"قطر تصطاد في الماء العكر".. أزمة دبلوماسية بين الصومال والإمارات.. وقوات الدوحة تدخل مقديشيو.. هل تستغل الإمارة الإرهابية النزاع؟

صورة أرشيفية
كتب : سها صلاح

في الوقت الذي تسعى الصومال لتخفيف حدة التوتر مع دولة الإمارات، استغلت قطر الأزمة وأرسلت 30 حافلة ورافعتين إلى المسؤولين الإقليميين مقديشو،وفقاً لموقع "نوفال" الأفريقي.

حيث شهدت العلاقات بين الإمارات والصومال تراجعاً منذ قرار الأخير بعدم قطع العلاقات مع قطر، مفضلاً اتخاذ موقف محايد في النزاع بين السعودية وقطر.

وأوضح نائب وزيرة الموانئ والنقل البحري والذي تسلم المنحة أن الحكومة القطرية تعد ضمن الدول الداعمة للصومال في مختلف المجالات، حيث تساهم في تنفيذ مشاريع تنموية مختلفة وإعادة إعمار البلاد.

وتعد هذه المنحة القطرية الثانية خلال شهرين تقدم للحكومة الفيدرالية ضمن سلسلة الأعمال الإغاثية والدعم المتواصل من دولة قطر الشقيقة.

قامت قطر السبت الماضي، بتقديم مساعدات عسكرية إلى الصومال، رغم الأزمة التي تعيشها الدوحة مؤخراً بسبب "المقاطعة" مع السعودية والإمارات والبحرين ومصر.

وكانت الحكومة الصومالية، أعلنت أنها تسلمت مساعدات عسكرية لدعم الشرطة الوطنية من دولة قطر، في إطار توطيد علاقات التعاون بين البلدين والشعبين الشقيقين، في فبراير الماضي.

وقالت إنه "جرى تسليم المساعدات في حفل أُقيم بميناء مقديشو الدولي، بحضور كل من محمد أبوبكر إسلو دعالي وزير الأمن الداخلي بجمهورية الصومال، وحسن بن حمزة أسد محمد القائم بالأعمال بالإنابة بسفارة دولة قطر لدى الصومال"، مضيفة أن "المعونات التي قدمتها دولة قطر تتكون من ثلاثين سيارة دفع رباعي، مخصصة لمهام قوات الشرطة الوطنية".

وعبّر محمد أبوبكر عن شكر الحكومة الصومالية لدولة قطر بالقول: "إن الحكومة الفيدرالية تشكر دولة قطر الشقيقة، التي تلعب دوراً ريادياً في الصومال، من خلال مشاريعها التنموية والإنسانية، ومساعداتها لشعب وحكومة الصومال".

من جانبه، أكد القائم بالأعمال بالإنابة بسفارة دولة قطر في الصومال، استعداد بلاده لتقديم مزيد من المساعدات والدعم للصومال في مختلف المجالات، بناء على العلاقات المتينة بين البلدين.

وكانت دولة الإمارات قررت إنهاء مهمة قواتها التدريبية في الصومال لبناء الجيش الصومالي، والتي بدأت منذ عام 2014.

ووفقا لما نشرته وكالة الأنباء الإماراتية "وام"، يأتي هذا القرار على خلفية حادث احتجاز السلطات الأمنية الصومالية طائرة مدنية خاصة مسجلة في دولة الإمارات وعلى متنها عناصر قوات الواجب الإماراتية.

القوات الجوية الإماراتية خلال معرض آيدكس الدولي للسلاح والمعدات العسكرية في أبو ظبي، الإمارات العربية المتحدة 19 فبراير 2017

وذكرت وكالة الأنباء الإماراتية "وام" أن "الإمارات أعربت عن استهجانها وشجبها واستنكارها قيام السلطات الأمنية الصومالية باحتجاز طائرة مدنية خاصة مسجلة في دولة الإمارات يوم الأحد الموافق 8 أبريل الجاري في مطار مقديشو الدولي، وعلى متنها 47 شخصا من قوات الواجب الإماراتية، والقيام بالاستيلاء على المبالغ المالية المخصصة لدعم الجيش الصومالي والمتدربين تحت تهديد السلاح".

وأنهى الصومال برنامجا إماراتيا لتدريب مئات الجنود، قال وزير الدفاع الصومالي، محمد مرسل شيخ عبد الرحمن، لوكالة الأنباء الصومالية، يوم الأربعاء، إن الحكومة ستتولى دفع أجور وتدريب الجنود المسجلين بالبرنامج.

ويقول محللون إن العلاقات بين الصومال والإمارات توترت منذ انفجار أزمة قطر لرفض مقديشو التحيز لأي طرف. وترتبط دول عربية بعلاقات تجارية قوية وتتمتع بنفوذ في الصومال لكن ذلك يقابله ثقل قطر وحليفتها تركيا التي تعد واحدة من أكبر المستثمرين الأجانب بالبلد الأفريقي، بحسب وكالة "رويترز".

وليس موضوع الطائرة فحسب، بل يختلف البلدان بسبب إبرام الإمارات اتفاقا مع "أرض الصومال" التي أعلنت استقلالها دون اعتراف دولي عن الصومال، لإنشاء قاعدة عسكرية إماراتية في ميناء بربرة دون موافقة الحكومة الاتحادية الصومالية.

وتسبب ذلك في أن حث الصومال مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة على اتخاذ إجراءات ضد بناء تلك القاعدة، ودعا المندوب الصومالي مجلس الأمن في جلسة خُصصت لبحث التطورات في الصومال، إلى اتخاذ الإجراءات اللازمة لوقف ما وصفه بالانتهاكات الإماراتية.

وكانت الحكومة الفيدرالية الصومالية قد طالبت بتوسط جامعة الدول العربية في اتفاق بربرة المثير للجدل، خاصة بعدما تدهورت العلاقات بين حكومة مقديشيو وحكومة صوماليالاند، غير المعترف بها.

وفي مارس، حظرت الصومال موانئ دبي العالمية من ممارسة الأعمال التجارية في البلاد بعد أن ألغى اتفاق الشركة قد أبرمت مع اثيوبيا والصومال لإدارة ميناء بربرة.

ومنذ أسبوع ، منعت الصومال طائرة إماراتية كان بها دبلوماسيين، وصادرت 9.6 مليون دولار قالت أنها ستحقق الهدف المقصود من مصادرة هذه الأموال، وردت الإمارات العربية المتحدة ببيان شديد اللهجة يصف الاستيلاء على الأموال على أنه انتهاك للبروتوكولات الدبلوماسية.

وقد أصدر كلا البلدين تصريحات منفصلة تنهي برنامج التعاون العسكري الذي بدأ في عام 2014 ، حيث كانت الإمارات تدرب وتدفع بعض أفراد الجيش الصومالي، كما علقت مستشفي الشيخ زايد في مقديشيو عملياتها حتى إشعار آخر.

وفي يوم الاثنين ، ورد أنه تم منع طائرة إماراتية أخرى من مغادرة مطار بوساسو على أيدي مسؤولين صوماليين بعد أن رفض المدربون العسكريون الإماراتيون تسليم أمتعتهم ليتم فحصها وتفتيشها.

محادثات المصالحة

كما أفادت " صوت أمريكا " أن الحكومة الصومالية فتحت يوم الاثنين الماضي محادثات تصالحية مع قادة الإمارات .

ونقلت الصحيفة عن وزير الخارجية الصومالي أحمد عيسى عوض قوله إن "المحادثات بدأت بين القيادة العليا من البلدين وتتقدم بشكل جيد".

ووفقاً للوزير، فقد أوضحت الإمارات الغرض من هذه الأموال وستعمل مع الحكومة الفيدرالية الصومالية على استخدامها.

وقال محمد مواليمو ، الأمين العام للاتحاد الوطني للصحفيين الصوماليين ، مساء الثلاثاء ، إن المشرعين في البلاد قد استدعوا للعودة إلى العمل ، من المفترض أن يناقشوا النزاع الإماراتي .

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً