موت وإهانة وخراب ديار.. المخدرات بعبع الحياة الزوجية

يعد إدمان المخدرات من أخطر المشاكل التى يتعرض لها الفرد والمجتمع ، حيث أصبح أضرار تعاطى المخدرات لا تمس متعاطى المخدرات فقط بل لها تأثير كبير على أسرته وبيته، وقد إجريت بعد الدراسات على الزوجات من داخل دفاتر محاكم الأسرة اثبت أن 70% من السيدات يلجأن لرفع دعوى طلاق وخلع ضد أزواجهن بسبب تعاطيهم المخدرات. .وبداخل محاكم الأسرة بالقاهرة تبرز العديد من المآسي التى يعانى منها السيدات، نرصد يعضا منها في التقرير التالي..

منال: «بيضربنى بالسكينة»

«جسمى كله بقي غرز وضرب بالسكاكين».. بهذه الكلمات بدأت منال روايتها قائلة «10 سنوات وأنا أعانى من ضرب وإهانة وابتزاز وتحملت كل شئ من أجل أطفالى فقط ، تزوجته بعد قصة حب كبيرة تحدث عنها الجميع وكنت أتمنى أن أكمل باقى حياتى مع من أحبه قلبى ،لكن لا يبقى شئ على حاله».

وأضافت الزوجة ودموعها تنهمر: «في أول شهور زواجنا كان الشخص الذى أحببته وتمنيته، وبعدها بدأ يتعاطى المخدرات ويوم وراء الآخر ويزداد في تعاطيها، حاولت أناقشه كثيرًا وبكل مرة يتشاجر معى وتحملته لأن كنت مازلت أحبه»، وتابعت «استمرت الحياة هكذا، لكن كنت أعيش معه جسد بلا روح من كثرة مشاكله وخلافاته الكثيرة على آتفه الأسباب وبكل مرة كان يأتى مسرعًا بالسكين ويطعنى عدة طعنات بيدى وساقي وذراعى، ويحضر أهلي وينقلونى إلى المستشفي وبكل مرة لم أحرر محضر ضده واتهم نفسي، وأخيرًا ترك عمله وأصبح حبيس المنزل ليلا ونهارًا يتعاطى في المخدرات ويستدان من أقاربه وأخواته وأنا وأبنائى لم يسأل عننا بأى مصاريف مطلقًا».

وراحت الزوجة في قصتها، «بحثت عن وظيفة وبدأت أعمل لأغطى متطلبات أولادى فلم يكتف بذلك بل بدأ ينهال علي بالضرب لسلب أموالى لذلك لجأت لرفع دعوى خلع تحمل رقم 694 لسنة 2018 أحوال شخصية».

هند في الزنانيرى: «مدمن بودرة وحقن»

«كنت أحلم بأن أعيش حياة مستقرة مثل أى فتاة بسنى فأنا لم يتجاوز عمرى الخامسة والعشرون تزوجته منذ خمس سنوات ومنفصلة عنه بدون طلاق منذ سنتين، وانجبت خلال الثلاث سنوات بنتين " عهد ، وعد " فزوجى لم يعرف معنى المسؤلية ولا الحياة الزوجية ، كل همه في الحياة هو نفسه فقط».. هكذا لخصت هند قصتها مع شريك حياتها.

وأضافت «منذ خطوبتنا وهى يمثل علي الأخلاق الحميدة والإلتزام، وبعد الزواج اكتشفت حقيقتة المرة، فزوجى كان يعمل في ورشة وكل وقته يقضيه في الشارع وكان هذا سبب رئيسى في تمسكه بالإدمان فأصدقاء السوء كان يحيطوا به من كل مكان».

«كان في بداية الأمر مدمن بودرة وكل أموال ورشته يصرفها على تناولها، طلبت منه بأن يذهب لأى طبيب ويتعالج وافق وذهبنا للطبيب بالفعل وبعد أسبوع واحد فقط من بدأ علاجه ترك المنزل ولم يعد وبعد خمس شهور عاد مرة آخرى وهو يتعاطى حقن، فكان يطلب منى بأن أعطيه الحقنة وعندما رفضت أعطاها لنفسه وسبب لنفسه جرح شديد في ذراعه» أكملت الزوجة.

واستطردت«وبرغم كل ذلك وقفت بجانبه وطلبت منه بأن نذهب لأى مستشفي خاصة ليتم علاجه بنجاحه لكنه رفض وترك المنزل وباع ورشته ولم يعد مرة آخرى ومنذ سنتين وهو بهذا الوضع كل حياته هى البوردة والحقن فقط لذلك لجأت لرفع دعوى خلع ضده تحمل رقم 6923 لسنة 2018 أحوال شخصية لعلى وعى أستطع أتحصل على معاش يساعدنى في تربية بناتى».

رضا في دعوى نفقة : «بيضرب ترمادول في اليوم بـ 300 جنيه»

«تعبت أنا وأولادى من الحوجة والعوزة فبرغم أن زوجى يتحصل على أموال طائلة إلا أننا محرومين من كل شئ بسبب تعاطيه للترمادول الذى أصبح جزء أساسي في حياته».. رضا بدأت حكياتها بوجع قبل أن تضيف «كنا نعيش حياة مستقرة في بداية زواجنا وكنا متفاهمين جدًا ومنذ سنتين تقريبًا وزوجى أصبح شخص تانى لا أعرفه من قبل، فبدأ يتعاطى المخدرات بعد نصائح عدة من أصدقاء السوء بأن الترمادول له تأثير إيجابي على العلاقة الخاصة بيننا ، فبدأ يتعاطية بطريقة غريبة وصل إلى أنه يتعاطى يوميًا شريط كامل ، وبجانب أضراره الصحية إلا أنه غالى الثمن ، فزوجى يتعاطى ترمادول يوميًا بـ 300 جنيه».

واستكملت الزوجة : «لديه استعداد كامل بأن يبيع عرضه وشرفه مقابل شريط ترمادول أصبحت أنا وأولادى نعيش في مجاعة حرمنا من كل شئ مأكل وملبس ومصاريف بل أصبحت الديون تحاصرنا من كل جهة، طلبت منه كثيرًا بأن يكف عن تعاطيه ويحافظ على أسرته وبيته لكن بلا جدوى ، فاض بي الكيل منه فلم أتحمل هذه الحياة من ضرب وإهانات لاتتوقف وحرمان من كل شئ، تركت له المنزل ولجأت للمحكمة لرفع دعوى نفقة ضده تحمل رقم 6027 لسنة 2018 أحوال شخصية لإلزامة على تلبية إحتياجات أبنائه .

علم النفس

يرى الدكتور محمود عبد المحسن، استاذ علم النفس بجامعة عين شمس، أن المخدرات أصبحت تحتل معظم البيوت المصرية وتؤثر بشكل كبير على الحياة الزوجية والأسرية، فيلجأ بعض الأزواج لتناول العقاقير المخدرة باعتبارها مسكن لأللام التعب والمجهودات التى يقوم بها الرجال طول يومهم، وبنسبة كبيرة يلجأ الأزواج لتعاطى المخدرات معتقدين بأن للمخدرات تأثير كبير فى تحسن العلاقة الجنسية بينه وبين زوجته، ومنهم من يلجأ للتعاطى من باب الفخر حتى لا يكون أقل من أصدقاء السوء الذى يشجعوه علي تعاطيها .

وأضاف عبد المحسن، أن الأسرة لها دور كبير في مراقبة أبنائهم والزوجة لها التأثير الأكبر على زوجها بتوجيهه إلى الطريق الصحيح وتقريبه إلى الله، لفت خبير علم النفس أن مستشفيات الإدمان منتشرة في كل مكان ولها خصوصية كاملة في الحفاظ على أسرار المرضى.

نقلا عن العدد الورقي.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً