زار وفد من خبراء عالميين فى مجال المياه و الري والآثار والثقافة والفنون التابعين لمنظمتي اليونسكو و الفاو منطقة آثار أبو مينا بالإسكندرية، وذلك للوقوف على الحالة الراهنة للموقع والمدرج على قائمة التراث العالمي المهدد بالخطر منذ عام 1979، بالاضافة الي تقييم المنطقة الأثرية في ضوء ما نفذته وزارة الآثار من توصيات منظمة اليونسكو و مركز التراث العالمي.
ورافقهم خلال الزيارة العميد هشام سمير مساعد وزير الآثار للشئون الهندسية، والدكتور جمال مصطفى رئيس قطاع الآثار الإسلامية والقبطية واليهودية بوزارة الآثار، و محمد متولي مدير عام آثار اسكندرية، وجهاد الراوي المشرف على المنظمات الدولية، وقداسة الأنبا/ كيرولس رئيس دير أبو مينا ومجموعة من الخبراء واساتذة الجامعات المصرية.
وخلال الزيارة، عبرت تاتيانا فيليجاس Tatiana Villegas مسئول البرنامج الثقافي بمنظمة اليونسكو (Program Specialist for Culture)، عن ارتياحها الشديد للجهود المبذولة من الوزارة لحماية موقع أبو مينا الأثرى ودرء الخطورة عنه، مشيرة الي أن زيارة الوفد اليوم للموقع تهدف بشكل رئيسي إلى تقديم كافة المساعدات لوزارة الآثار لوضع حلول مستدامة وخطة عمل يتم تنفيذها سريعا وبأقل تكلفة.
وأوضح الدكتور مصطفى، أن المنطقة تعاني منذ فترة بارتفاع شديد لمنسوب المياه الجوفيه والتى تتميز بارتفاع شديد فى نسبة الأملاح، فضلا عن الإهمال الذي تعرضت له المنطقة ابان الظروف التى مرت بها البلاد أعقاب ثورة يناير 2011، مما دفع الوزارة إلى إتخاذ كافة الإجراءات اللازمة على الفور وإعداد مشروع ضخم لتخفيض منسوب المياه الجوفية وإسناد المشروع لإحدى الشركات المحلية المتخصصة، بالإضافة إلى التعاون مع جميع الجهات المعنية من وزارتي الرى و الزراعة وادارة الأديرة والمحافظة لوضع حلول علمية و عملية لحماية المنطقة الأثرية من المياه المسربة اليها من الزراعات المحيطة بها نتيجة الرى بالغمر، حيث أن المنطقة تقع فى منسوب منخفض عن المساحات المحيطة بها.
ومن جانبة قال العميد سمير، أن المشروع يقوم على توريد عدد 170 طلمبة مياه جديدة مطابقة للمواصفات العالمية حسب الدراسات الأخيرة التى اجريت على المياه الجوفية بما يتناسب مع درجة ملوحة المياه لتخفيض منسوبها و نقلها الي المصارف العمومية كخطوة أولى وحل سريع، بالإضافة إلى أعمال الترميم والصيانة التي ستشمل المباني الاثرية بالموقع.
يذكر أن منطقه آثار أبومينا تقع فى برج العرب فى صحرة مريوط غرب مدينة الاسكندرية ، وتضم مجموعة من الاثار القبطية و كنائس و اديره، وكانت فيما مضي قرية صغيرة ومدفن القديس مينا، وفي العصور الوسطي المبكرة كانت أهم مركز مسيحي للحج في مصر . وتم اكتشاف الموقع عام 1905 علي يد عالم الاثار الألماني (كوفمان) وفي عام 1907 تمكن من الكشف عن أجزاء كبيرة أخرى منه. وفي عام 1979 قررت لجنة اليونسكو إدراج هذا المكان ضمن (قائمة التراث العالمي) . وبذلك أصبح واحدا من أهم الأماكن التاريخية بمصر.