قبل أيام قليلة من إفتتاح أكبر محطة لإنتاج الكهرباء فى العالم بمنطقة "غياضة" التابعة لمركز ببا، جنوب بني سويف، تجولت "أهل مصر" بموقع العمل بالمحطة، الذى يشهد وضع الرتوش الأخيرة إنتظارًا لإفتتاح الرئيس عبدالفتاح السيسي، للمحطة ضمن عدد من المشروعات الكبري، خلال الأيام القليلة القادمة.
بمجرد وصولك لموقع العمل، الذى يبعد ما يزيد عن 30 كيلو متر جنوب شرق مدينة بني سويف، وعند البوابة الرئيسية التى تعتليها لافتة "محطة كهرباء غياضة" ، حيث يستوقفك الأمن للاستفسار عن بطاقة الهوية وتصريح الدخول، بعدها يقوم الزائر بالدخول إلى المكاتب الإدارية، للحصول على التعليمات الخاصة بالسلامة المهنية.
عقب وصولنا إلى المكتب الإدارى والاستماع إلى تعليمات الأمن والسلامة والمتمثلة فى عدم الدخول إلى مواقع العمل الخطرة والالتزام بلوحات الاسترشاد المتواجدة فى جميع أنحاء الموقع، والسير فى الأماكن المخصصة بالمشاة، استلمنا واقى الرأس وسترة فسفورية وحذاء أمان ونظارة أمان.
الوصول إلى محطات التوليد كفيلة بشعورك بالفخر لوجود هذا الصرح العملاق داخل محافظة بنى سويف، عمال يواصلون العمل كل فى مجاله لا وقت للحديث، فالجميع يعمل ويعلم ماذا يفعل فى وقت محدد، بل يتسابقون من أجل انتهاء العمل قبيل الوقت المحدد.
التقينا بالمهندس هانى محمد على مدير المشروع، وهو أحد مهندسى شركة مصر العليا لإنتاج الكهرباء التابعة لوزارة الكهرباء، وأكد أن المحطة تتكون من 4 دورات مركبة تنتج كل دورة نحو 1200 ميجا وات، ومنها دورات غازية وأخرى بخارية وثالثة مائية.
وأشار مدير المحطة إلى أن أعمال الإنشاء والبناء والعمل فى المحطة وفرت نحو 7 آلاف فرصة عمل مباشرة من مهندسين وفنيين وعمال، بالإضافة إلى 35 ألف فرصة عمل أخرى غير مباشرة، وكانت الأولوية فى العمل لأبناء محافظة بنى سويف، وخاصة المنطقة المجاورة للمحطة، إلا أن بعض الوظائف المتخصصة كانت تحتاج إلى مؤهلين غير متواجدين فى محافظة بنى سويف، وكان الأهم لوزارة الكهرباء أن يتم الاستعانة بتلك الوظائف من المحافظات المجاورة لبنى سويف .
أما المهندس هانى فايد، مدير الموقع من شركة السويدى الحليف المصرى لشركة سيمنز المسئول عن إنشاء المحطة، فأكد أن المشروع شارك فى إنشائه مهندسين وفنيين من 35 دولة على مستوى العالم.
وأضاف أن مدة تنفيذ المحطة 3 سنوات، وهى أقصر مدة على مستوى العالم، مشيراً إلى أن التوربينات تم دخولها الخدمة فى مواعيدها المحددة ومنها توربينات دخلت الخدمة قبل ميعادها بنحو 256 يوماً، لافتا إلى أن المحطة وفرت فرص عمل لأهالى المنطقة، حيث أنشأت مركز تدريب للراغبين فى العمل ساهم فى رفع الكفاءة الفنية للعاملين فى المحطة.
وأوضح مدير الموقع:" لدينا 8 توربينات مربوطة على الشبكة المصرية لكهرباء تنتج الواحدة 400 ميجا وات"، مشيراً إلى أن آخر وحدة ستدخل الخدمة فى أواخر مايو القادم، مؤكداً أن المحطة ستنتج أكثر من طاقتها.
وأكد مدير الموقع أن العمل فى المحطة وصل إلى أعلى معدلات السلامة المهنية، حيث وصل العمل إلى نحو 36 مليون ساعة عمل دون إصابة، مشيراً إلى أن المحطة يعادل إنتاجها نحو ضعف إنتاج الكهرباء فى محطة السد العالى.
وقال مستر مارك، المسئول عن شركة سيمنز فى محطة الكهرباء "وقفت مذهولا أمام رغبة المصريين فى العمل والإنتاج وإنجاز المحطة فى أقرب فرصة، مشيراً إلى أنه وجد تعاونا تاما من قبل الحكومة المصرية والرغبة فى إنجاز العمل من خلال التسهيلات التى تم تقديمها.
من جانبه، أكد المهندس شريف حبيب، محافظ بنى سويف، أن المشروع يجعلنا نسترجع عظمة المصرى الذى ترك للعالم حضارة شهدت عليها العصور ومنذ فجر التاريخ، حيث إن عودة مصر لطريق البناء والإنجاز أهم الأبعاد التى تستفاد من هذه المرحلة من عمر الوطن فى آخر 4 سنوات وفى عهد الرئيس عبد الفتاح السيسى.
وأشار المحافظ، إلى أنه اقترح إعداد كتاب توثيقى لمراحل إنجاز هذا العمل العملاق على أرض المحافظة لتوثيق التحديات والمراحل ومقدار الجهد وسباق الزمن فى الإنجاز والعمل المنظم وفق الضوابط العالمية، وأن هذا النموذج يعد شاهداً على الإنجازات التى تمت تحت رعاية الرئيس السيسى الذى قاد ملف مفاوضات تنفيذ المشروع ووصل بتكلفة إنتاج الكهرباء إلى مستوى قياسى للميجا وات التى وصلت 416 دولارا وهى الأقل عالميا، حيث أن المستويات العالمية تصل إلى حوالى 560 دولار.