عودة ذئاب الجبل بجزيرة المعابدة.. أول قرية في أسيوط زرعت الأفيون واقتحمها الطيران والقوات الخاصة.. وعصابات التهريب وتجار السلاح تسيطر على الجبل الشرقي

تنحصر محافظة أسيوط بين الجبلين الشرقي والغربي، الأمر الذي ساعد بشكل كبير في ارتفاع معدلات الجريمة بشتى أنواعها، حيث تحول الجبلان إلى أوكار للخارجين على القانون ومعتادي الإجرام، ويستغل الخارجون على القانون الكهوف في الجبلين لتكون نقاط تجمعهم، ومن أخطر المناطق منطقة الكهوف الموجودة بقاو «النواورة» بالجبل الشرقي بمركز البداري، وقرية «المعابدة»، التي تعد من أكبر القرى في تجارة الأسلحة بمركز أبنوب بسبب وقوعها أسفل سفح الجبل الشرقي.

وقرية المعابدة بمركز ابنوب تقع تحت سفح الجبل الشرقى على بعد 30 كيلو متراً عن مدينة أبنوب بمحافظة أسيوط ويوجد طريق واحد لها غير ممهد والطريق الآخر عن طريق المراكب والعبارات المتهالكة، ما ساعد لتكون مأوي لعتاة المجرمين والهاربين من تنفيذ الأحكام والعناصر الخطرة من الإرهابيين أحيانا، بين كهوف جبالها لتكون نقاط تجمعهم اسفل سفح الجبل الشرقي وتشتهر القرية بكونها «خط الرعب» وتجارة السلاح والتى تشابهت مع (جزيرة النخيلة) وتكوين امبراطورية عزت حنفى، التى سقطت بعد سنوات فى زراعة مساحات واسعة من المخدرات وكانت معقل للخارجين على القانون، والعصابات والاتجار فى السلاح.

«حسين .ع»، أحد سكان المنطقة قال والخوف يعتري وجهه «نعيش الحرمان من الخدمات وكثرة المشكلات وانعزالنا عن اهتمام المسئولين وكأننا غير موجودين على الاطلاق، ما ساعد فى انتشار الخارجين عن القانون وجعل الجبال المحيطة بنا مركزا لهم ونقطة انطلاق لممارسة أنشطهم الإجرامية بالنهار قبل الليل وتتحول معيشتنا لجحيم مستمر».

وأضاف الشاب « هنا كل شيء مباح تجارة الأسلحة والمخدرات، ومطاردات الشرط بلا فائدة لاختبائهم بين دروب الجبال وبعد المسافة عن مدينة أسيوط وهو ما يسهم في اختفائهم قبل وصول الحملات الأمنية المكبرة»‏.‏

«إبراهيم علي»، تجاوز عمرة الخامسة والأربعين يعيب على الحكومة ترك تلك القرى للاهمال والسيطرة عليها من قبل العناصر المسلحة والإجرامية وعصابات التهريب والمخدرات والسلاح، قائلا «لا توجد خدمات في القرية ولا رعاية صحية ولا مواصلات فيعتمد الأهالي في تنقلاتهم اليومية اعتمادا كليا علي الدواب والسيارات ربع النقل وعدد قليل من سيارات الميكروباص التي تهرب من العمل علي الخط بسبب سوء حالة الطريق‏ وكذلك الكهرباء ضعيفه للغاية والمياه غير صالحة للاستخدام الآدمي».

من جهته قال مصدر أمنى إن قرية المعابدة بأسيوط واحدة من القرى التى نالت شهرة واسعة لزراعتها 7200 فدان بالأفيون المخدر بما يواز تقريبا كل مساحة الأراضي الزراعية بالقرية وهى امر لم يحدث فى تاريخ مصر أو فى أى مكان.

ولفت المصدر إلى انتشار قضايا الثأر، أن جميع العائلات داخل القرية لها خصومات ثأرية، منوها أنه خلال إحدى الحملات على عائلتين تم ضبط 40 قطعة سلاح آلى وتم مداهمتها بالطيران في إحدى الحملات الأخرى حتى تم القضاء علي المخدرات.

المعابدة تشتهر بزراعة النباتات العطرية مثل الريحان والينسون وغيرهما من البقوليات بفضل طبيعة التربة الرملية وبدأت مظاهر الجريمة بالقرية وانتشار السلاح باشتباك بين عائلتين بالقرية بعد تجدد الخصومة الثأرية التى بينهما منذ سنة وهم عائلة (ق)،(ود) وبتدخل قوات الأمن لفض الاشتباك وضبط أطرف النزاع أطلق أحد أطراف النزاع النيران على القوات أدى لاستشهاد الرائد مصطفي حمدون، وبادلت القوات الأمن طرف الخصومة إطلاق النيران فقتل اثنان ممن فتحا النيران على القوات هما (ع.م)وأبنه (م)

بورصة السلاح

كميات الأسلحة داخل القرية تثير التعجب، فكيف يأتي هؤلاء بثمن هذه الأسلحة وأقل قطعة سلاح ثقيل تزيد سعرها عن 30 ألف جنيه، ف يالوقت الذي يرسم الفقر ملامحه على البيوت المتهاكلة والطينية واسقفها البوص والجريد.

ومن الجدير بالذكر نجحت حملة مداهمات أسيوط التي شنها قطاع الأمن العام بالتنسيق مع قطاع الأمن المركزي بنطاق قرى (المعابدة، بنى شعران ، عرب العمايم ، البندر)، لضبط الأسلحة الألية وضبط الهاربين من الأحكام والعناصر الخطرة في تطهير قرية المعابدة دائرة مركز أبنوب من البلطجة والسلاح وتم تنفيذ 1579 حكم وضبط المطلوبين في تلك الأحكام واصبحت القرية خالية من الإجرام والبلطجة لأول سابقة تحدث بتنفيذ جميع للأحكام الصادرة للمطلوبين من قرية واحدة.

نقلا عن العدد الورقي.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً