"وحوي ياوحوي.. فوانيس رمضان أشكال وألوان".. هكذا تشدو فوانيس الأطفال في شوارع الفيوم بهذه الأغاني التي تعبر عن البهجة والسعادة باستقبال شهر رمضان المبارك، فعام بعد آخر تتطور صناعة " فانوس رمضان " رغم محاولة الصينيين تغيير الطابع الإسلامى الفاطمى، الذى عرف مع بداية الفتح الإسلامى لمصر، وفى الفيوم توارثت عائلة الشامى فى الفيوم صناعة فانوس رمضان منذ أكثر من قرن.
فعندما تستهل شارع السهراية تفوح عليك ذكريات وعطور رمضانية برؤية عم رجب درويش الشامى، وهو الاسم الأكثر شهرة فى مجال تصنيع " فانوس رمضان " بالفيوم من خلال ورشة مقامة بمنطقة "الفوال" وسط مدينة الفيوم، تعمل طوال العام لابتكار أشكال الفانوس لتواكب متطلبات الجمهور، وتتماشى مع الطبيعة الإسلامية الفاطمية، بينما يبقى معرض البيع قابعا بمنطقة السهراية، والذى يتوافد عليها المواطنون بداية من النصف من شعبان من كل عام لشراء الفوانيس المصنوع " من الصفيح والزجاج الملون".
وسرد "عم رجب" مشواره مع هذه الحرفة لصناعة الفوانيس قائلا: "بدأت حكايتى مع فانوس رمضان قبل 50 عاما، حيث كنت تلميذا فى المرحلة الابتدائية، وتركت دراستى من أجل التفرغ للعمل فى ورشة جدي الشامى الكبير الذى تعلم هذه الصناعة بمنطقة الحسين قبل مائة عام ثم توارثها عمى محمود والذى درب أطفال العيلة على كيفية صناعة فانوس رمضان.
وروى الشامي ذكريات توارث الحرفة مع كاميرا "أهل مصر"، وقال: "بدأ والدي العمل منذ عشرات السنين في هذه المهنة، وكانت البداية في تصنيع الفانوس الجاز نمرة عشرة أو ما يسمى بـ"الكلوب"، وكان ذلك فى فترة الأربعينات والخمسينات وأسعار زمان كانت 50 قرش للفانوس الذي كانت توضع بداخلة (لمبة جاز) لإضاءة شوارع المدن والقرى طول العام، أما الآن فوصل سعر الفانوس إلى 400 جنيها للحجم الكبير ويستخدم بالكهرباء".
وتابع: "أسعار الفوانيس تتراوح ما بين 10 جنيها إلى 30 جنيها لأبو شمعة ويتم تصنيع ما يقرب من 15 الف فانوس ويستغرق تصنيع الفانوس حوالى 10 دقائق، بالمفارنة للفانوس "النجمة الكبير الذى يستغرق 4 ساعات ويباع حاليا بحوالى 400 جنيها، فى حين يستغرق وقت فانوس "تاج الملكة" حوالى 45 دقيقة ويباع بحوالى 200 جنيها".
واستكمل أقدم صانع للفانوس بالفيوم: "يستغرق وقت صناعة فانوس "البرج" حوالى ساعة ونصف ويباع بـ 250 جنيها, فى حين يستغرق وقت صناعة الفانوس "شقة البطيخ" حوالى نصف ساعة، ويباع بـ 175 جنيها، ويستغرق وقت تصنيع فانوس "الحرم" حوالى 15 دقيقة، ويباع بـ 100 جنيه، ويستغرق وقت تصنيع فانوس " القدس" 20 دقيقة، ويباع بـ 150 جنيه".
واختتم: "الفانوس الصينى سيء جدا وهو عبارة عن لعبة فى يد الطفل ترقص و تغنى، ولا تعبر عن قيمة الفانوس الفاطمى الذى عرفه المصريون منذ فجر الإسلام، مشيرا إلى أن لديه من الأبناء ثلاثة وجميعهم في مرحلة الدراسة وأكبرهم بالكلية، ويحترفون هذه الصناعة ويقمن معه بمساعدته في صناعتها، من أجل الحفاظ على ما ورثه لهم الجد الأكبر الشامي واشتهروا بها بالمحافظة.