ads

كيف تكتمل ثورة محمد إبراهيم‎

محمد إبراهيم‎

لا كنز فى كرة القدم أكثر قيمة من اللاعب الموهوب، فهو القادر على خلف المتعة ورسول الالهام فى قلوب الجماهير، هو الدرة التى تزين كرة القدم وتميزها، هو القلب الذى ينبض به فريقه ويداعب قلوب الجماهير كلما داعبت قدماه الكرة.

ولا شك أن للكرة المصرية نصيب كبير من اللاعبين الموهوبين، وللزمالك نصيب الاسد فى ذلك، فهو النادى القادر على إنتاج أكبر قدر من الموهوبين وأصحاب المهارات الخاصة، حتى وأن نقص لديه ما يجعله قادرًا على استغلال تلك الهبات السماوية العظيمة.

ومحمد إبراهيم لاعب الزمالك ومنتخب مصر أحد أبرز المواهب التى عرفتها الملاعب المصرية فى السنوات الماضية، لاعب ظلم نفسه فى أوقات فظلمته كرة القدم، فالكرة كالحياة لا تعطى الا من اراد وسعى، حتى ولو بنصف موهبة، فهى لعبة لها قواعدها الثابتة، ومنها بلا شك قاعدة تاريخية تقول بإن الموهبة وحدها لا تكفى..

وقبل الحديث عن رحلة استعادة الذات المفقودة للموهوب محمد إبراهيم علينا أن نواجه إبراهيم ببعض الأمور الفنية التى تحتاج إلى اجابة لا يملكها سواه.. وهى امور ترتبط بنقنيات فى اللعب ميزت محمد عن باقى اللاعبين، قدم من خلالها المتعة للجماهير والأهداف لفريقه، وعلى الرغم منذ لك لم يكررها مرى اخرى، والسبب لا يملك اسراره سواه..

وتأتى بدايات محمد إبراهيم الحقيقية مع الزمالك حين تعاقد الأبيض مع المدرب البرازيلى جورفان فييرا، الذى قدم اللاعب إبراهيم فى ثوب الفانتازيستا للمرة الأولى، استطاع المدرب البرازيلى أن يٌخرج افضل ما فى جعبة إبراهيم الذى اصر على ادهاشه وادهاشنا جميعًا بإحرازه لأهداف عديدة بتقنيات خاصة جدًا، لكل هدف منها بصمة خاصة ارتبطت بإبراهيم ولكنه ابى الاصرار على التمسك بها.

وقبل أن نستعرض معًا هذه الأهداف بالفيديو والشرح، نعود قليلًا إلى مرحلة ما قبل فييرا حين قام مدرب الزمالك الاسبق حسام حسن بالدفع بمحمد إبراهيم للمرة الاولى فى الفريق الاول، وتحديدًا فى اللحظة التى أحرز إبراهيم خلالها أول أهدافه، وشاء القدر أن يمنح الشاب الصغير هدية بتخليد هذا الهدف فى ذاكرة عشاق كرة القدم للأبد فأبدًا لم يكن هدفًا عاديًا.

إبراهيم يتسلم الكرة فى وسط الملعب بطريقة لأزالت تميزه لليوم وهى الاستلامة المصحوبة بمراوغة مدافع رغم كونها بالظهر فالموهوب الحقيقى هو الذى يملك عين أضافيه فى ظهره عين تبصر بإحساس اللاعب وترى بقدراته الخاصة ومر إبراهيم بثوب المُخادع وظل يبحث عن تحرك إيجابي من الزملاء وواصل المرور حتى اغرته زاوية امير عبد الحميد الخالية والمساحة التى افرغها تحرك الزملاء، فسدد بسن الحذاء هدف لا يسجله يملك شخصية قوية داخل الملعب ولديه الجراة على اتخاذ القرار الأصعب والقدرة على تنفيذه، والغريب أن إبراهيم لم يكرر فعلته لليوم رغم أن فرصة التكرار قد سنحت مرات عديدة.

https: www. youtube. comwatch?v=tpR8XAclD5k

ولا شك أن ذكاء المدرب البرازيلى جورفان فييرا دفعه لتطويع الاسلوب الهجومى للزمالك بالشكل الذى يخدم قدرات إبراهيم، فقد بنى فيريرا الاسلوب الهجومى للفريق من اجل مساعدة إبراهيم فى ايجاد المساحة التى تمكنه من استغلال ذكاءه الكبير، فلا خلاف على أن إبراهيم يعد أحد القلائل الذين يتمتعون بذكاء ملعب، تتعارض معه فى الوقت ذاته مشكلة وهى أن سرعته الجسدية لا توازى سرعته الذهنية، وهو العيب الذى نجح البرازيلى فى التغلب عليه من خلال تحركات الزملاء التى كانت تمنح إبراهيم المساحة الكافية التى تجعل هناك حالة من التوازن بين سرعة البديهة عند اللاعب ومرونة جسده.

هدف فى فريق شاختار الأوكراني حامل لقب الدورى الأوروبى وقتها على طريقة النجم الى الشهير اليساندرو ديلبيرو واستخدم فيه إبراهيم ايضًا تقنية لم يعيد استخدامها مرة اخرى..

https: www. youtube. comwatch?v=UwSJzASn8NE

ويعد إبراهيم أحد اللاعبين القلائل فى الجيل الحالى للزمالك الذى يتمتع بقدر كبير من الثقة عند مواجهة الأهلى، وسنرى خلال الفيديو التالى هدف أكثر من رائع لإبراهيم فى مرمى شريف إكرامى، بعد اختراق عكسى من الطرف إلى داخل منطقة الجزاء، ساعده فيه تحرك زميله محمد عبد الشافى فتسبب تحرك الظهير الايسر للزمالك فى افراغ مساحة ساعدت إبراهيم فى المرور والتسديد بقوة، وبكل أسف لم يكرر إبراهيم الامر بعد ذلك ففى أغلب الظن يمر إبراهيم ولا يسدد وأن سدد لا يمنح التسديدة نفس القدر من القوة.

https: www. youtube. comwatch?v=Ptjveg4ydVs

فى مباراة الزمالك وجازيل بطل تشاد قدم إبراهيم أفضل مبارياته منذ أن تم تصعيده للفريق الاول موسم 2010 – 2011، لا يوجد شىء فى فنون كرة القدم لم يقدمه إبراهيم فى هذه المباراة، سواء صناعة أو تسجيل الأهداف أو قيادة هجمات الفريق، ولكن ولأننا نبحث اليوم عن تقنيات إبراهيم فى التهديف فلن نتحدث عن صناعة الأهداف الميزة الاهم والأكثر استمرارية لدى النجم الموهوب.

الهدف الاول لمحمد إبراهيم بعد تبادل رائع للكرة مع أحمد جعفر ثم التسديد بخارج وجه القدم فى زاوية مستحيلة لحارس المرمى، تقنية رائعة تميز فيها إبراهيم ولم يحاول تكرارها مرة أخرى..

الهدف الثانى جاء من تقنية رائعة فى التسديد البعيد استخدمها من قبل فى مباراة شاختار ورفضته العارضة شاختار قبل أن تستقبل شباك الفريق التشادى نظيرتها، ولم يعيدها إبراهيم مرة اخرى حتى الان رغم تميزه فيها فى مرتين بشكل اذهل الجميع.

https: www. youtube. comwatch?v=raRYgLd9wjI

الى جانب العديد من الأهداف الاخرى التى برع إبراهيم فى طريقة احرازها ولم يكرر المحاولة مرة اخرى، وهناك فرق بين المحاولة والفشل وبين عدم المحاولة وعلى إبراهيم، فإذا ما حاول اللاعب مجددًا وفشل يفتح الباب أمام التكهنات بإن الهدف جاء من صدفة وليس من تقنية خاصة يملكها اللاعب، اما إبراهيم فلم يكرر المحاولة من الاساس حتى نحكم بشكل دقيق.

والآن وهو فى لحظات ثورة على الظروف القاسية التى مر بها أن يسأل نفسه لعله يصل إلى إجابة، ويعود من جديد لاستخدام أدواته الخاصة، التى أن أحسن استخدامها سيغرد بعيدًا عن الجميع، فإذا قمت بثورة عليك أن تأخذ بكل الاسباب ولا تترك شىء للقدر، لأن القدر ذاته لا يقف فى صف المتواكلين، فلا تنتظر منه أن يقف بجانبك ولا تلمه إذا ما خابت امالك فخيبتها وقتها ستكون صنيعة يدك.

وعانى إبراهيم منذ العودة من ماريتمو البرتغالى فى يناير من العام الماضى ظروف غاية فى الصعوبة، ومر بأيام قاسية سواء على الصعيد الرياضى حيث ابتعد عن الملاعب عدة أشهر أو حين عاد وقوبل برفض واضح من رئيس النادى الذى كان يأمر المدربين بعدم اشراكه، أو حتى على الصعيد المادى الذى دفعه للشراكة مع بعض اصدقائه فى عمل تجارى يحصل منه على دخل ولو بسيط للمعيشة.

ما مر به إبراهيم من صعوبات كان كفيلًا بإحباطه وابتعاده والاجهاز عليه إذا ما كان ضعيف النفس، ولكن ما يستحق الذكر والإشادة هو صبر إبراهيم وتحمله واصراره فى التدريب، حتى عاد من جديد لمكانته كأحد من تعول عليهم جماهير الزمالك وتعقد عليهم الامال، كذلك انضم مؤخرًا لمنتخب مصر تحت قيادة المدرب الأرجنتينى هيكتور كوبر، الذى كان حريصًا على الاجتماع بإبراهيم فور خروجه من القائمة النهائية لمباراة تنزانيا للتأكيد عليه بأنه سيكون أحد أهم رجال المنتخب فى المستقبل القريب وطالبه بمواصلة العمل بجد.

فنحن هنا أمام نموذج لشاب صغير بدأ بداية قوية وصل خلالها لأن يصبح أول لاعب إفريقى يحرز هاتريك فى بطولة من بطولات الفيفا فى كأس العالم للشباب 2009 بكولومبيا، حين احرز ثلاثية للمنتخب المصرى فى شباك النمسا وقاد الفراعنة الصغار للصعود لدور الـ 16، حين كان نجمًا لفريق يضم بين صفوفه لاعب روما الحالى محمد صلاح ولاعب الارسنال محمد الننى، ثم دخل فى مرحلة من الهبوط كادت تنهى حياته الكروية ولكنه رفض اليأس وقهر الظروف والصعاب وعاد من جديد فى ثوب الفانتازيستا، ولكن عليه أن يعى انه لا زال فى وسط الطريق، ويحاج لمزيد من الاجتهاد ومراجعة النفس حتى تكتمل ثورته.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً