أثارت إدعاءات الدبلوماسية الكينية، بوصف الدبلوماسية المصرية الأفارقة بـ"العبيد والكلاب"، جدلًا واسعًا في الأوساط الدبلوماسية والسياسية المصرية، حيث عبّر كتّاب ودبلوماسيون وإعلاميون وشخصيات عامة عن استيائهم للمزاعم الكينية، محذرين من تربص وتآمر على دور مصر في القارة السمراء، في وقتٍ تواجه فيه الدولة تحديات مصيرية كبرى.
وتداولت صحف عالمية مذكرة للدبلوماسية الكينية بنيروبي "إيفون خماتي"، تزعم فيها إهانة رئيس الوفد المصري الأفارقة في وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي.
وعلق السفير القيادي بالتيار الشعبي ومساعد وزير الخارجية الأسبق "معصوم مرزوق"، على المزاعم بأن كينيا وقعت في خطأ "كبير ومتعمد"، مشيرا إلى أن الأزمة الأخيرة مختلقة وهدفها النيل من مصر.
وتشكك مرزوق في وقوع دبلوماسي مصري في مثل هذا الخطأ؛ لأن الدبلوماسية المصرية تتميز بالكفاءات الموجودة بها، موضحا أنه حتى في حالة حدوثه فهو خطأ فردي لا يجوز معه توجيه الإهانات لدولة بأكملها، وطالب الدولة بعدم ترك الأمر يمر دون حساب الجانب الكيني على إهاناته المتعمدة.
كما وجه الفقيه الدستوري "محمد نور فرحات"، عتابًا لبيان وزارة الخارجية، حيث قال في تدوينة عبر صفحته الشخصية بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك": "وزارة الخارجية المصرية تصدر بيانًا شديد اللهجة ضد بيان صادر عن منظمة البيئة الأفريقية بزعم أن ممثل مصر تلفظً بعبارات تتضمن إساءة بالغة للأفارقة، المسألة بسيطة.. بدلًا من الإدانة والشجب والتذكير بأفضال مصر وغير ذلك من العبارات العنترية التي تأتي بمردود عكسي، اطلبوا التسجيل الصوتي للجلسة، فإن صح صدور عبارات جارحة من المسئول المصري نقدم اعتذارًا ونقيل المسؤول وأن لم يصح فالحق فى جانبنا".
وتابع: "هل هذه مسألة صعبة؟ أفي كل مرة يورطنا فيها مسؤولونا نخرج بقصيدة أنا بن جلا وطلٰاع الثنايا!".
كما انتقد مؤسسة موسوعة المعرفة الكاتب "نائل صلاح الدين الشافعي"، المذكرة الكينية، قائلًا: "لم يتفوه السفير المصري بكلمة تخرج عن اللياقة. تحية واجبة له، واعتذار عن نشري ما تداولته الصحافة العالمية بالأمس من افتراءات عليه وعلى مصر.. نحن أمام حادث نادر لاغتيال معنوي لدور مصر في أفريقيا ".
وتساءل الشافعي، هل الشكوى الكينية ضد مصر هي تمهيد لخفض حاد لمياه النيل عن مصر؟
ثم أوصى بضرورة تحضير وزارة الخارجية ردًا مكتوبًا ومتلفزًا بالإنجليزية والفرنسية، وإرساله إلى كل وسيلة إعلام تنشر خبر الشكوى (الكيدية)، وإخبار تلك الوسيلة أن القانون يكفل لمصر حق الرد مجانًا في نفس المساحة والزمن والوقت، وتخصيص فريق أزمات في القاهرة وتكليف دبلوماسيًا واحدًا في كل سفارة في أفريقيا لنشر المقال والفيديو.
وقال مندوب كينيا، في تصريحه للصحيفة، إن وزارة الخارجية الكينية، كلفته بحل الأزمة وأنه تواصل مع سفير زيمبابوي عميد السفراء الأفارقة، وطلب منه عقد اجتماع مع السفير المصري ومجموعة السفراء الأفارقة الإثنين أو الثلاثاء المقبل على أقصى تقدير.
وانعقدت الدورة الثانية للجمعية العامة للأمم المتحدة للبيئة بكينيا في 23 مايو الجاري، تحت شعار "الوفاء بتنفيذ البعد البيئي لأهداف التنمية المستدامة 2030"، بمشاركة ممثلي أكثر من 180 دولة وممثلي المنظمات الدولية والمجتمع المدني والمهتمين بالمجال البيئي.