قال الدكتور إبراهيم الهدهد رئيس جامعة الأزهر السابق، إن شهر رمضان هو شهر النور والرحمة والفضل الذي غيًر الله به الكون كله، وكانت أول كلمات الوحي التي نزلت على قلب رسولنا الكريم (صلى الله عليه وسلم)، وقد شاء الله تعالى أن يبعث الحبيب (صلى الله عليه وسلم) في أمة لا ترابط بينها وتحكمها العصبية والقبلية التي ما ساوت بين الناس يومًا، فكانت بعثته توحيدًا لها وجمعًا لكلمتها، وهذا سرٌ في المكان أيضا الذي بعث فيه وتوسطه في الكرة الأرضية.
اقرأ أيضا..الهدهد: الأزهر يتعايش مع مختلف الأديان
وعن تدبر آيات الصيام، قال الهدهد في كلمته التي ألقاها في الحلقة العاشرة لملتقى الفكر الإسلامي الذي ينظمه المجلس الأعلى للشئون الإسلامية بساحة مسجد الإمام الحسين، إن الله تعالى أعطانا الدليل بقوله سبحانه : ” أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا ” ، فلو تدبرنا القرآن لوجدناه صفا واحدا في البلاغة ؛ لأنه صادر عن الله ــ عز وجل ــ لا تفاوت فيه، أما البشر فكلامهم متفاوت؛ لأنه صادر عن نفس تحب وتكره، موضحا أن من تدبر في آيات الصيام ، وجد أن الحق سبحانه وتعالى كرر ” لعـل ” في قوله تعالى ” لعلكم تتقون ، لعلكم تشكرون، لعلهم يرشدون ” فــــ ” لعل” هنا تفيد التعليل، وليست للترقب والتوقع، أي : صوموا كي تصلوا للتقوى، والرشاد.
وأوضح أنه لابد وأن يكون عند العبد يقين إيماني وروحي بقبول الطاعة من الله تعالى له ، وحرزه للثواب منه سبحانه ، حتى يتحقق ذلك ، كما قال (صلى الله عليه وسلم) في الحديث القدسي الذي رواه عن رب العزة سبحانه : ” أنا عند حسن ظن عبدي بي “، مشيرًا إلى أن الصيام له مقاصد متعددة ، وهو شهر تدريب للأمة بأكملها.