فجاءتها آلام مبرحة مع نزول قطرات من الدماء فى البداية اعتقد أنها آلام الدورة الشهرية المعتادة، لكن الألم بدأ يزداد مع تقلصات شديدة، ومع تعالى صرخاتها، وحيرة كل من يعمل معها، والاتصال بالإسعاف وعندما بدء فحصها أخبرها الطبيب ستصبحين أم بعد قليل، فتجيب ماذا أنا لست حامل.
هذا ليس مشهد درامي بل قصة حقيقة تعاني منها امرأة كل 2500 سيدة، يطلق عليها "الحمل الخفي"، لابد أنه شيئ غريب، طفل ينمو فى أحشاء امرأة لمدة 9 أشهر ولا يمكنها أن تكتشف هى ذاتها الأمر، فدورتها طبيعية، كما أن بطنها لا تستدير، ربما تكتسب وزن ولكنه ليس ملفت كما فى الحالات الطبيعية.
ويقول الدكتور عبد الرؤوف رياض استشارى أمراض النساء والتوليد بالمستشفي الملكية بالأردن، "الحمل الشبحي، أو الخفي" هى أحد الحالات النادرة التى تصيب السيدات، يحدث خلالها اختفاء اضطراب فى الهرمونات يسبب اختفاء هرمون الحمل، فلا يظهر على السيدة أعراض الحمل الجسمانية مثل استدارة البطن، أو انقطاع الطمث، كما أن الحمل لا يمكن كشفه حتى بالفحوصات أو التحاليل.
على الرغم من هذا تظهر بعض أعراض الحمل، مثل الغثيان والدوار، حرقان المعدة، آلام الظهر، وحتى الآن لا يعرف على وجه التحديد السبب وراء تلك الحالة، وأن كان يُعتقد إن الإصابة بمشاكل ممثل تكيس المبايض، أو بداية سن اليأس، انخفاض معدل الدهون بالجسم، زيادة بعض المعادن بالجسم مثل الفسفور.
معظم الحالات التى تم الكشف عنها من الحمل الخفي، كان الأطفال بصحة جيدة ومعافين، لكن الضرر الأكبر يقع على الأم، التى لم تتلقي الرعاية الطبية اللازمة قبل الولادة، فضلا عن أن عنصر المفاجأة يجعل المرأة غير مستعدة نفسيا أو جسديا للاهتمام بالطفل مما يجعلهن أكثر عرضه للإصابة بالصدمات النفسية وأكثر عرضه لاكتئاب ما بعد الولادة.