الكينوا...تجربة زراعية جديدة في مواجهة خطر نقص المياه في مصر

أكد المستشار الإعلامي لوزارة الزراعة، الدكتور حامد عبد الدايم، أن نبات الكينوا يعد من أهم النباتات التي تعتمد عليها بعض دول أمريكا اللاتينية، وأن محاولة إدخاله في إطار الزراعة المصرية يرجع للعديد من الصناعت التي تقوم عليه، مما يزيد من إتاحة فرص عمل للشباب، إلي جانب الإستفادة الغذائية منه، من خلال إمكانية خلطه مع القمح لإنتاج الخبز.

وأوضح المستشار الإعلامي لوزارة الزراعة أنه على الرغم من الإستفادات الكبيرة من نبات الكينوا، إلا أن تكلفة زراعته مرتفعه، مشيراً أن مركز البحوث قد أجري تجابه على زراعة نبات الكينوا على مساحة 80 فدان فقط، مشيداً بتلك الخطوة من قبل مركز البحوث في زيادة الأصناف التي تتماشى مع المناخ المصري، ومحاولة توفير المحاصيل التي تساعد في حماية الأمن الغذائي المصري.

وفي سياق متصل أطلقت وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي، حملة قومية التوسع في زراعة محصول الكينوا في مصر، بإعتباره واحد من أهم الأنشطة ذات العائد الإقتصادي المرتفع.

حيث ان محصول "الكينوا" يعد من المحاصيل الهامة التي يمكن ان تقوم عليها عدد كبير من الصناعات الغذائية،وأن التوسع في زراعتها يساهم في توفير فرص عمل للشباب وخاصة بمناطق الاستصلاح الجديدة، والتجمعات الزراعية الصناعية.

يذكر أن مركز البحوث الزراعية، أدخل محصول الكينوا عام 2005 من خلال قسم بحوث التكثيف المحصولي بمعهد بحوث المحاصيل الحقلية، حيث تمت زراعته بمدينة نويبع في محافظة جنوب سيناء كمحصول غذائي يساهم في تقليل الفجوة الغذائية، وقد تم تجريبه في العديد من المحطات البحثية ولدى المزارعين بالتعاون مع منظمة الأغذية والزراعة(FAO) حيث تم تقديم الدعم الفني الإرشادي المجاني للعديد من الأفراد والجمعيات الأهلية والشركات بالأراضي الجديدة وتطبيق نظم الري الحديثة لترشيد استخدام مياه الري.

ومن جانبه قال الدكتور محمود مدني رئيس مركز البحوث الزراعية أن الكينوا محصول حبوب حولي شتوي يُزرع في شهر نوفمبر وتمتد فترة الزراعة إلى منتصف ديسمبر، حيث يحتاج إلى نهار قصير ودرجات حرارة منخفضة للنمو الجيد، مشيراً الى انه بالرغم من أنه ينمو في مختلف أنواع الأراضي حتى الملحية إلا انه يجود في الأراضي الخفيفة حسنة الصرف حيث يتميز المحصول بتحمله للجفاف والملوحة وينمو بنجاح في الأراضي الرملية الجديدة.

وأشار رئيس المركز إلى ان هناك تطور مستمر في مساحات محصول الكينوا، كما يتم توفير الدعم الفني الإرشادي المجاني نظرا للإقبال على المحصول لقيمته الغذائية نظراً لعائده الاقتصادي الكبير مما يُسهم في تحسين دخل المُزارع ، حيث وصلت المساحات موسم 2017/2018 لأكثر من 80 فدان موزعة على 20 موقع بمحافظات: جنوب سيناء، الإسماعيلية ، الشرقية ، المنوفية ، الجيزة ، البحيرة والإسكندرية، لافتا الي ان القدرة الإنتاجية للفدان تحاوزت حاجز إنتاجية الطن تحت ظروف الأراضي الرملية والجديدة كمناطق مُستهدفة لزراعة المحاصيل الجديدة دون الإخلال بالتركيب المحصولي الحالي وعدم منافسة المحاصيل الشتوية الأخرى بمناطق وادي النيل والدلتا حيث أظهرت النتائج المجمعة مجموعة مُتميزة من التراكيب الوراثية التي يُرجى من الانتخاب منها إنتاج أصناف واعدة مبكرة النضج .

وأوضح أنه يجرى حالياً تسجيل صنف كينوا جديد " مصر-1 " لتوفير التقاوي للمزارعين والمستثمرين والشركات.

وقال الدكتور عمرو شمس مسئول المحصول بمعهد بحوث المحاصيل الحقلية، ان الكينوا تدخل ايضا في صناعة الأغذية الخاصة للمرضى الذين يُعانون من الحساسية لجلوتين القمح لعدم احتواء الحبوب على مادة الجلوتين، كما يصنع منه العديد من المخبوزات والكيك والرقائق والبسكويت والحلويات وتستخدم حبوبه في الإفطار كرقائق ويستخدم في إعداد وجبات متنوعة ويستخرج من الحبوب زيت غذائي ويمكن استخراج مادة السابونين التي لها العديد من الاستخدامات لاسيما في مجال تصنيع الأدوية .

وأشار الى ن الكينوا تحصد، بعد حوالي 100-120 يوماً للأصناف المُبكرة النضج وقد تصل إلى أكثر من 160 يوم للأصناف المتأخرة النضج، لافتاً الى انه تختلف كمية محصول الحبوب باختلاف الصنف ونوع التربة وميعاد الزراعة حيث يتراوح بين 0.75 إلى 1.25 طن/فدان وبقدرة إنتاجية تصل إلى 1.8 طن/فدان عند الالتزام بكافة التوصيات الفنية والزراعة بالأراضي الجيدة .

ومن جانبه أشاد عضو لجنة الزراعة والري بمجلس النواب عبد الرحمن دمرداش، بخطوة مركز البحوث الزراعية، مشيراً أن نبات الكينوا يدخل في الكثير من الصناعات ويستخدم في العديد من الأكلات.

مؤكدأ أن على وزارة الزراعة بالمشاركة مع مركز البحوث بالقيام بحملات تعريفية للفلاح بمزايا زراعة نبات الكينوا، متمنياً أن لا تكون تكلفة زراعته عالية على الفلاح.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً