قال الإمام الأكبر، الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، إن الحالة الوحيدة التي يجب على المسلم أن يحمل فيها سلاح ويقتل غيره، هي العدوان.
وأضاف خلال المحاضرة التي ألقاها، منذ قليل، في سنغافورة وسط حضور كبير من قيادات الدولة، تحت عنوان "دور الأديان في توحيد الأوطان"، أن الحرب في الإسلام استثناء، ونهى الله- عز وجل- أن يجاوز المسلمين الحق في الدفاع عن أنفسهم، مستشهدًا بقول الله تعالى: "وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا ۚ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ".
ولفت شيخ الأزهر إلى أن التاريخ لم يسجل حالة واحدة خير فيها المسلمين غيرهم بين الدخول في الإسلام أو القتل أو التهجير من البلاد.
وأشار إلى أن الإسلام دين رحمة، فحرم على المسلم أن يقتل في جيش العدو الأطفال والمرأة والرجل الضعيف والأعمى والمقعد ومقطوع اليد والزراع والعمال والرهبان؛ لأنهم من الضعاف ولا يمثلون عدوان مباشر على المسلمين.
وأكد شيخ الأزهر أن المسلم يجب أن يكون مصدر رحمة للمسلمين وغير المسلمين، فالإسلام دين الأخوة.
ولفت إلى أن الإسلام دين سلام بين المسلمين وغير المسلمين والنبي "صلى الله عليه وسلم" بعثه الله رحمة للعالمين، والمقصود هنا بالعالمين: الإنسان والحيوان والنبات والجماد.
وتابع: "الإسلام حرم الاعتداء على الجماد والحيوان والنبات؛ لأن القرآن وصف أن كل ما في الكون لديه حياة، مستشهدًا بقوله تعالى: "تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالْأَرْضُ وَمَن فِيهِنَّ ۚ وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَٰكِن لَّا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُم".