«اصحي يا نايم.. وحد الدايم..» جملة يصدح بها «عم أشرف» أشهر مسحراتي في الوادي الجديد، وعلى الرغم من أنه كفيف لايبصر إلأ أن لديه موهبةحفظ كل منطقة من أصوات الأطفال حوله ويبدأ بعدها في مناداة كل فرد باسمه فى تلك المنطقة.
ويقول «أشرف المسحراتي»، بن مدينة الخارجة، إنه كان كفيفا منذ الصغر ولكن عند حلول شهر رمضان كان دائماً يحب سماع مسحراتي الحي قديماً عم «إبراهيم» وهو ينادى ويبدء في إيقاظ المواطنين قبل صلاة الفجر وبدءت في حفظ الألحان الخاصة بقرع الطبلة الخاصة به كما يفعلها المسحراتي وبدأت اخرج إلى الشارع وامتهن تلك المهنة من عم 15 عاماً في المنطقة التي كنت اسكن فيها .
وأضاف «أشرف» أنه لم يحصل علي أي وظيفة ويعمل ارزقي, موضحاً أن المسحّر هو الرجل المميز في رمضان، فهو الذي يوقظ الناس للسحور، ولكل حي أو قرية مسحر أو أكثر حسب مساحة الحي وكثرة سكانه، ويبدأ المسحر جولته قبل موعد الإمساك بساعتين، ويحمل المسحراتي طبلته بحبل في رقبته فتتدلى إلى صدره، أو يحملها بيده، ويضرب عليها بعصا خاصة، ويرافقه شخص أو آخر، والمسحراتي يعرف أصحاب المنطقة، فيقف عند أبواب المنازل وينادي عليهم كلا باسمه وافرح بلمة الاطفال من حولى فهم من يعلمونى الطريق ومن خلال ترديدهم لكلمات اعلم إلى بيت من وصلت من أهل المنطقة.
وأوضح عم أشرف أنه يردد أثناء تجواله: "قم يا نايم وحّد الدايم.. يا نايم اذكر الله.. يا نايم وحّد الله.. قوموا لسحوركم يرحمكم الله"، مضيفا أنه مازال معظم الناس في المنطقة يعتمدون علي المسحراتي بالرغم من ظهور التكنولوجيا والتلفاز، موضحا أن لديه 3 أبناء ويقطن مع أسرته مع والدته وأشقاءه فى منزل وهم أسرة فقيرة الحال، تقيم بحي السبط الشرقي ،وهو من أقدم الأحياء بالخارجة .
وأكد، أنه يبدأ جولاته عادة بعد منتصف الليل مُمسكًا بشماله بطبلة كبيرة وبيمينه عصا صغيرة أو قطعة جلد غليظ، وبصحبته أحد ابناءه يرشده للطريق، وببدأ في الضرب على الطبلة ثلاثًا ثم ينشد أناشيد ينادي فيها صاحب البيت وأفراد أسرته فردًا فردًا ما عدا النساء .
يذكر أن ، مهنة المسحراتي ارتبطت بالشهر الكريم منذ عهد النبي –صلى الله عليه وسلم، فكان بلال بن رباح رضي الله عنه أول "مسحراتي" في التاريخ الإسلامي، حيث كان يجوب الشوارع والطرقات لإيقاظ الناس للسحور بصوته العذب طوال الليل، وكان النبي يقول "إن بلالًا ينادي بليل، فكلوا واشربوا حتى ينادي ابن أم مكتوم"، وكان ابن أم مكتوم هو الذي يتولى أذان الفجر، ومنذ ذلك التاريخ أصبح المسحراتي مهنة رمضانية خالصة.
وأما في العصر العباسي كان المسحراتي ينشد شعرًا شعبيًا يسمى "القوما" طوال ليالي رمضان، وربما كان ذلك عائدًا لازدهار فن الشعر في ذلك العصر.
أما بداية ظهور الإيقاع أو الطبلة في يد المسحراتي فكانت في مصر، حيث كان المسحراتي يجوب شوارع القاهرة وأزقتها وهو يحمل طبلة صغيرة ويدق عليها بقطعة من الجلد أو الخشب، وغالبًا ما كان يصاحبه طفل صغير أو طفلة ممسكة بمصباح لتضيء له الطريق وهو يردد نداءاته المميزة «اصحى يا نايم وحد الدايم» أو ينطق بالشهادتين بصوت أقرب إلى التنغيم منه إلى الحديث العادي ثم يقول «أسعد الله لياليك يا فلان».
كما ،أن هذه الطبلة كانت تسمى "بازة" وهي صغيرة الحجم يدق عليها المسحراتي دقات منتظمة، ثم تطورت مظاهر المهنة وهو يشدو بأشعار شعبية وزجل خاص بهذه المناسبة.
ولم يكن المسحراتي خلال الشهر الكريم، يتقاضى أجرًا، وكان ينتظر حتى أول أيام العيد فيمر بالمنازل منزلًا منزلًا ومعه طبلته المعهودة، فيوالي الضرب على طبلته، فيهب له الناس المال والهدايا والحلويات ويبادلونه عبارات التهنئة بالعيد السعيد، ويُذكر أن أول من نادى بالتسحير، هو عنبسة بن إسحاق سنة 228 هـجرية وكان واليًا على مصر، وكان يذهب سائرًا على قدميه من مدينة العسكر في الفسطاط إلى جامع عمرو بن العاص وينادي الناس بالسحور.