ختام احتفالات مولد العذراء بالمنيا تزامنا مع أول أيام شهر رمضان (فيديو وصور)

شهد اليوم الخميس، أول شهر رمضان المبارك، آخر أيام الاحتفالات بمولد العذراء بجبل الطير بمركز سمالوط في شمال المنيا، والتي انطلقت الخميس الماضي وسط إجراءات أمنية غير مسبوقة.

وتوافد المسلمون قبل الأقباط من مختلف بقاع العالم ليس مصر فقط قاصدين زيارة الكنيسة الآثرية الشاهدة على عبق تاريخ رحلة العائلة المقدسة، فيما جاء زوار و"أرزقية" جاءوا من محافظات الإسكندرية ودمياط والغربية وأسيوط باحثين على مصدر رزق لهم.

وكانت قد بدأت منطقة دير جبل الطير بشمال المنيا، في استقبال ملايين الزائرين الوافدين للمشاركة في احتفالات مولد السيدة العذراء وسط استعدادات أمنية مشددة لتأمين زوار من قصدوا شفاعة السيدة مريم العذراء، والسيد المسيح لتحقيق أمنيات وأحلام تلقى على أعتابهم أملين في تحقيقها قاصدين زيارتها سنويًا، والتي كانت قد بدأت يوم الخميس الماضي الموافق 10 مايو وانتهت اليوم الخميس.

لم تكن احتفالات مولد السيدة العذراء تحظى باهتمام زوارها فقط لطلب شفاعتها، لكن ذهب آخرون لكسب الرزق والبحث عن مصدر رزق لهم؛ فيقررون هجر محافظتهم لعدة أيام محاولة منهم لإيجاد لقمة عيش خلال أيام مولد السيدة العذراء، حيث يأتي إلى دير جبل الطير عدد كبير من الباعة من كافة البلدان بمحافظة طنطا والإسكندرية وأسيوط وسوهاج، كما تنتشر الملاهي بشكل كبير بمختلف أشكالها وأحجامها بدير جبل الطير.

وتعود تسمية دير جبل الطير، بذلك الاسم نسبة إلى وجود مجموعات من طيور "البوقيرس"، المهاجرة من أوروبا إلى أفريقيا ذهابًا وإيابًا في العام ذاته والتي كانت تستقر بالجبل حينها كان يصعب رؤية الجبل لتواجد تلك الطيور البيضاء بكثافة، والتي كانت تنقر بنقارها تاركة أثر استخلاصها للكالسيوم من الجبل وكل طائر يمسك في الجبل مرفرفًا بجناحه حتى الموت كما قال تقي الدين المقريزي.

كما سمي دير جبل الطير باسم دير السيدة العذراء؛ وذلك لمرور السيدة مريم العذراء عليها خلال رحلة العائلة المقدسة هربَا من الرومان والتي استقرت داخل مغارة تقع كبقعة مقدسة داخل كنيسة السيدة العذراء المتواجدة بالدير، كما تعددت المسميات التي أطلقت على الدير من بينها دير الكف ويرجع ذلك إلى وجود صخرة كادت أن تسقط على العائلة المقدسة فقام السيد المسيح بدفعها مما ترك أثر يده الشريفة علي الصخرة، وأطلق علي الدير دير البكارة؛ ويرجع ذلك لوجود بكرة كانت تستخدم للصعود والنزول من أعلى الجبل كما ذكر علي مبارك في الخطط التوفيقية.

وقال الأب متي كامل خادم الكنيسة، إن الساحرة الظالمة أرادت أن تنتقم من السيد المسيح في طفولته والسيدة العذراء وأثناء تواجدهما بالجزيرة السفلية بالدير استخدمت الساحرة سحرها لإسقاط الصخرة عليهما، لكن تم تحطيمها عندما أشار السيد المسيح بيده للصخرة فتصلبت مكانها وطبع كفه عليها دون أن يلمسها وسقطت الساحرة في التو بكتبها وسحرها والسلاسل الحديد، لافتًا إلى أن تلك الصخرة كانت متواجدة بالمكان حتى أخذها الرحالة أيام الاحتلال الإنجليزي لمصر وهي الآن متواجدة بالمتحف البريطاني باسم الآثار المصرية".

وأضاف الأب متي "أنه من الناحية الغربية للدير تقع الكنيسة الأثرية التي تطل على نهر النيل في مشهد هو فريد من نوعه، ثم الناحية الجنوبية والشرقية توجد مدافن يرجع بعضها للعصر الفرعوني والتي أعيد استخدامها مرة أخرى فى العصور المسيحية الأولى تبركَا بقدسية المكان، والتي ترجع بالقرن الرابع الميلادي تحديدَا في عام 328 ميلاديَا، جاءت إلى الجبل الملكة هيلانة أم الإمبراطور قسطنطين الأول وعندما علمت من الأهالي أن العائلة المقدسة قامت بزيارة المنطقة واختبأت في المغارة، أمرت بنحت وتفريغ الصخرة المحيطة بالمغارة على نظام طقس الكنيسة الأرثوذكسية".

واستكمل، أنها أطلقت عليها اسم كنيسة السيدة العذراء، وهى عبارة عن صخرة واحدة تم تفريغها إلى أربعة حوائط صخرية، وبالصحن 10 أعمدة صخرية، وفي عام 1938 تم تجديد وبناء الطابق الثانى والثالث بالكنيسة، كما توجد في مدخل الكنيسة لوحة مصنوعة، ومرسومة من الفسيفساء الملون".

وكان قد أنهت محافظة المنيا، استعدادتها المحلية والاستعدادات الأمنية لتأمين كافة الزوار خلال استقبالهم باحتفالات مولد السيدة العذراء وسط حضور مكثف للأجهزة الأمنية، عقب تطوير المنطقة التي تستقبل سنويا نحو مليوني مواطن بين مسلم وقبطي.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً