على وقع سقوط القنابل والبراميل المتفجرة، وسحابات دخان البارود ودوي إطلاق النار الذي لايتوقف، وأنين المصابين وصراخ الفراق من الأهل والأحبه على من حصدت أرواحهم الغارات الغادرة يستقبل أهلنا في سوريا واليمن وفلسطين وليبيا شهر رمضان الكريم هذه العام، وخطف الموت والهلع الفرحة من قلوب كانت تحتفي بنسمات هذا الشهر الكريم، لتتحول فجأة موائدة بلون الدم، بل إن بعضهم يكاد يموت جوعا جراء ندرة الغذاء الذي يحبسه استمرار العمليات العسكرية أهل مصر كانت هناك وعاشت معاناة المسلمين في البلاد العربية المنكوبة مع حلول شهر الصوم والسلام.
بالرغم من المعاناة التي تشهدها ليبيا منذ حرب 2011، إلا أن شهر رمضان الكريم يعد من الأشهر التي لا يستطيع الليبيون تفويتها دون الاحتفال بها.
فإلى جانب الروحانيات الرائعة التي يتميز شهر رمضان في ليبيا، أيضا يتميز الشهر الكريم هناك بأنه شهر التسوق بامتياز، حيث يبدأ الجميع التجهيز له قبل أيام عديدة من قرب حلوله، فتجد رواجًا كبيرًا في الأسواق، وتزداد عمليات البيع والشراء لجميع مستلزمات الأسرة.
-سوق السمك على طريق الشاطئ بطرابلس
في أول أيام الشهر الكريم عادة ما يجتمع الليبيون في منزل رب الأسرة أو منزل العائلة، فاليوم الأول دائما وأبدا يكون يوم التلاقي وتبادل التهاني بين الأقارب والجيران..
-أكلات تقليدية
عن الأكلات الرمضانية، تشتهر ليبيا ببعض الأكلات التي تكون ضيفا دائما على الموائد، مثل "بسيسة" والتي تتكون من البقوليات مثل العدس والحمص والكمون والشعير والسكر، ويتم شراؤها وتنظيفها وأخدها للمطحنة، وتطحن ويضاف عليها زيت الزيتون ويخلط في صحن ويقدم في الإفطار مع التمر، والبسيسة من الأكلات الأمازيغية، ولكن كل الليبيين يأكلونها الآن وتباع في الأسواق ومحلات العطارين.
وهناك أكلة أخرى تسمى (زميطة) تقوم ربات المنزل بتحضيرها قبل رمضان؛ لأنها أيضا تحتاج لشراء الشعير وتنظيفه وتحميصه على النار ثم طحنه، ويخلط بالزيت حتى يكون مثل العجين، وتقدم على مائدة السحور في رمضان.
ومن الحلويات الشعبية الشهيرة في رمضان، حلوى (العسلة والزلابية)، بالإضافة إلى الحلويات الأخرى الكنافة، والبسبوسة، والبقلاوة، والقطايف، ولقمة القاضي.
ففي العاصمة طرابلس يوجد عدد كبير من المساجد والتي تكون قبلة للمصليين ومنها: (مسجد ميزران، مسجد القدس، مسجد العنقودي، مسجد الناقة، مسجد سيدي أبو منجل، مسجد مولاي محمد) وغيرها من المساجد الهامة حيث تستعد هذه المساجد للشهر الفضيل، فتقوم بتهيئة المكان وتوسعته لاستقبال أعداد كبيرة من الليبيين، فضلاً عن إعداد المسابقات الدينية.
-أسواق الملابس في ليبيا
وفي أخر 10 أيام من الشهر الكريم تشهد أسواق الملابس في ليبيا بشكل عام إقبالا كبيرا من العائلات لشراء ملابس العيد، حيث تحرص السلطات على إنشاء أسواق في أكثر المناطق الشعبية داخل المدن لخدمة أكبر عدد من المواطنين.
من جانبه, أكد محسن, أحد المهجرين الليبيين في تونس منذ نحو سبع سنوات, أنه بقدومه إلى مطعم "النجع" يعثر على وطنه ويشعر بأنه لم يغادره. وتابع محسن بأن المهجرين الليبيين مروا بصعوبات، وأنهم يجدون ضالتهم في هذا المطعم المتخصص في الأكل الليبي.
مواطنة ليبية رفضت الكشف عن هويتها أكدت من جانبها أن تونس وليبيا تتميزان بنفس أجواء الشهر الكريم، مضيفة أنها لا تجد أي فرق بين قضاء شهر رمضان في بلدها أو في تونس.
صاحب مطعم "النجع" فؤاد العوام, أفاد بأن إفتتاح المطعم تم في 15 أوت، وأن الهدف منه هو تجميع الليبيين في فضاء واحد بعيدًا عن السياسة.
ولفت العوام إلى أن جميع الليبيين الذين يزورون "النجع" يجلسون للأكل على طاولة واحدة مهما اختلفت أفكارهم وإنتماءاتهم الإيديولوجية والسياسية.
نقلاً عن العدد الورقي..