.