نظم المجلس القومى للطفولة والأمومة ندوة تحت عنوان "العنف الأسرى وأثرة على الأطفال".
وأكد المجلس أنه إيمانًا منه بحق الأطفال فى نشأة صحية سوية دون أى مشاكل نفسية تعوق مشاركتهم الإيجابية والفعالة فى مجتمعاتهم، حيث أن العنف له ثأثير سلبى شديد على الأطفال فى مرحلة الطفولة ويمتد إلى مرحلة المراهقة والبلوغ ليصبح أحد المكونات الرئيسية لشخصية هؤلاء الأطفال وطريقة تعاملهم مع ذويهم وأقرانهم فى المجتمع وأسرهم فى المستقبل.
وتهدف الندوة إلى تحديد أبعاد قضية العنف الأسرى وتأثيرها على الأطفال، والعمل على اتخاذ الخطوات والفاعليات التى يمكن القيام بها للتوعية بهذه المشكلة، ووضع مقترحات للتشبيك بين الجهات الشريكة للحد من هذه الظاهرة وآثارها على الأطفال، وقد شارك فى الندوة ممثلو وزارات الصحة، والعدل، والداخلية، والتضامن الاجتماعى، والنيابة العامة، والمجلس القومى للمرأة، وممثلو الجمعيات الأهلية والمنظمات الدولية.
من جانبها صرحت الدكتورة هالة أبوعلى، الأمين العام للمجلس، أن البلاغات الخاصة بالعنف من الموضوعات التى تحظى باهتمام خط نجدة الطفل 16000 لكون العنف الموجه ضد الطفل سبب العديد من المشكلات الأخرى، لأن العنف المنزلى يعود غالبًا لأسباب تتعلق بأساليب التعامل أو الوعى بأساليب التنشئة أو خلل فى العلاقات داخل الأسرة أو بعض أوجه الخلل الأخرى، وتوضح البلاغات الواردة على خط النجدة أن نسبة العنف البدنى تمثل نحو 68%، مقابل 22% للعنف النفسى، و10% للعنف الجنسي.
وأكد سمية الألفى مدير عام التنمية والنوع بالمجلس أن العنف ضد الأطفال طبقًا للمادة ١٩ من الاتفاقية الدولية لحقوق الطفل هو كافة أشكال العنف أو الضرر أو الإساءة البدنية أو العقلية أو المعاملة المنطوية على إهمال أو إساءة المعاملة أو الاستغلال بما فى ذلك الإساءة الجنسية
كما عرضت الدكتورة هبة عيسوى أستاذ الطب النفسى بجامعة عين شمس أنواع العنف، وبعض مؤشراته فهناك العنف الجماعى، وعنف ضد الذات، والعنف ضد الأفراد والعنف العائلى سواء من طفل أو زوج بالإضافة إلى العنف المجتمعى من أقارب أو معارف أو غرباء، وأن من المؤشرات النفسية والسلوكية لتعرض الطفل للعنف الغياب المتكرر عن المدرسة وانخفاض التحصيل المدرسى أو صعوبات تعلم، والتأخر فى النطق والكلام.
ومن جانبها قدمت الدكتورة ميرفت العمارى الاستشارى النفسى والتدريب عرضًا حول أسباب العنف ضد المرأة وخاصة الأمهات كما وضحها الكثير من العلماء يرجع إلى أن المرأة نفسها هى أحد العوامل الرئيسية لبعض أنواع العنف والاضطهاد، وذلك لتقبلها له واعتبار التسامح والخضوع أو السكوت، والأسباب الثقافية كالجهل وعدم معرفة كيفية التعامل مع الآخر وعدم احترامه، والأسباب التربوية فأسس التربية العنيفة التى نشأ عليها الفرد هى التى تولد لديه العنف، والعادات والتقاليد فهناك أفكار وتقاليد متجذرة فى ثقافات الكثيرين والتى تحمل فى طياتها الرؤية الجاهلية لتمييز الذكر على الأنثى، ما يؤدى ذلك إلى تصغير وتضئيل الأنثى ودورها، والأسباب الاقتصادية فالخلل المادى الذى يواجهه الفرد أو الأسرة والتضخم الاقتصادى ينعكس على المستوى المعيشى لكل من الفرد والمجتمع ويأخذ العامل الاقتصادى نسبة 45% من حالات العنف ضد المرأة، كما توضح بعض الدراسات وجود علاقة بين دخل الزوج الشهرى والعنف الجسدى الذى يمارسه على زوجته، حيث ترتفع نسبة حالات الإساءة فى الأسر ذات الدخل المنخفض.